tgoop.com/AS_M90/29943
Last Update:
ما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣)
ملاحظات:
يذكر القرآن الكريم أنواعاً عديدة للنفس، منها:
١. النفس الأمّارة التي تسوق الإنسان نحو الرذائل، وإذا لم تكبح بالعقل، فستودي به إلي الهاوية.
٢. النفس اللوامة، وتتجلی في لوم المذنب نفسه علي ما ارتكب، فتدفعه باتجاه التوبة والاعتذار (ورد ذكرها في سورة القيامة).
٣. النفس المطمئنة، ولا يدرك هذه المرتبة إلا الأنبياء والأولياء ومن تربّی علي الفضيلة، وعند كل امتحان يخرجون مرفوعي الرأس وهم أكثر توجهاً إلي الله وتمسكاً به، (ذكرت في سورة الفجر). يری يوسف (ع) عدم خيانته وخروجه من الامتحان مرفوع الرأس، لطف من الله ورحمة وهو لا يبرّیء نفسه لأن الطبيعة الانسانية مجبولة علی الخطأ. ورد في عديد الروايات عن أخطار النفس، وأن اغترار النفس علامة علی فساد العقل وأكبر مصيدة للشيطان. يذكر الامام زين العابدين (ع) في مناجاة الشاكين ١٥ خطراً للنفس، نعتقد في تأمّلها فائدة كبيرة.
التعاليم:
١. لا ينبغي أبداً أن نغترّ بأنفسنا ونبرئ ساحتها «ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي».
٢. الكمال هو أن لا يغتر الإنسان بنفسه وإن مدحه جميع الناس، كما حدث مع النبي يوسف (ع) حيث مدحه أخوته، زوجة عزيز مصر، الشاهد، الملك، والسجناء ومع ذلك قال: «ومَا أُبَرِّئُ نَفْسِي».
٣. هوی النفس خطر عظيم لا ينبغي الاستهانة به «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ» في هذه الآية تم استخدام أربع صيغ توكيدية (إنّ، لا التأكيد، صيغة المبالغة والجملة الإسمية).
٤. الأنبياء معصومون لكنّهم يمتلكون غرائز بشرية يكبحونها بقوة الإيمان، «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ».
٥. يجب الدفاع عن طهارة النفس وعفّتها بردّ التّهم عنها «أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ»، وفي ذات الوقت علينا الاعتراف بشرور أنفسنا وأن نستعيذ بالله منها «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ».
٦. ما تزال النفس تمنّي الإنسان حتی توقعه في شرّ أعماله «لَأَمَّارَةٌ».
٧. طبيعة الانسان وغرائزه تدفعانه نحو المعصية إلا في رحم الله «لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ».
٨. رحمة الله هي حبل النجاة الوحيد، فلو وكل الإنسان إلی نفسه لأصيبت مقاتله «إِلَّا مَا رَحِمَ».
٩. تربية يوسف هي تربية إلهية خاصة (لقد تكرر ذكر كلمة ربّي).
١٠. يجب أن يتحلّی المربّي بالرحمة والصفح «إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ».
١١. لا يأس من رحمة الله برغم جميع المخاطر «إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ».
١٢. العفو، مقدمة لنزول شآبيب الرحمة الإلهية، حيث يقول أولاً: «غَفُورٌ» ثم «رَحِيمٌ».
سورة يوسف ايه ٥٣.
BY القرآن🍃ربيع القلوب ٰ❤️❤️
Share with your friend now:
tgoop.com/AS_M90/29943