نصيحة لطلبة العلم الذين يتداولون ما يسمى بــ(الميمز)

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد:

فقد شاع بين الناس في هذا الزمان نشر وتداول ما يعرف بـ(الميمز) وهي صور مقتبسة من أفلام أو برامج تلفزيونية أو غير ذلك ويتم الكتابة عليها عبارات تتوافق من جهة مع المحتوى المتضمن في الصورة ومن جهة أخرى تتضمن إسقاطًا معينًا على قول أو شخص أو ظاهرة بهدف النقد أو الاستهزاء أو المزاح.

وهذا غير مستغرب من عامة الناس وإنما الغريب أن يفعله بعض الإخوة من طلبة علم التوحيد والسنة ، وليتهم اقتصروا على ذلك كعامة الناس بل واتخذوه نهجًا في انتقاد بعض فرق الضلال ورؤوسهم وأعلامهم فأصبح شكلا جديدا من أشكال الدعوة إلى الله والرد على المخالفين.

وهذا فعل لا ينبغي ممن تشرب قلبه حب السلف وتحركت جوارحه بتقليد فعالهم واتباع سبيلهم وطريقتهم وعظم في قلبه علم الكتاب والسنة.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) ‌وَمَا ‌هُوَ ‌بِالْهَزْلِ ﴾ [الطارق: ١٣-١٤] قال مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما: مَا هُوَ باللعب. [تفسير الطبري ومصنف ابن أبي شيبة]

وقال: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ ‌قَوْلًا ‌ثَقِيلًا﴾ [المزمل: ٥] وقال الفراء: أي: ليس بالخفيف ولا السَّفْساف لأنَّه كلام ربنا تبارك وتعالى. [معاني القرآن]

فعلم الكتاب والسنة لا ينبغي خلطه بالهزل والمزاح بهذه الصورة.

وقد روي عن علي رضوان الله عليه أنه قال: تعلموا العلم، فإذا علمتموه، فاكظموا عليه، ولا تشوبوه بضحك، ولا بلعب فتمجه القلوب. [مسند الدارمي]

وروي نحوه من قول سفيان الثوري. [الحلية]

ففي هذا أن العلم لا يخلط بالمزاح ولا باللعب فتنكره وترفضه وتستهجنه قلوب وأسماع من يقرأه ويسمعه.

قال سعيد بن عامر: كنا عند هشام الدستوائي فضحك رجل منا فقال له هشام الدستوائي: تضحك وأنت تطلب الحديث؟!

وعن عبد الرحمن بن مهدي، قال: ضحك رجل عند هشام الدستوائي، فقال له هشام: يا فتى تطلب العلم وتضحك؟! قال: فقال: أليس الله أضحك وأبكى؟ فقال هشام: فابك إذن! [الجامع للخطيب]

ويضاف إلى ذلك أن كثيرًا من الصور التي تنشر فيها محظورات في نفسها كنشر صور الفساق الماجنين من الممثلين. وغير ذلك.

على المزاح ولو خلا مما سبق من الأمور المذكورة لا ينبغي الإكثار منه وخصوصًا أمام عامة الناس حتى يعرف به طالب العلم.

قال ابن وهب، قال: سمعت مالكا، يقول: إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله. [الجامع]

وقال علي بن الحسين: من ضحك ضحكة ‌مج ‌مجة ‌من ‌العلم. [معجم ابن الأعرابي]

قال الخطيب:
يجب على طالب الحديث أن يتجنب اللعب والعبث والتبذل في المجالس بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح يسيره ونادره وطريفه الذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصله وفاحشه وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر؛ فإنه مذموم وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة. [الجامع]

وما أبرئ نفسي من الوقوع في بعض هذا أحيانًا، فهذه نصيحة أسديها لنفسي أولًا ثم لمن تبلغه من إخواني رجاء أن ينتفع بها والله أسأل لي ولكم سدادًا في القول وصلاحًا في العمل.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

هذا ليس شرع الله، وإنما هو تلفيق بين شرع الله عز وجل والرأسمالية.

فالفقهاء من كل المذاهب يعللون لزوم النفقة على النساء بالعجز عن التكسب.

جاء في «الجامع لمسائل المدونة» [9/526]: "ومن المدونة: قال: وتلزمه نفقة الذكور حتى يحتلموا، والإناث حتى يدخل بهن أزوجهن.
-قال الشيخ: لعجزهن عن التكسب، بخلاف الذكور".

ومثله في عدد من كتب الحنفية، وهذا معنى معروف لا يتنازع فيه الناس.

جاء في «بدائع الصنائع»: "وأما الإجماع فلأن الأمة أجمعت على هذا، وأما المعقول فهو أن المرأة محبوسة بحبس النكاح حقا للزوج ممنوعة عن الاكتساب بحقه فكان نفعُ حبسها عائدا إليه فكانت كفايتها عليه كقوله ﷺ «الخراج بالضمان» ولأنها إذا كانت محبوسة بحبسة ممنوعة عن الخروج للكسب بحقه فلو لم يكن كفايتها عليه لهلكت ولهذا جعل للقاضي رزق في بيت مال المسلمين لحقهم؛ لأنه محبوس لجهتهم ممنوع عن الكسب فجعلت نفقته في مالهم وهو بيت المال كذا ههنا".

والموظفة لا توصف بالعاجزة عن الاكتساب، ولذلك لم يتنازعوا بأن له منعها، وأنها إن كانت تخرج دون إذنه سقطت نفقتها، خصوصاً إذا كانت تتبرج.

كما شرحته هنا:
https://www.tgoop.com/alkulife/13760

فإن اشترط عليها أن إذا توظفت أنفقت على نفسها بقدر أو سقط من نفقتها بقدر، صح الشرط على الصحيح، وكثيرون يصححون العقد دون الشرط مع تصحيحهم لاشتراط المرأة ألا يعدد عليها، مع أن الشرط الذي معنا أقرب للشرع والنظر.

ولكن مما خبرت من أحوال زماننا أن الرجل لا يشترط كثيراً والمرأة تشترط كثيراً، وكثير منهم لا يعرف ما هي حقوقه.

وأما بالنسبة للنفقة: فلا يوجد نفقة بمعنى (يعطيها جزءاً من راتبه) هذه خرافة منتشرة.

النفقة الشرعية اللازمة في المطعم والملبس والمسكن، ويزيد بعضهم العلاج، على خلاف معروف فيه.

لا أنه يعطيها مبلغاً وتنفقه فيما تشاء، ولو كان خارج هذه الأمور، هذا لم يقل به أحد، ويجوز أن يأتي به أعياناً ولا يلزم أن يسلم النقد بيده.

فما أكثر ما يكون عندهم كفاية في المبلغ وتُنفق الأموال الكثيرة على السرف وتتبُّع الموضة وما يعلن عنه مشاهير مواقع التواصل، حتى إنك لو جمعت هذه الأموال لأمكنك أن تجمع من الصدقات ما يعفُّ ما لا يعلم به إلا الله من العوائل المحتاجة.

ومع ذلك ترى كثيراً من الأزواج يلتزمون بهذا المبلغ وزوجاتهم موظفات.

الرجل المسلم المعاصر لم يحصِّل حقوق أسلافه الماضين ولا حقوق الإنسان الغربي اللاديني المساواتي، بل حُكِم عليه بمنظومة تلفيقية مرعبة، ثم هو يُهجى في كل مناسبة!

سيقولون لي: أنت هنا تتكلم بالمظلومية وتجعل الحق للرجال ولا ترى الذين يظلمون، فأقول: أنا تعمدت الكلام هكذا، لأننا عادةً نراهم يتكلمون بهذه الطريقة عن النساء، أفرأيتم أنه يمكننا التحدث بالأمر من زاوية أخرى وتكون أحق؟

حول التّلفيق والفكر المهجّن للنسوية المتأسلمة [أصل القطف]

شاهد آخر إصدارات القناة ::: بعنوان: أديــــانٌ موازيــــة!

https://youtu.be/JD_0aP8c2Mg

‏كان التابعيان #يحيى_بن_أبي_كثير و #مكحول الشامي يقولان حضرة شهر رمضان :

اللهم سلِّمْني لرمضان

وسلِّم رمضان لي

وتَسلَّمْه منِّي مُتقبَّلًا

[ حلية الأولياء - كتاب الدعاءللطبراني ]
سلمني لرمضان يعني :
عافني حتى يدخل رمضان وأصومه وأقومه
وسلم لي رمضان يعني :
يعني سلمه لي مما يفسده ويخدش الصيام

إياك أن يخدعك الشيطان في رمضان بحيلة من حيله الخبيثة:

تكون قد وضعت خطة معينة خلال الشهر الفضيل، وتبدأ بالسير عليها بشكل جيد، ثم يحدث شيء ما فتقصر فيها في يوم أو يومين أو عدة أيام؛ فتنسف الخطة بأكملها وتقنط!

ضع لنفسك حدا أدنى لا تتنازل عنه خلال يومك مهما كانت الظروف؛ بحيث حتى لو أنك قصرت فيما كنت ترنو إليه، لا تُعدم الخير كله.

وتذكر جواب النبي ﷺ حينما سئل أي العمل أحب إلى الله؟ فقال: {أدومه وإن قل}

كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه يقول:
«قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها، فقد حرم».
[لطائف المعارف، ابن رجب]

فهنيئًا لمن أدركه، وأحسن فيه العمل، وتعرض لنفحات الرحمن. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الفائزين برضوانه، المعتقين من نيرانه، وأن يرزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه.

لمن يريد أن يستثمر شهر رمضان المبارك بالقراءة في التفسير، فهذا الكتاب حسن جدّا وهو مختصر "تفسير الإمام الطبري" رحمه الله ورضي عنه، شيخ المفسرين.

ومن أفضل الكتب الجامعة في الزهد والأخلاق هو كتاب "تهذيب كتب الزهد المسندة"، نافع جدّا.

أفضل ما قد تقرأ في هذا الشهر المبارك -بعد كتاب الله- ⬆️