tgoop.com/Afanin_g/4660
Last Update:
رأيته جالسًا منفردًا بعد صلاة الظهر، يتلو القُرآن بهدوء. تركته في حاله حتى لا أقطع عليه خلْوَته مع كتاب الله. ثم في صلاة العصر، رأيته جالسًا شارد الذهن، فاقتربت منه بابتسامة وسألته بلطف:
"ما اسمك؟"
رفع عينيه وقال: "أنا مالك أحمد سعد."
بدا صغيرًا، لا يتجاوز الثامنة من عمره.
تحدثت معه مشجّعًا: "أنا سعيد جدًا بوجودك في المسجد، بارك الله فيك يا مالك." وعند إقامة الصلاة، رأيته يركض بفرح ليقف بجانبي مباشرة. لكنني أبعدته قليلًا من خلف الإمام وطلبت منه أن يقف على الأطراف. لاحظت نظرة حزينة في عينيه، كأنني جرحت خاطره دون قصد، براءة لا توصف ارتسمت على وجهه.
بعد الصلاة، أسرعت إليه وقلت له بلطف: "ما فعلتُه لم يكن تقليلًا منك، ولكن خلف الإمام مكان مخصص للكبار، وأنت صغير السن. وجودك في المسجد شرف لنا، وأنا فخور بك."
سألته بابتسامة: "كم جزءًا من القُرآن تحفظ؟"
داعبته بكلمات خفيفة، فتهللت أساريره وارتسمت السعادة على وجهه. قلت له: "أريد أن أراك بجانبي في صلاة المغرب، وسأكون سعيدًا جدًا بذلك." وبالفعل، رأيته في صلاة المغرب يقف مبتسمًا.
فكرت في ذلك الموقف وقلت لنفسي: سبحان الله، كيف يمكن لتصرف بسيط أو كلمة واحدة أن تؤثر في قلب طفل صغير؟ لو لم أشرح له موقفي، ربما ترك المسجد بلا عودة. الكلمة الطيبة حقًا مفتاح القلوب للكبير والصغير.
.............
الآن وأنا في طريقي إلى البيت والجو شديد البرودة، لفت انتباهي بائع على جانب الطريق. كان في وجهه حُزن عميق، كأنه يحمل هموم الدنيا كلها. اقتربت منه وسألته بابتسامة صافية: "إنت منين؟ وبتبيع إيه؟"
قال: "أنا من الصعيد."
توددت إليه وتكلمنا معاً وضحكت معه، ثم اشتريت منه. لكنه أصر على أن يُعيد لي جزءًا من المال، وكأنه أراد أن يُكرمني. ابتسمت وقلت له ممازحًا: "يعني أجي أشتري منك وأتودد لك، وفي الآخر تكسفني وتطلع أكرم مني يا حجوج؟"
ضحك بفرح غامر جداً، كأنما أضاءت وجهه شمس جديدة. سبحان الله، الكلمة الطيبة صدقة، والابتسامة حياة. "سبحان من جعل الكلمة الطيبة بلسَمًا يشفي القلوب ويؤلف بينها."
تذكرت قول حبيبي ﷺ: "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة" ، وقوله أيضًا: "الكلمة الطيبة صدقة"
~لصاحبه
BY أفانينٌ القُـــــرآن 💚💭
Share with your friend now:
tgoop.com/Afanin_g/4660