tgoop.com/Abayaha/10256
Last Update:
لستُ أعجبُ من غلوّ الرافضةِ بالحسين رضيَ اللّٰه عنه وانتقاصهم من يزيد فهذا دأبُهم ودينُهم، ولكنّي أعجب من فئامٍ من أهل السُّنّة يتباكَون مستهَلَّ كلِّ محرَّمٍ ويستذكرون وقعة كربلاء غالينَ فيها، متناسين أنّ التاريخ الإسلاميّ مليء بالمآسي، فلئنْ قُتِل الحسين رضيَ اللّٰه عنه فلقد قُتِلَ من قبله أبوه عليُّ بن أبي طالبٍ رضيَ اللّٰه عنه وهو خيرٌ منه، والزُّبيرُ بن العوّامِ وطلحة بن عبيد اللّٰهِ رضيَ اللّٰه عنهما وهما خيرٌ منه -أعني الحسين- رضي اللّٰه عنه، ولئن قُتِل الحسينُ فلقد قُتِلَ عثمانُ بن عفّانَ في داره في المدينة، وبين أهله ونسائه وهو خيرٌ منه، ولئن كانت وقعة كربلاء قاصمة الظهر فلقد كانت حادثة الدّارِ قاطعةَ الوتين إذْ قُتِل الخليفةُ، ومثّلوا به، ولم تسلم زوجه من الظّلَمة، ولئن قتل الحسين فلقد قتل عمرُ بن الخطّاب رضيَ اللّٰه عنه وهو أفضل ممّن تقدّم ذكرهم (الزبير وطلحة وعليّ وعثمان رضيَ اللّٰه عنهم)، فلماذا تخصيص الحسين رضيَ اللّٰه عنه بالنّواح عليه وقد سار على ما سار عليه سلفُه الصّالح؟
يا أهل السُّنّة، إنّ يزيد والحسين قد أفضيا إلى ربّهما، ولن ينقص من قدر يزيدَ مَن يذمّه، ولا يزيدُ في قدر الحسين -على جلالة قدره- من يغلو فيه، ونسألُ اللّٰه أن يجعلهم في من قال فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}.
فقل خيرًا في أولئك الأعلام، أوِ الزمْ {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
رضيَ اللّٰه عنهم وأرضاهم.
#أمين_الحمادي
BY قناة أبي يحيى الدعوية
Share with your friend now:
tgoop.com/Abayaha/10256