tgoop.com/AcademyahAlshe3r/37
Last Update:
كان في ما مضى لا ينفكُّ رجلٌ من رجال العرب بحالٍ من الأحوال عن الارتباط بالشعر؛ فذاك شاعرٌ وذاك قال شعرًا وذاك ارتجز وذاك حَفِظَ الشعر وأقلّهم من لم يكن نصيبه من الشعر إلا السماع والطرب.
ولا تكاد تُفتّش في سيرة رجلٍ من عظماء العرب وقاداتهم -ممن دوِّنت لنا سِيَرهم- إلا وتجد له في أرض الشعر أثرًا لا ينمحي:
فرسول الله ﷺ سمع من شعر أمية ابن أبي الصلت مئة بيتٍ -أو يزيد- وما ملّ من ذلك ولا امتعر ولا زجر الشريد بل استزاده.
وهذا بيت ابن أبي سلمى زهيرُهُ شاعرٌ فحلٌ، ولبُجيرِهِ المنّة على صاحب البردة في اتباعِهِ رُشدَهُ ودخوله الإسلام، وقد دعاه إلى الإسلام بشعرٍ أعتق به رقبته وحرّم به دمه وأبقى عليه روحه حتى ابتكر بردته المشهورة (بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ) ثم اتُخذت بعد ذلك نهجًا في مدح رسول الله ﷺ وأُنشِئَ على نهجها أجمل الشعر وأحسنه.
فلولا شعرُ بُجيرٍ ما خرجت قصيدة كعب ولولا قصيدة كعبٍ لفاتَ العربي كثيرٌ من الشعر ولولا معلَّقةُ أبيهما لما افتُضّت أبكار الحِكَمِ على ألسن الشعراء.
أعادَ الله علينا بيوتًا مثل بيتِ زهيرٍ في وفرة الشعراء.
https://youtu.be/r9dp4wkVu6o
رابط قناة التليقرام:
https://www.tgoop.com/AcademyahAlshe3r/37
BY أكاديمية الشعر

Share with your friend now:
tgoop.com/AcademyahAlshe3r/37