tgoop.com/ARGkaa/21020
Last Update:
#خفايا_دعوة
صليت الليلة الماضية في الزاوية اليمنى لمسجد الشيخ عبد الرشيد الصوفي في صف متأخر. وكان قدري أن أصلي بجانب رجل استوقفني حاله كثيراً.
كان ملثماً، أسمر اللون،هزيل الجسد، طوله من طولي -وأنا لست طويلاً كثيراً- وملامحه أفريقية بامتياز. صلينا ركعتين طويلتين مؤلمتين للأقدام، فصارعت نفسي كي أظل واقفاً ولا أصلي جالساً، أما الرجل الملثم عن يساري اختار أن يستريح قليلاً ويجلس.
لا أخفيكم سراً، لقد انتابني شعور صغير بتزكية صبري، لقد وقفت أنا بينما جلس هو. وعند الركوع، قام الملثم، وبدأت تثقل أنفاسه، وبدأت أستمع لبكاء خافت يتصاعد بسكون ورقة. قلت في نفسي: عسى الله أن يفرج همه، يبدو أنه في قلبه الكثير.
وعند السجود، بدأت كعادة عموم المصلين الدعاء في السجود، فبدأت أدعو لنفسي وأهلي، ولكن للحظة بدأت اسمع صوت ذلك الملثم بجانبي يبكي بشدة وحده ويدعو بحرقة: "اللهم انصر غزة العزة".."اللهم استر اعرااااضهم.."
توقفت لسماع دعائه، واستحقرت نفسي لأني ظننته يحمل هم نفسه ويبكي لمسألة تخصه، حاجةٌ أو ضيق ما، لكن الملثم كان يحمل بين جنبيه بحرقة هم المسلمين. انهينا الركعة الثانية ووجدته يدعو نفس الدعاء بذات الحرقة، فسكت أثناء السجود، وانصت لدعائه وبكائه.
بعد انتهاء الركعتين، سلمت عليه وقلت له أن يدعو لنا، وسألته: من أين أنت؟ فقال: من السودان. فوالله وقعت في قلبي وآلمتني، يحمل بحرقة هم إخوانه في غزة وبلاده السودان لا يحمل همها أحد. وقلت في نفسي: كم كانت السودان ظهراً صلباً لنا وكم كنا لها ظهراً مكسوراً.
BY معاً الى طريق الجنة💙🦋.
Share with your friend now:
tgoop.com/ARGkaa/21020