tgoop.com/Abbasyyat/5632
Last Update:
🍀بَرَقَتْ وأرعدَ خلَّبٌ مهزولُ
زعموا بأنَّ الليلَ سوف يطولُ
فإذا بشمسِ الحقّ تُزهِقُ باطلًا
قد كان يُوعِد كاذبًا ويقولُ
مِسخٌ، صغيرُ القدرِ، لم يُسمَع به
غُفلٌ، حقيرٌ شأنه، مجهولُ
لم يتّصل سببٌ لمَكرُمة به
لكنَّه في المُخزِيات أصيلُ
وله مآثرُ لا تُعَدُّ وخيرُها
يذَرُ الرُّقاد بلَيْلِه ويبولُ
وكأنَّه من لؤم مَحتِده وخِسّـــــــ
ــــــــــةِ أصلِه من دِمنةٍ مجبولُ
ويتيه فخرًا بالشَّنار ويدّعي
شرفًا وأنى؟ كيف وهو ذليل؟
ظنَّ التعالي كالعلوِّ لحُمْقه الـ
ــمعهودِ أو أنَّ التطاوُلَ طُولُ
كالتيسِ يَبرُز للجبالِ بقَرنه
ويريدُ يَهمي تربُها، المخبول!
يهجو كِرامَ الخَلقِ، صحبَ المصطفى
من جاء في تشريفهم جبريلُ
خيرَ القرون، كأنَّهم لعُلُوِّهم
مِثلُ النجومِ، وحبلُهم مجدولُ
رضي الإله عليهم إذ سارعوا
في نصر من هو للإله رسولُ
ولقد تشوَّف مَن يُنافِق أن يرى
عيبًا لهم فارتدَّ وهو كَلِيلُ
يهذي ويَزعُم أنَّ دين محمَّدٍ
قد طاله التحريفُ والتبديلُ
واللهُ حافِظُ دينِه بصحابةٍ
نصروا محمَّدَ بالدماءِ تَسيلُ
بذلوا النفوسَ محبَّةً لحبيبهم
وعلى الخَصاصة جُودُهم مبذولُ
هم سادةٌ دان الأنامُ لفضلهم
وعدوُّهم في العالَمين قليلُ
طَلَب الصَّغار لهم، فكان لشأنه
فحصادُه مِن فِعله سِجِّيلُ
يُرمى به فتُرى حقيقةُ أمرِه
عَصْفٌ هشيمٌ فاسدٌ مأكولُ
يؤذي النبيَّ بصحبه، وبفضلهم
نُقِلتْ إلينا الآيُ والترتيلُ
يختالُ بين الناس يَزعُم أنَّه
أهدى طريقًا منهم ويميلُ
تبَّتْ يداك وفُضَّ فوك، أأنت من
يَهدي طريق الحقِّ يا ضِلِّيلُ؟!
بغُبارِ نعلِ صحابةِ المُختارِ تَشْـ
ـرُفُ سادةٌ، وعلى الملوك تصولُ
وهمُ مناراتُ الهُدى يَهدي بهم
ربٌّ عميمٌ فضلُه وجزيلُ
يَهدي إلى جنَّاتِ عَدْنٍ خَلْقَه
بهمُ، فمَن والاهمُ موصولُ
صلَّى إلهي كلَّما ذُكِروا على
مَن جاءه مِن ربِّه التنزيلُ
وعليهمُ معه وآلٍ دائمًا
ما دام يجري دجلةٌ والنيلُ
أمّا بعد؛ فهذا مقالُ امرئ قليل علمه بالشعر ونقده ومدارسه ومذاهبه، لكنه يعلم أن العلم إنّما كان لإحقاق الحقّ وإبطال الباطل، ومتى خلا عن هذه الثمرة كان علمًا إبليسيًّا، يورد صاحبه المهالك، ويكون حجّة عليه..
ولست ممّن نشأ في أحضان شعر الحماسة والبطولة والفخر، ولا ممّن يحفظ كثيرًا من أشعار الفحول، لكني أعلم أن مخالطة شعر هؤلاء تزرع في النفس عزّة وعنفوانًا تجعل صاحبها يأبى المذلّة..
لذلك حُقّ لي ولجميع الخلائق أن يعجبوا من رجل خالط شعر هؤلاء سنين، وحفظ منه آلاف الأبيات -إن لم يكن عشرات الآلاف-، لكنّه متحلٍّ ببرود عجيب، لدرجة أن ينشر ما فيه مساءته ومذلّته، وما يغضّ من دينه وعروبته، وكل تلك القيم التي خالطها في الشعر.. ينشره وهو قرير العين مسرور، بالصنعة الشعرية!!
ولو سمع بهذا رجل من عوامّ المسلمين الذين فيهم شيء من هذه الأخلاق.. لما قرّت عينه ولا نعم باله براحة حتى يُحقّ الحق ويبطل الباطل، ولأبى أن يقيم على المذلّة والمهانة
ولا يقيم على خسفٍ يُراد به
إلا الأذلّان: عير الأهل والوتدُ
فلله أنت! أيّ برود هذا؟ وأي علم هذا؟ وأي خلائق تلك التي تمحو فيك أثر الشعر، فتطرب فيما فيه الغضّ من دينك ونبيك صلى الله عليه وسلم وأصحابه!!
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع.
#ديوان_كشكول
BY عبَّاسيَّات
Share with your friend now:
tgoop.com/Abbasyyat/5632