tgoop.com/AL_Mirza_m/178
Last Update:
🌳يا علي مدد🌳
عن حذيفة بن اليمان قال: كنّا بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إذ حفّنا صوت عظيم، فقال صلى اللّه عليه و آله: انظروا ما دهاكم و نزل بكم ؟
فخرجنا إلى ظاهر المدينة فإذا بأربعين راكبا على أربعين ناقة بأربعين موكبا من العقيق ، على كلّ واحد منهم بُدنة من اللؤلؤ، و على رأس كلّ واحد منهم قلنسوة مرصّعة بالجواهر الثمينة، يقدمهم غلام لا نبات بعارضيه كأنّه فلقة قمر و هو ينادي: الحذار الحذار، البدار البدار، إلى محمد المختار، المبعوث في الأقطار .
قال حذيفة: فرجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وأخبرته،
فقال: يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكرب، و هازم العرب، وحمزة بني عبد المطّلب، الليث الهصور، و اللسان الشكور، و الطرف النائي الغيور، و البطل الجسور، و العالم الصبور، الذي جرى اسمه في التوراة و الإنجيل و الزبور.
قال حذيفة: فأسرعت إلى حجرة مولاي عليه السلام اريد إخباره فإذا به قد لقيني، وقال: يا حذيفة جئتني لتخبرني بقوم أنا بهم عالم منذ خلقوا وولدوا.
قال حذيفة: و أقبل سائرا و أنا خلفه حتى دخل المسجد و القوم حافّون برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، فلمّا رأوه نهضوا له قياما.
فقال عليه السلام: كونوا على أماكنكم،
فلمّا استقرّ به المجلس قام الغلام الأمرد قائما دون أصحابه و قال: أيّكم الراهب إذا انسدل الظلام ؟
أيّكم المنزّه عن عبادة الأوثان و الأصنام ؟
أيّكم الشاكر لما أولاه المنّان ؟ أيّكم الساتر عورات
النسوان ؟
أيّكم الصابر يوم الضرب و الطعان ؟
أيّكم قاتل الأقران، و مهدم البنيان، و سيّد الإنس و الجانّ ؟
أيّكم أخو محمد المصطفى المختار، و مبدّد المارقين في الأقطار ؟
أيّكم لسان الحقّ الصادق، و وصيّه الناطق ؟
أيّكم المنسوب إلى أبي طالب بالولد ، و القاعد للظالمين بالمرصد ؟
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: يا عليّ أجب الغلام، و قم بحاجته.
فقال عليه السلام: أنا يا غلام، ادن منّي، فإنّي اعطيك سؤلك، و أشفي غليلك بعون اللّه سبحانه و تعالى و مشيّته، فانطق بحاجتك لابلغك امنيتك، ليعلم المسلمون أنّي سفينة النجاة، و عصى موسى، و الكلمة الكبرى، و النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، و الصراط المستقيم الذي من حاد عنه ضلّ و غوى.
فقال الغلام: إنّ لي أخا مولعا بالصيد و القنص فخرج في بعض الأيّام يتصيّد، فعارضته بقرات وحش عشر، فرمى أحدها فقتلها، فانفلج نصفه في الوقت، و قل كلامه حتى لا يكلّمنا إلّا إيماء، و قد بلغنا أنّ صاحبكم يرفع عنه ما نزل به ، يا أهل المدينة و أنا القحقاح بن الحلاحل بن أبي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذاهل بن صعب، و نحن من بقايا قوم عاد، نسجد للأصنام، و نقتسم بالأزلام، فإن شفى صاحبكم أخي آمنّا على يده، و نحن تسعون ألفا، فينا البأس و النجدة و القوّة و الشدّة، و لنا الكنوز من العندح و العسجد و البندح و الديباج و الذهب و الفضّة و الخيل و الإبل، و لنا المضارب العانية و المغالب، نحن سبّاق جلّاد، سواعدنا شداد، و أسيافنا حداد، و قد أخبرتكم بما عندي.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: و أين أخوك يا غلام؟
فقال: سيأتي في هودج له.
فقال عليه السلام: إذا جاء أخوك شفيت علّته فالناس على مثل ذلك إذ أقبلت امرأة عجوز تحت محمل على جمل، فأنزلته بباب المسجد،
فقال الغلام: يا عليّ جاء أخي، فنهض عليه السلام و دنا من المحمل، و إذا فيه غلام له وجه صبيح، فلمّا نظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام ، بكى الغلام و قال بلسان ضعيف: إليكم الملجأ و المشتكى يا أهل المدينة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اخرجوا الليلة إلى البقيع فستجدون من عليّ عجبا.
قال حذيفة: فاجتمع الناس من العصر في البقيع إلى أن هدأ الليل، ثمّ خرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام و قال لهم: اتبعوني، فأتبعوه، و إذا بنارين متفرّقة قليلة و كثيرة، فدخل في النار القليلة.
قال حذيفة: فسمعنا زمجرة كزمجرة الرعد، فقلبها على النار الكثيرة و دخل فيها، و نحن بالبعد و ننظر إلى النيران إلى أن أسفر الصبح، ثمّ طلع منها و قد كنّا آيسنا منه، فجاء و بيده رأس دوره سبعة عشر اصبع، له عين واحدة في جبهته، فأقبل إلى المحمل الذي فيه الغلام و قال: قم بإذن اللّه يا غلام، فما عليك من بأس، فنهض الغلام و يداه صحيحتان، و رجلاه سالمتان، فانكبّ على رجله يقبّلها و أسلم ، و أسلم القوم الذين كانوا معه و الناس متحيّرون لا يتكلّمون، فالتفت إليهم و قال: أيّها الناس هذا رأس العمرو بن الأخيل بن لاقيس بن إبليس كان في اثني عشر فيلق من الجنّ، و هو الذي فعل بالغلام ما فعل، فقاتلتهم و ضربتهم بالاسم المكتوب على عصى موسى عليه السلام التي ضرب بها البحر فانفلق البحر اثني عشر طريقا فماتوا كلّهم، فاعتصموا باللّه تعالى و بنبيّه محمد صلى اللّه عليه و آله و وصيّه عليّ .
📚
- عيون المعجزات: ٣٢.
BY خواطر مذنب
Share with your friend now:
tgoop.com/AL_Mirza_m/178