tgoop.com/Ahlalquraann/7042
Last Update:
أهمية معرفة الأسماء والصفات والتعبد لله بها وأثر ذلك على قلب العبد
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-
تحت باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}
قال: «أصل التوحيد: إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى، ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة، والمعارف الجميلة، والتعبد لله بها ودعاؤه بها.
فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه؛ فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى.
فمن دعاه لحصول رزق؛ فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة؛ فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.
وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة، وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى، وتحصيلها في القلوب حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها، وتمتلئ بأجل المعارف.
فمثلاً: أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة؛ تملأ القلب؛ تعظيمًا لله وإجلالاً له.
وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود؛ تملأ القلب محبة لله وشوقًا له وحمدًا له وشكرًا.
وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة؛ تملأ القلب خضوعًا لله، وخشوعًا وانكسارًا بين يديه.
وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة؛ تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية، والإرادات الفاسدة.
وأسماء الغنى واللطف؛ تملأ القلب افتقارًا، واضطرارًا إليه، والتفاتًا إليه كل وقت، في كل حال.
فهذه المعارف التي تحصل للقلوب بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته، وتعبده بها لله؛ لا يُحصِّل العبد في الدنيا أجل ولا أفضل ولا أكمل منها، وهي أفضل العطايا من الله لعبده، وهي روح التوحيد وروحه.
ومن انفتح له هذا الباب؛ انفتح له باب التوحيد الخاص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكُمَّل من الموحدين.
وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لهذا المطلب الأعلى.
وأما الإلحاد في أسماء الله وصفاته؛ فإنه ينافي هذا المقصد العظيم أعظم منافاة».
«القول السديد في مقاصد التوحيد» ص١٥١.
BY ۞ أهل القرآن ۞
Share with your friend now:
tgoop.com/Ahlalquraann/7042