Telegram Web
-
صباح الخير🌲

الهاربون من حقيقة الشعور؛ إلى منافي التغيير المخدّر، ونداءات البسالة للبقاء، وجسارة العبور على الجسور..!

المرهقون جدًا بما خفي في الصدور، المتورطون حتمًا بما لا سلطان عليه؛ يفري بهم ويمور..!

الساقطون في وعود السلام والانسجام، والتداني والالتئام، والعالم يعج بألوان الحروب والشقاق والنفور!!

فأين لهم الدواء؟
لا هواء ولا ماء..!
من غررهم بهذا؛ فقد وعدهم بالهباء!
هراء على هراء..!

الدواء في الدعاء!
وليس إلا الدعاء..!!

والعجيب إن قال أحدهم:
وما برء من يخاف من الدعاء؟
راض بوسم السقم، راكن إلى عضال الداء!
وقابع في ثقته أن فيه العلة، ومنه الشفاء؟!

هؤلاء مصلوبون على تمثال البقاء!
فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..!

هؤلاء لا قيامة لقعودهم في المراقد؛ سوى اعتكاف صادق في المساجد، وتقلبهم بين راكع وساجد، وإلا :

فالشقاء..! والشقاء..!

-

#ذبول_مستطيل!!
-

كلما التفت القلب إلى ما يلهيه؛ وجد في الدنيا ما لا يغنيه، ولا يشفيه، ولا يعليه ..!

القلب يشتدّ عوده بالكفاح!

فانظر ماذا في قلبك يحتاج كفاحك؛ وأفرغ في صقله جهدك، وإلا؛ لا تشكُ قلبًا رخوًا يشقى بأقل مما لقي أهل غزة وغيرهم من المنكوبين في هذا الكوكب المظلم!

في هذا الكوكب آلام عظيمة تُنشأ من أجلها مدارس التربية على الصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى، وتُقام من أجل أهلها مآتم القلوب وتعازي الأرواح، ومرابط التثبيت، وتنتصب لأرواحهم الأبدان والأفئدة لدعاء القنوت، وصدقات التفريج، وكلمات التسلية والمواساة والتواصي!!

وفيه على ناحية موازية آلام مرحلية صغيرة تافهة، يعجب العاقل إذا فتكت بأصحابها !!، ويبطل عجبه إذا رآهم أهل الملاهي والمتاع الرحّال، يطيرون في فضاء الدنيا عابثين بلا ثبات ولا رسالة ولا قضية !!

هؤلاء فقط من تستخفهم شوكة، ويقضي عليهم رحيل زاهد بهم، وتقتلهم طعنة غدر، وتلزمهم الفراش شماتة، ويهدم رؤاهم وحياتهم عدوّ في الحيّ أو بين الجماعة كل ما لديه : كلام ساقط، وأقصى ما يستطيعه: همز ولمز ووشاية !!

آخ!
علمتنا آلام الكبار كيف نكون كبارًا نستصغر كل ما يؤذينا من الدنيا وأهلها..
علمتنا أن نتجاوز قصصنا الشخصية مهما غرقت في دماء الجروح!

علمتنا أن نقول بثبات وعلاء:

كل شيء لم نقف بعدُ به على خط النار من أجل الإسلام وقضاياه؛ فهو صغير!
صغير يا سادة، لا يلبث أن يكون يومًا سببًا لابتسامة سخرية من ألمه الذي لا يتجاوز حده القلب! وقليلًا من العينين لحظة ذكرى، وشيئًا من اللسان تحت تأثير رواية للعبرة! ونزرًا من التوجع يكاد يندرس مع كرّ الملوان!

أو لا يلبث أصلًا فيذهب مع ذهاب الأيام!!
-
-
قبل مشرق الشمس يُذكر الله، وقبل غروبها يُذكر الله..
قبل ميلاد المولود المنتظر تهتف الأمهات باسم الله..
وعند رحيل الأحبة عن الدار الزائلة تلهج صدور الفاقدين بذكر الله..

فبالله يُستقبل النور، وبالله يُستعان على الظلمة، وبالله يهون العسير، ويذلل الصعب، وتُحمل على الظهور الأعباء، وتذوب في الصدور الهموم..

ولا أحد غير الله يقدر على أن يحيي الموتى..
وليس غير الله من يحيل الفلاة جنانًا وأفنانًا..
ومن كـ ربنا الواحد الأحد؟!! " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"

به مبتدانا، وإليه منتهانا، ونحوه نقود الرغائب، وعليه نتوكل أبدًا، فما قضاه مضى، وما قبضه انقضى، وما شاءه كان ولو لم يشأه العالمين..

هذا الإيمان هو المحتد الأصيل لعبده الصابر الشاكر..
هذا اليقين هو المراد، والمردّ، والحمد لله على ألوهيته التي تثبت القلب والقدم عند زلزلة الساعة، وزلل الأقدام..!


-
٢٢ / ٥ / ١٤٤٦هـ
-

هلال خير ورشد..
زمان عزّ ونور..

اللهم أهلّ هلال شهرنا علينا بالأمن الإيمان، والسلامة والإسلام، وسلّمنا إلى رمضان وتسلمه منا متقبلا واجعلنا اللهم ممن يصومه ويقومه إيمانًا واحتسابًا، وممن تعتق رقابهم فيه من النار تفضلا منك ورحمة، وممن يفوزون يا ذا الجلال والإكرام بقيام ليلة القدر، وبلوغ الظفر بها يا أكرم الأكرمين.

🌲

الله أكبر ولله الحمد..

الحمد لله الذي بلغنا الليلة الأولى من شهر عظيم شريف الزمان..

فأبواب جنّات مفتّحة مشرعة..

ونداء عامر موفور بـ : أقبل..!

ووعد كريم بالعتق ( كل ليلة )..

وربّ رحيم غفور كريم ودود..


مسلموا الأرض في كل مكان..
مبارك بلوغكم هذه النفحات الطيبة..
عظيمة فرحتكم بفضل الله المحسن عليكم..

شهركم مبارك ميمون..

ودعواتكم مستجابة..

وآمالكم مُدركة بفضل الكريم المنّان جل جلاله.


وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، وفيما عنده تبارك وتعالى أرغب🌱



-
🌲 ليلة ١ رمضان ١٤٤٦هـ 🌲
الحجاز 🇸🇦
أمّا بعد..


عامٌ مضى في الدنيا..

أحداث عشناها، كوارث شهدنا حصولها، أحباب ودعناهم، أعمار اقتربت إلى القبور، أيام طواها الفوات، جراح بين اليقظة والسبات، أفراح عبرت، ضحكات مرّت، وجوه غابت وأخرى بزغت، ألطاف في خفي الأقدار، أكدار كتب لها التكرار، أحلام انقسمت بين عاجلة وآجلة، قلوب أحبتنا وأخرى قلَتنا، عقول فهمتنا وأخرى جهلتنا، وذكريات غُمست في النسيان، وذكريات كُتب لها البقاء ما بقينا..

دنيا..!!

عام من ذلك كله، وأكثر لم يُحصه اليراع، ولم تسعه الدفاتر…


وها رمضان أشرق!

والظهور مثقلة..
والصدور مكتظة..
والعقول مزدحمة..

والعجز قد تضاعف!
والصبر قد تضاءل!
والنفس قد ضاقت!
والبشرية قد طفحت بنقصها على الروح والجوارح!

رصيد هائل من الشكوى المدخرة بين يدي العظيم الجليل في لياليه السّمان..

ابتهال طويل طويـــــــل طويــــــــــــــل كله أمل أن لا يخرج القلب من رمضان وهو كما هو الآن!

وجسد مشتــــــــــــاق إلى سجود متين يعيد الذاكرة إلى صلوات يعجبك وقارها؛ فلا تسأل عن طولهن وحسنهنّ!


ونفْسٌ غرثى سئمت من جوَلانها في دار مضيعة!
وتاقت إلى الطواف حول العرش!


حول العرش!!

إي والله!

هناك!
حيث يكون لرمضان معنى أن تصوم صيام مودّع!
وتقوم قيام راحل!
وتعيش اللفظة من كتاب الله على أنها نجاتك الوحيدة!
والنجدة التي تتمسك بها الأنفاس نفسًا نفسًا..!

حول العرش!
أي:
فوق الدنيا وركام الناس!
فوق الهموم
والآلام
والجفاف
واليباس!

فوق الأرض
ودنيا الأرض
وأهوال الأرض!


حول العرش!
حيث السعة التي حُداها: " غفرت لك ولا أبالي"
ولا أبـــالي!!

حيث اليقين الذي رواؤه: " وإن سألني لأعطينّه، وإن استعاذني لأعيذنّه".

حيث الفوز الأعظم بالنداء في السماء والأرض: " إن الله يحب فلانًا فأحبوه"


فما لنا وللدنيا!
وما لأهلها ولنا!


وماذا بعد عام أغرقنا شغلًا بالزائلة؟!!


ماذا بعد إلا أن نركض بأرواحنا في رمضان!!

" هذا مغتسل بارد وشراب"!!

وإن روحًا صادقة ولجت في ساعة واحدة من ليلة يُعتق فيها لله عباد من ناره؛ لظافرة ميمونة الحظ!

اللهم هذا الحظّ!
اللهم هذا النصيب!
اللهم هذا الحب!
اللهم هذا الظفر!

-


🌲

✉️ الليلة الأولى من شهر الرحمة من عام ١٤٤٦هـ
السعودية
الحجاز
١١:٣٦ م
2025/03/17 22:55:23
Back to Top
HTML Embed Code: