tgoop.com/Aiesha9/1635
Last Update:
على البنت أن تكونَ عزيزة، ومن تمامِ عزَّةِ البنتِ ألَّا تقعَ في وهمِ الحُبِّ ما لم يُصرَّحْ به، واعلمي -يا أعزَّكِ الله - أنَّ الرَّجُلَ يصبرُ عن كُلِّ شيءٍ إلا عن أخذِ البنتِ التي أحبَّها، فما يحملُكِ على تأويلِ كذا وكذا من تصرُّفاتِه على أنَّه يُحبُّك؟ على أيِّ أساسٍ رخوٍ بنيتِ أحلامَ يقظتِكِ وخيالاتِ رأسِك؟
إنَّ رجلًا يُحبُّ امرأةً ويصبرُ عن التصريحِ لها ليأخذَ طريقًا إلى بيتِ أبيها، مع علمِه أنَّ النِّساءَ ضيفاتٌ في بيوتِ آبائهنّ لا يلبثنَ أن يُغادرنَه، ومع عدمِ أمنِه أن يسبقُه غيرُه إليها، لهو رجلٌ لم تقعْ في قلبِه تلك المرأةُ أصلًا ليُحبَّها، وما تخييلُها لنفسِها وتلبيسُها على قلبِها أنَّه يُحبُّها والتصرُّفُ مع نفسِها بناءً على هذا الوهمِ إلا رقَّةُ عقلٍ ونقصٌ في هرمون العزّة؛ ذلك الهرمون الفطريّ الذي يُعزِّزُ في المرأةِ الترفُّعَ عن خيالاتِ الرَّأسِ والتصرُّفَ في أدنى حركاتِها وسكناتِها على أنَّها المطلوبةُ التي يُسعى إلَيها، والمرغوبةُ التي يُبذلُ لنَيلِها، لا السَّاعيةُ -ولو في أحلامِها- لأن يُحبَّها فُلانٌ أو فلان.
قد أعزَّكِ اللهُ وشرعَ شرائعَ من أجلِ الوصولِ إلَيك، فابقَي حيثُ أنزلَكِ اللهُ ولا تهبطي بنفسِك، واعلمي أنَّه لو أحبَّكِ لخافَ أن يسبقَهُ إليكِ غيرُه، وأنَّكِ لو وقعتِ في قلبِه لقلبتِه فما هدأ له بالٌ حتَّى أخذَ خطوةً تجاهك، فاخرجي من وهمِكِ المُروِّعِ إلى حقيقتِكِ الرَّائعة، ولا يحملنَّكِ استعذابُ الحُبِّ على تعذيبِ نفسِكِ بالوهم، واستعيني على فراغِ قلبِكِ بما ينفعُ قلبَك، ولا تتعجَّلي حتَّى لا تندمي فيما بعد.
BY شَوقٌ.
Share with your friend now:
tgoop.com/Aiesha9/1635