تحري الطبري للصدق في حديثه
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [يونس: ٤] قَالَ: يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَحْسَبُهُ أَنَّهُ قَالَ: «ثُمَّ يُحْيِيهِ»
قلت : ولو أكملها ولم يقل أنه يحسب شيخه قالها لم يشعر بذلك أحد وقد رواها من عدة طرق كاملة بعد ذلك وقال :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [يونس: ٤] قَالَ: يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [يونس: ٤] يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ، ثُمَّ يَبْدَؤُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ» قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، «﴿يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [يونس: ٤] قَالَ: يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَحْسَبُهُ أَنَّهُ قَالَ: «ثُمَّ يُحْيِيهِ»
قلت : ولو أكملها ولم يقل أنه يحسب شيخه قالها لم يشعر بذلك أحد وقد رواها من عدة طرق كاملة بعد ذلك وقال :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: ﴿يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [يونس: ٤] قَالَ: يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: «﴿إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ [يونس: ٤] يُحْيِيهِ ثُمَّ يُمِيتُهُ، ثُمَّ يَبْدَؤُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ» قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِنَحْوِهِ
وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَیِ ٱلنَّهَارِ
ترجيح الطبري في الطرف الثاني :
"قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قولُ من قال: "هي صلاة المغرب"، كما ذكرنا عن ابن عباس.
وإنما قلنا هو أولى بالصواب لإجماع الجميع على أن صلاة أحد الطرفين من ذلك صلاة الفجر، وهي تصلى قبل طلُوع الشمس. فالواجب إذ كان ذلك من جميعهم إجماعًا، أن تكون صلاةُ الطرف الآخر المغرب، لأنها تصلى بعد غُروب الشمس. ولو كان واجبًا أن يكون مرادًا بصلاة أحد الطرفين قبل غروب الشمس، وجب أن يكون مرادًا بصلاة الطرف الآخر بعدَ طلوعها، وذلك ما لا نعلم قائلا قاله، إلا من قال: "عنى بذلك صلاة الظهر والعصر". وذلك قول لا يُخِيلُ فساده،(١) لأنهما إلى أن يكونا جميعًا من صلاة أحد الطرفين، أقربُ منهما إلى أن يكونا من صلاة طرفي النهار. وذلك أن "الظهر" لا شك أنها تصلَّى بعد مضي نصف النهار في النصف الثاني منه، فمحالٌ أن تكون من طرف النهار الأول، وهي في طرفه الآخر.
فإذا كان لا قائلَ من أهل العلم يقول: "عنى بصلاة طرف النهار الأول صلاةً بعد طلوع الشمس"، وجب أن يكون غير جائز أن يقال: "عنى بصلاة طرف النهار الآخر صلاةً قبل غروبها".
وإذا كان ذلك كذلك، صح ما قلنا في ذلك من القول، وفسدَ ما خالفه".
ترجيح الطبري في الطرف الثاني :
"قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قولُ من قال: "هي صلاة المغرب"، كما ذكرنا عن ابن عباس.
وإنما قلنا هو أولى بالصواب لإجماع الجميع على أن صلاة أحد الطرفين من ذلك صلاة الفجر، وهي تصلى قبل طلُوع الشمس. فالواجب إذ كان ذلك من جميعهم إجماعًا، أن تكون صلاةُ الطرف الآخر المغرب، لأنها تصلى بعد غُروب الشمس. ولو كان واجبًا أن يكون مرادًا بصلاة أحد الطرفين قبل غروب الشمس، وجب أن يكون مرادًا بصلاة الطرف الآخر بعدَ طلوعها، وذلك ما لا نعلم قائلا قاله، إلا من قال: "عنى بذلك صلاة الظهر والعصر". وذلك قول لا يُخِيلُ فساده،(١) لأنهما إلى أن يكونا جميعًا من صلاة أحد الطرفين، أقربُ منهما إلى أن يكونا من صلاة طرفي النهار. وذلك أن "الظهر" لا شك أنها تصلَّى بعد مضي نصف النهار في النصف الثاني منه، فمحالٌ أن تكون من طرف النهار الأول، وهي في طرفه الآخر.
فإذا كان لا قائلَ من أهل العلم يقول: "عنى بصلاة طرف النهار الأول صلاةً بعد طلوع الشمس"، وجب أن يكون غير جائز أن يقال: "عنى بصلاة طرف النهار الآخر صلاةً قبل غروبها".
وإذا كان ذلك كذلك، صح ما قلنا في ذلك من القول، وفسدَ ما خالفه".
#صحح_فهمك {وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم}
ليس معنى شياطينهم أي شياطين من الجن
ولكن شياطينُهم رؤساهم وكبراؤهم في الشر
ليس معنى شياطينهم أي شياطين من الجن
ولكن شياطينُهم رؤساهم وكبراؤهم في الشر
#صحح_فهمك ﴿وَٱلَّتِیۤ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِیهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلۡنَـٰهَا وَٱبۡنَهَاۤ ءَایَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ ﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ ٩٢ وَتَقَطَّعُوۤا۟ أَمۡرَهُم بَیۡنَهُمۡۖ كُلٌّ إِلَیۡنَا رَ ٰجِعُونَ ٩٣﴾
الخطاب في قوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) للمخاطَبِين بالقرآن، وليس خطابًا لعيسى وأمه.
وأمّتكم أمة واحدة يعني دينكم دين واحد
الخطاب في قوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) للمخاطَبِين بالقرآن، وليس خطابًا لعيسى وأمه.
وأمّتكم أمة واحدة يعني دينكم دين واحد
أثر نفيس عن جابر الجعفي في الرجعة
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عيسى بن فرقد، قال: ثنا جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر عن الرجعة، فقرأ هذه الآية ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾
قلت : وجابر الجعفي شيعي اختُلف اختلافًا شديدًا في عدالته وثقته وفي درجة تشيعه
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عيسى بن فرقد، قال: ثنا جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر عن الرجعة، فقرأ هذه الآية ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾
قلت : وجابر الجعفي شيعي اختُلف اختلافًا شديدًا في عدالته وثقته وفي درجة تشيعه
#صحح_فهمك
﴿إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَ ٰرِدُونَ ٩٨ لَوۡ كَانَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ءَالِهَةࣰ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلࣱّ فِیهَا خَـٰلِدُونَ ٩٩ لَهُمۡ فِیهَا زَفِیرࣱ وَهُمۡ فِیهَا لَا یَسۡمَعُونَ ١٠٠ إِنَّ ٱلَّذِینَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ﴾
عن الضحاك، قال: يقول ناس من الناس ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون﴾ يعني من الناس أجمعين، فليس كذلك، إنما يعني من يُعبَد من الآلهة وهو لله مطيع مثل عيسى وأمه وعُزَير والملائكة، واستثنى الله هؤلاء الآلهة المعبودة التي هي ومن يعبدها في النار.
قلت : فمعنى الكلام أن الله لما قال للمشركين إنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنم ذكر بعدها أن من يُعبَد من دون الله وهو كاره من الصالحين كعيسى والملائكة فأولئك عنها مُبَعدون وليسوا من حصب جهنم مع من عبدوهم
وانتقد الطبري تعبير الضحاك لهذا بأنه استثناء من الله وقال إن ذلك لا يسمى استثناءً لأن الله لما قال (وما تعبدون من دون الله) ذكر الاسم الموصول (ما) الذي هو لغير العاقل، والمقصود ما لا يعقل من الأصنام، والاستثناء هو إخراج ما عمه اللفظ منه، وقال إن عيسى والملائكة ونحوهم لم يدخلوا في اللفظ في قوله (وما تعبدون) إذ كانت (ما) لغير العاقل.
﴿إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَ ٰرِدُونَ ٩٨ لَوۡ كَانَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ءَالِهَةࣰ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلࣱّ فِیهَا خَـٰلِدُونَ ٩٩ لَهُمۡ فِیهَا زَفِیرࣱ وَهُمۡ فِیهَا لَا یَسۡمَعُونَ ١٠٠ إِنَّ ٱلَّذِینَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ﴾
عن الضحاك، قال: يقول ناس من الناس ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون﴾ يعني من الناس أجمعين، فليس كذلك، إنما يعني من يُعبَد من الآلهة وهو لله مطيع مثل عيسى وأمه وعُزَير والملائكة، واستثنى الله هؤلاء الآلهة المعبودة التي هي ومن يعبدها في النار.
قلت : فمعنى الكلام أن الله لما قال للمشركين إنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنم ذكر بعدها أن من يُعبَد من دون الله وهو كاره من الصالحين كعيسى والملائكة فأولئك عنها مُبَعدون وليسوا من حصب جهنم مع من عبدوهم
وانتقد الطبري تعبير الضحاك لهذا بأنه استثناء من الله وقال إن ذلك لا يسمى استثناءً لأن الله لما قال (وما تعبدون من دون الله) ذكر الاسم الموصول (ما) الذي هو لغير العاقل، والمقصود ما لا يعقل من الأصنام، والاستثناء هو إخراج ما عمه اللفظ منه، وقال إن عيسى والملائكة ونحوهم لم يدخلوا في اللفظ في قوله (وما تعبدون) إذ كانت (ما) لغير العاقل.
#صحح_فهمك
{وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِی جَعَلۡنَـٰهُ لِلنَّاسِ سَوَاۤءً ٱلۡعَـٰكِفُ فِیهِ وَٱلۡبَادِۚ}
العاكف في المسجد الحرام = أي أهل مكة عمومًا، فذلك المراد بالآية.
{وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِی جَعَلۡنَـٰهُ لِلنَّاسِ سَوَاۤءً ٱلۡعَـٰكِفُ فِیهِ وَٱلۡبَادِۚ}
العاكف في المسجد الحرام = أي أهل مكة عمومًا، فذلك المراد بالآية.
Forwarded from قناة| أبي نواف.
#صحح_فهمك
{وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق}
رجالًا : أي مُشاةً على أرجلهم
وعلى كل ضامر : أي رُكبانًا على الإبل الضامر لحمها من طول السفر.
{وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق}
رجالًا : أي مُشاةً على أرجلهم
وعلى كل ضامر : أي رُكبانًا على الإبل الضامر لحمها من طول السفر.
#صحح_فهمك {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} ليس معناه اجتنبوا الرجس من الأوثان ولا تجتنبوا غير الرجس منها، فتكون (من) للتبعيض
ولكن (من) هنا لبيان الجنس
أي أن المعنى : فاجتنبوا الرجس الذي من الأوثان.
ولكن (من) هنا لبيان الجنس
أي أن المعنى : فاجتنبوا الرجس الذي من الأوثان.
#صحح_فهمك
{وَجَـٰهِدُوا۟ فِی ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَ ٰهِیمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا}
(هو سماكم المسلمين) أي الله هو سماكم المسلمين، وليس إبراهيم، ولاحظ أن ذلك نظير قوله قبل ذلك (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج) أي الله هو اجتباكم، ومثلها (هو سماكم)
وبهذا قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والحسن
وقد قال عبد الرحمن بن زيد إن الذي هو سماكم المسلمين أي إبراهيم
وقد رد الطبري على قوله ردًّا متينًا فقال :"ولا وجه لما قال ابن زيد من ذلك، لأنه معلوم أن إبراهيم لم يسمّ أمة محمد مسلمين في القرآن، لأن القرآن أنزل من بعده بدهر طويل، وقد قال الله تعالى ذكره ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا﴾ ولكن الذي سمانا مسلمين من قبل نزول القرآن، وفي القرآن، الله الذي لم يزل ولا يزال. وأما قوله ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ فإن معناه: من قبل نزول هذا القرآن في الكتب التي نزلت قبله، وفي هذا يقول: وفي هذا الكتاب".
{وَجَـٰهِدُوا۟ فِی ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَ ٰهِیمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا}
(هو سماكم المسلمين) أي الله هو سماكم المسلمين، وليس إبراهيم، ولاحظ أن ذلك نظير قوله قبل ذلك (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج) أي الله هو اجتباكم، ومثلها (هو سماكم)
وبهذا قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والحسن
وقد قال عبد الرحمن بن زيد إن الذي هو سماكم المسلمين أي إبراهيم
وقد رد الطبري على قوله ردًّا متينًا فقال :"ولا وجه لما قال ابن زيد من ذلك، لأنه معلوم أن إبراهيم لم يسمّ أمة محمد مسلمين في القرآن، لأن القرآن أنزل من بعده بدهر طويل، وقد قال الله تعالى ذكره ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا﴾ ولكن الذي سمانا مسلمين من قبل نزول القرآن، وفي القرآن، الله الذي لم يزل ولا يزال. وأما قوله ﴿مِنْ قَبْلُ﴾ فإن معناه: من قبل نزول هذا القرآن في الكتب التي نزلت قبله، وفي هذا يقول: وفي هذا الكتاب".
قناة| أبي نواف.
#صحح_فهمك {فاقتلوا أنفسكم} {ولا تخرجون أنفسكم من دياركم} أي ليقتل بعضكم بعضا ولا يخرج بعضكم بعضًا من ديارهم
#صحح_فهمك
{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}
هذه كذلك، معناها : (هلًّا لما سمعتم القذف ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرًا وقالوا هذا إفك مبين)
{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}
هذه كذلك، معناها : (هلًّا لما سمعتم القذف ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرًا وقالوا هذا إفك مبين)
قال الطبري حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو بكر بن عياش ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ قال : كان عُيينة بن حصن يفخر يقول أنا وأنا.
#صحح_فهمك
{إِنَّ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ إِذَا مَسَّهُمۡ طَـٰۤىِٕفࣱ مِّنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ، وَإِخۡوَ ٰنُهُمۡ یَمُدُّونَهُمۡ فِی ٱلۡغَیِّ ثُمَّ لَا یُقۡصِرُونَ}
(وإخوانهم يمدونهم في الغي)
إخوان ليس الفاعل ليمدونهم
ولكن المعنى : وإخوان الشياطين يمدونهم الشياطين في الغي ثم لا يقصرون.
{إِنَّ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ إِذَا مَسَّهُمۡ طَـٰۤىِٕفࣱ مِّنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ، وَإِخۡوَ ٰنُهُمۡ یَمُدُّونَهُمۡ فِی ٱلۡغَیِّ ثُمَّ لَا یُقۡصِرُونَ}
(وإخوانهم يمدونهم في الغي)
إخوان ليس الفاعل ليمدونهم
ولكن المعنى : وإخوان الشياطين يمدونهم الشياطين في الغي ثم لا يقصرون.
#تصديق_الكتاب_السنة
﴿فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَاۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ﴾
قال الطبري :"وفي هذه الآية الدلالةُ الواضحة على صحة ما جاءت به الرواية عن رسول الله ﷺ من قوله:"ما هلك قوم حتى يُعْذِروا من أنفسهم".
* * *
وقد تأوّل ذلك كذلك بعضهم.
١٤٣٢٣- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن أبي سنان، عن عبد الملك بن ميسرة الزرَّاد قال، قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله: ما هلك قوم حتى يُعْذِروا من أنفسهم - قال قلت لعبد الملك: كيف يكون ذلك؟ قال: فقرأ هذه الآية: ﴿فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا﴾".
﴿فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَاۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ﴾
قال الطبري :"وفي هذه الآية الدلالةُ الواضحة على صحة ما جاءت به الرواية عن رسول الله ﷺ من قوله:"ما هلك قوم حتى يُعْذِروا من أنفسهم".
* * *
وقد تأوّل ذلك كذلك بعضهم.
١٤٣٢٣- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن أبي سنان، عن عبد الملك بن ميسرة الزرَّاد قال، قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله: ما هلك قوم حتى يُعْذِروا من أنفسهم - قال قلت لعبد الملك: كيف يكون ذلك؟ قال: فقرأ هذه الآية: ﴿فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا﴾".
جمع الطبري بين قوله {فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جان} وقوله {فلنسألن الذين أُرسِلَ إليهم ولنسألن المرسلين، فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين}
قال الطبري :"فإن قال قائل: وكيف يسأل الرسلَ، والمرسل إليهم، وهو يخبر أنه يقصّ عليهم بعلم بأعمالهم وأفعالهم في ذلك؟
قيل: إن ذلك منه تعالى ذكره ليس بمسألة استرشاد، ولا مسألة تعرّف منهم ما هو به غير عالم، وإنما هو مسألة توبيخ وتقرير معناها الخبر، كما يقول الرجل للرجل:"ألم أحسن إليك فأسأت؟ "، و"ألم أصلك فقطعت؟ ". فكذلك مسألة الله المرسلَ إليهم، بأن يقول لهم:"ألم يأتكم رسلي بالبينات؟ ألم أبعث إليكم النذر فتنذركم عذابي وعقابي في هذا اليوم من كفر بي وعبد غيري"؟ كما أخبر جل ثناؤه أنه قائل لهم يومئذ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ ،
[سورة يس: ٦٠-٦١] ، ونحو ذلك من القول الذي ظاهره ظاهر مسألة، ومعناه الخبر والقصص، وهو بعدُ توبيخ وتقرير.
وأما مسألة الرسل الذي هو قصص وخبر، فإن الأمم المشركة لما سئلت في القيامة قيل لها: ﴿ألم يأتكم رُسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم﴾ ؟ أنكر ذلك كثير منهم وقالوا:"ما جاءنا من بشير ولا نذير". فقيل للرسل:"هل بلغتم ما أرسلتم به"؟ أو قيل لهم:"ألم تبلغوا إلى هؤلاء ما أرسلتم به؟ "، كما جاء الخبر عن رسول الله ﷺ، وكما قال جل ثناؤه لأمة نبينا محمد ﷺ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ ، [سورة البقرة: ١٤٣] . فكل ذلك من الله مسألة للرسل على وجه الاستشهاد لهم على من أرسلوا إليه من الأمم، وللمرسَل إليهم على وجه التقرير والتوبيخ، وكل ذلك بمعنى القصص والخبر.
فأما الذي هو عن الله منفيٌّ من مسألته خلقه، فالمسألة التي هي مسألة استرشاد واستثبات فيما لا يعلمه السائل عنها ويعلمه المسؤول، ليعلم السائل علم ذلك من قِبَله، فذلك غير جائز أن يوصف الله به، لأنه العالم بالأشياء قبل كونها وفي حال كونها وبعد كونها، وهي المسألة التي نفاها جل ثناؤه عن نفسه بقوله: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ﴾ ، [سورة الرحمن: ٣٩] ، وبقوله: ﴿وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ ، [سورة القصص: ٧٨] ، يعني: لا يسأل عن ذلك أحدًا منهم مستثبت،(٢) ليعلم علم ذلك من قبل مَنْ سأل منه، لأنه العالم بذلك كله وبكل شيء غيره".
قال الطبري :"فإن قال قائل: وكيف يسأل الرسلَ، والمرسل إليهم، وهو يخبر أنه يقصّ عليهم بعلم بأعمالهم وأفعالهم في ذلك؟
قيل: إن ذلك منه تعالى ذكره ليس بمسألة استرشاد، ولا مسألة تعرّف منهم ما هو به غير عالم، وإنما هو مسألة توبيخ وتقرير معناها الخبر، كما يقول الرجل للرجل:"ألم أحسن إليك فأسأت؟ "، و"ألم أصلك فقطعت؟ ". فكذلك مسألة الله المرسلَ إليهم، بأن يقول لهم:"ألم يأتكم رسلي بالبينات؟ ألم أبعث إليكم النذر فتنذركم عذابي وعقابي في هذا اليوم من كفر بي وعبد غيري"؟ كما أخبر جل ثناؤه أنه قائل لهم يومئذ: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ ،
[سورة يس: ٦٠-٦١] ، ونحو ذلك من القول الذي ظاهره ظاهر مسألة، ومعناه الخبر والقصص، وهو بعدُ توبيخ وتقرير.
وأما مسألة الرسل الذي هو قصص وخبر، فإن الأمم المشركة لما سئلت في القيامة قيل لها: ﴿ألم يأتكم رُسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم﴾ ؟ أنكر ذلك كثير منهم وقالوا:"ما جاءنا من بشير ولا نذير". فقيل للرسل:"هل بلغتم ما أرسلتم به"؟ أو قيل لهم:"ألم تبلغوا إلى هؤلاء ما أرسلتم به؟ "، كما جاء الخبر عن رسول الله ﷺ، وكما قال جل ثناؤه لأمة نبينا محمد ﷺ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ ، [سورة البقرة: ١٤٣] . فكل ذلك من الله مسألة للرسل على وجه الاستشهاد لهم على من أرسلوا إليه من الأمم، وللمرسَل إليهم على وجه التقرير والتوبيخ، وكل ذلك بمعنى القصص والخبر.
فأما الذي هو عن الله منفيٌّ من مسألته خلقه، فالمسألة التي هي مسألة استرشاد واستثبات فيما لا يعلمه السائل عنها ويعلمه المسؤول، ليعلم السائل علم ذلك من قِبَله، فذلك غير جائز أن يوصف الله به، لأنه العالم بالأشياء قبل كونها وفي حال كونها وبعد كونها، وهي المسألة التي نفاها جل ثناؤه عن نفسه بقوله: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ﴾ ، [سورة الرحمن: ٣٩] ، وبقوله: ﴿وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ ، [سورة القصص: ٧٨] ، يعني: لا يسأل عن ذلك أحدًا منهم مستثبت،(٢) ليعلم علم ذلك من قبل مَنْ سأل منه، لأنه العالم بذلك كله وبكل شيء غيره".
كلام نفيس للطبري فلتجتهدوا في قراءته وإن ثقلت عليكم فصاحته
عند قوله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}
مبينًا سياقها وما هي معطوفة عليه وسبب دخول "إذ"
قال:"فإن قال لنا قائل: فما معنى ذلك؟ وما الجالب لـ "إذ"، إذ لم يكن في الكلام قبله ما يُعطف به عليه(١٠) ؟
قيل له: قد ذكرنا فيما مضى(١١) : أنّ الله جل ثناؤه خاطب الذين خاطبهم بقوله:"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم"، بهذه الآيات والتي بعدها، مُوَبِّخهم مقبحًا إليهم سوءَ فعالهم ومقامهم على ضلالهم، مع النعم التي أنعمها عليهم وعلى أسلافهم؛ ومذكِّرَهم -بتعديد نعمه عليهم وعلى أسلافهم- بأسَه، أن يسلكوا سبيل من هلك من أسلافهم في معصيته(١٢) ، فيسلك بهم سبيلهم في عقوبته؛ ومعرِّفهم ما كان منه من تعطّفه على التائب منهم استعتابًا منه لهم. فكان مما عدّد من نعمه عليهم أنه خلق لهم ما في الأرض جميعًا، وسخّر لهم ما في السموات من شمسها وقمرها ونجومها، وغير ذلك من منافعها التي جعلها لهم ولسائر بني آدم معهم منافع. فكان في قوله تعالى: ذكره"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون"، معنى: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، إذ خلقتكم ولم تكونوا شيئًا، وخلقت لكم ما في الأرض جميعًا، وسويت لكم ما في السماء. ثم عطف بقوله:"وإذ قال رَبُّك للملائكة" على المعنى المقتضَى بقوله:"كيف تكفرون بالله"، إذ كان مقتضيًا ما وصفتُ من قوله: اذكروا نعمتي إذ فعلت بكم وفعلتُ، واذكروا فعلي بأبيكم آدم إذ قلتُ للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً(١٣) .
فإن قال قائل: فهل لذلك من نظير في كلام العرب نعلم به صحة ما قلت؟ قيل: نعم، أكثرُ من أن يحصى، من ذلك قول الشاعر:
أجِدَّك لَنْ تَرَى بِثُعَيْلِبَاتٍ ... وَلا بَيْدَانَ نَاجِيةَ ذَمُولا(١٤) وَلا مُتَدَاركٍ وَالشَّمْسُ طِفْلٌ ... بِبَعْضِ نَوَاشغ الوَادي حُمُولا(١٥)
فقال:"ولا متداركٍ"، ولم يتقدمه فعلٌ بلفظ يعطفه عليه(١٦) ، ولا حرف مُعرَب إعرابَه، فيردّ "متدارك" عليه في إعرابه. ولكنه لما تقدّمه فعل مجحود بـ "لن" يدل على المعنى المطلوب في الكلام من المحذوف(١٧) ، استغني بدلالة ما ظهر منه عن إظهار ما حُذِف، وعاملَ الكلامَ في المعنى والإعراب معاملته أن لو كان ما هو محذوف منه ظاهرًا(١٨) . لأن قوله:
أجدّك لن تَرَى بِثُعَيْلِبَات
بمعنى:"أجدّك لستَ بِرَاءٍ"، فردّ "متداركًا" على موضع"ترى"، كأنْ "لست" و"الباء" موجودتان في الكلام. فكذلك قوله:"وإذ قالَ رَبُّك"، لمّا سلف قبله تذكير الله المخاطبين به ما سلف قِبَلهم وقِبَل آبائهم من أياديه وآلائه، وكانَ قوله: "وإذ قال ربك للملائكة" مع ما بعده من النعم التي عدّدها عليهم ونبّههم على مواقعها - رَدّ "إذْ" على موضع" وكنتم أمواتًا فأحياكم". لأن معنى ذلك: اذكروا هذه من نعمي، وهذه التي قلت فيها للملائكة. فلما كانت الأولى مقتضية"إذ"، عطف بـ "إذ" على موضعها في الأولى(١٩) ، كما وصفنا من قول الشاعر في"ولا متدارك".
عند قوله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}
مبينًا سياقها وما هي معطوفة عليه وسبب دخول "إذ"
قال:"فإن قال لنا قائل: فما معنى ذلك؟ وما الجالب لـ "إذ"، إذ لم يكن في الكلام قبله ما يُعطف به عليه(١٠) ؟
قيل له: قد ذكرنا فيما مضى(١١) : أنّ الله جل ثناؤه خاطب الذين خاطبهم بقوله:"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم"، بهذه الآيات والتي بعدها، مُوَبِّخهم مقبحًا إليهم سوءَ فعالهم ومقامهم على ضلالهم، مع النعم التي أنعمها عليهم وعلى أسلافهم؛ ومذكِّرَهم -بتعديد نعمه عليهم وعلى أسلافهم- بأسَه، أن يسلكوا سبيل من هلك من أسلافهم في معصيته(١٢) ، فيسلك بهم سبيلهم في عقوبته؛ ومعرِّفهم ما كان منه من تعطّفه على التائب منهم استعتابًا منه لهم. فكان مما عدّد من نعمه عليهم أنه خلق لهم ما في الأرض جميعًا، وسخّر لهم ما في السموات من شمسها وقمرها ونجومها، وغير ذلك من منافعها التي جعلها لهم ولسائر بني آدم معهم منافع. فكان في قوله تعالى: ذكره"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون"، معنى: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، إذ خلقتكم ولم تكونوا شيئًا، وخلقت لكم ما في الأرض جميعًا، وسويت لكم ما في السماء. ثم عطف بقوله:"وإذ قال رَبُّك للملائكة" على المعنى المقتضَى بقوله:"كيف تكفرون بالله"، إذ كان مقتضيًا ما وصفتُ من قوله: اذكروا نعمتي إذ فعلت بكم وفعلتُ، واذكروا فعلي بأبيكم آدم إذ قلتُ للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً(١٣) .
فإن قال قائل: فهل لذلك من نظير في كلام العرب نعلم به صحة ما قلت؟ قيل: نعم، أكثرُ من أن يحصى، من ذلك قول الشاعر:
أجِدَّك لَنْ تَرَى بِثُعَيْلِبَاتٍ ... وَلا بَيْدَانَ نَاجِيةَ ذَمُولا(١٤) وَلا مُتَدَاركٍ وَالشَّمْسُ طِفْلٌ ... بِبَعْضِ نَوَاشغ الوَادي حُمُولا(١٥)
فقال:"ولا متداركٍ"، ولم يتقدمه فعلٌ بلفظ يعطفه عليه(١٦) ، ولا حرف مُعرَب إعرابَه، فيردّ "متدارك" عليه في إعرابه. ولكنه لما تقدّمه فعل مجحود بـ "لن" يدل على المعنى المطلوب في الكلام من المحذوف(١٧) ، استغني بدلالة ما ظهر منه عن إظهار ما حُذِف، وعاملَ الكلامَ في المعنى والإعراب معاملته أن لو كان ما هو محذوف منه ظاهرًا(١٨) . لأن قوله:
أجدّك لن تَرَى بِثُعَيْلِبَات
بمعنى:"أجدّك لستَ بِرَاءٍ"، فردّ "متداركًا" على موضع"ترى"، كأنْ "لست" و"الباء" موجودتان في الكلام. فكذلك قوله:"وإذ قالَ رَبُّك"، لمّا سلف قبله تذكير الله المخاطبين به ما سلف قِبَلهم وقِبَل آبائهم من أياديه وآلائه، وكانَ قوله: "وإذ قال ربك للملائكة" مع ما بعده من النعم التي عدّدها عليهم ونبّههم على مواقعها - رَدّ "إذْ" على موضع" وكنتم أمواتًا فأحياكم". لأن معنى ذلك: اذكروا هذه من نعمي، وهذه التي قلت فيها للملائكة. فلما كانت الأولى مقتضية"إذ"، عطف بـ "إذ" على موضعها في الأولى(١٩) ، كما وصفنا من قول الشاعر في"ولا متدارك".
﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٣٠]
قال الطبري وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:"إني أعلم ما لا تعلمون". أي فيكم ومنكم، ولم يُبْدِها لهم، من المعصية والفساد وسفك الدماء.
هذا أحسن أثر أعجبني في تفسيرها
وهو معنى الآثار الأخرى روى الطبري عن ابن عباس من طريق أبي روق عن الضحاك وعن السدي في تفسيره المشهور عن الصحابة وعن مجاهد من طرق أن معناها إني أعلم ما لا تعلمون من شأن إبليس
يبينه ابن إسحاق بقوله هذا أي أن ما ذكرت الملائكة من الإفساد في الأرض وسفك الدماء فيها ومنها أي كله من عمل إبليس في الأرض، وكان إبليس من الملائكة ثم أبلَس بعدُ كما روي عن ابن عباس
وقال قتادة إني أعلم ما لا تعلمون أن سيكون من ذلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة
وحسن الجمع بين الأقوال
فالخليفة البشري سيكون منه أنبياء ورسل وأما الإفساد في الأرض فمن عمل إبليس الذي تظنونه من صالحيكم أيها الملائكة.
قال الطبري ما معناه : وذلك أن الملائكة لما أخبرها ربها بأنه جاعل في الأرض خليفة، قالت الملائكة يا رب هل أنت جاعل ذلك الخليفة منا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك أم جاعله من خلقٍ يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، - ولم تكن تعلم بما انطوى عليه إبليس - فقال لهم الله : إني أعلم ما لا تعلمون، أي من شأن إبليس.
قال الطبري وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق:"إني أعلم ما لا تعلمون". أي فيكم ومنكم، ولم يُبْدِها لهم، من المعصية والفساد وسفك الدماء.
هذا أحسن أثر أعجبني في تفسيرها
وهو معنى الآثار الأخرى روى الطبري عن ابن عباس من طريق أبي روق عن الضحاك وعن السدي في تفسيره المشهور عن الصحابة وعن مجاهد من طرق أن معناها إني أعلم ما لا تعلمون من شأن إبليس
يبينه ابن إسحاق بقوله هذا أي أن ما ذكرت الملائكة من الإفساد في الأرض وسفك الدماء فيها ومنها أي كله من عمل إبليس في الأرض، وكان إبليس من الملائكة ثم أبلَس بعدُ كما روي عن ابن عباس
وقال قتادة إني أعلم ما لا تعلمون أن سيكون من ذلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة
وحسن الجمع بين الأقوال
فالخليفة البشري سيكون منه أنبياء ورسل وأما الإفساد في الأرض فمن عمل إبليس الذي تظنونه من صالحيكم أيها الملائكة.
قال الطبري ما معناه : وذلك أن الملائكة لما أخبرها ربها بأنه جاعل في الأرض خليفة، قالت الملائكة يا رب هل أنت جاعل ذلك الخليفة منا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك أم جاعله من خلقٍ يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، - ولم تكن تعلم بما انطوى عليه إبليس - فقال لهم الله : إني أعلم ما لا تعلمون، أي من شأن إبليس.
#تفسير_القرآن_بالقرآن
#صحح_فهمك
قوله تعالى {للفقراء المهاجرين الذين أُخرِجُوا من ديارهم} ونظائرها، المشركون لم يقولوا للمسلمين اخرجوا، ولكن كان خروج المسلمين منها بسبب أذى المشركين لهم، فلما كان خروج المسلمين عن أذى المشركين وبسببهم جعلهم الله مخرجين لهم، وإنما المخرج الحقيقي للمسلمين هو الله الذي أمرهم بالهجرة، والمشركون أخرجوهم بالأذى
فمثلها قوله تعالى {فأخرجهما مما كانا فيه} يعني إبليس، وإنما المباشر للإخراج هو الله كما قال {قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو} ولكن لما كان إخراج الله إياهم بسبب إبليس وتدليته لهما بغرور ليأكلوا من الشجرة = نسَب الله الإخراج لإبليس.
#صحح_فهمك
قوله تعالى {للفقراء المهاجرين الذين أُخرِجُوا من ديارهم} ونظائرها، المشركون لم يقولوا للمسلمين اخرجوا، ولكن كان خروج المسلمين منها بسبب أذى المشركين لهم، فلما كان خروج المسلمين عن أذى المشركين وبسببهم جعلهم الله مخرجين لهم، وإنما المخرج الحقيقي للمسلمين هو الله الذي أمرهم بالهجرة، والمشركون أخرجوهم بالأذى
فمثلها قوله تعالى {فأخرجهما مما كانا فيه} يعني إبليس، وإنما المباشر للإخراج هو الله كما قال {قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو} ولكن لما كان إخراج الله إياهم بسبب إبليس وتدليته لهما بغرور ليأكلوا من الشجرة = نسَب الله الإخراج لإبليس.