«الحمد لله .. وبعد،
كثيرًا ما تنصرف أذهاننا في مواسم الطاعات أو الاستعداد للمواسم الكبرى إلى البرامج التعبدية.
وعادة ما تأتي الخطابات الدعوية في شعبان بالحث على الصيام والقيام والأوراد كنوع استعداد وتهيئة لرمضان.
وهذا كله حق ونافع إن شاء الله.

لكن الإشكال الأكبر هو اتكاء القلوب على هذا الجانب بلغة مادية حسابية؛ فتتعلق القلوب بهذه العبادات كأنها الخلاص والسبيل لمعالجة أمراض نفوسنا وقلوبنا وإفراطنا في التقصير؛ فنغفل  عن جانب الالتجاء إلى الله والتوكل عليه في إصلاح قلوبنا.

والحق الذي كاد أن يكون إجماعًا عند أهل العلم والعباد: أن أول سبل إصلاح النفس والتهيئة للمواسم الكبري= سؤال الله الإعانة والتعويل بالكلية على رحمة الله واللجأ إليه والانكسار على بابه.
ولا يعني هذا قطعًا ترك العمل أو الزهد فيه؛ وإنما المراد إنزال حاجتك بالله قبل أي شيء.»


- أحمد سيف.

تم بحمد الله نشر تسجيل جلسة “كيف أتعامل مع تأخر الزواج؟” والتي تمت عبر مبادرة "حياء" جزاهم الله خيراً
وهي متوفرة على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=NAFdcKJpnRg



--
المحتوى:
00:00 مقدمات
10:14 مفاهيم البلاء والدنيا والألم وعلاقتها بتأخر الزواج
19:35 أمر المؤمن كله لخير.. كيف؟
26:37 هل ينافي ذلك الحزن الذي أشعر به؟
32:35 الفهم الصحيح للقدر، بين الرضا المطلوب والاستسلام السلبي المذموم
41:21 بعض أسباب تأخر الزواج
1:00:57 بعض الأسباب التي يمكنني الأخذ بها للزواج
1:17:48 وصايا ونصائح معينة
1:28:05 عن التبرج، الاختلاط، غض البصر..
1:32:59 أسئلة ومناقشات وخاتمة


-

أسأل الله أن ينفع بهذه المادة ويتقبل ويعفو عن أي زلل أو خطأ فيها..

يقول الأستاذ أحمد سالم:

«ستُؤجر على كل بابٍ من أبواب المسلمين تحمل همَّه، لكنك ستُسأل عن كل باب لم تقم فيه بما كان في وسعك، ووزرُ التقصير يأكل أجر الهمِّ العاري عن الفعل،

أي شيءٍ ينفعك الهمُ والحيرة والضيق بواقع المسلمين بينما أمام عينك وبجوار بيتك، وعلى طَرَفِ الثُّمَامِ منك، وبين جَنَبَات نفسك أبوابٌ مُشرعةٌ وشُعبُ إيمانٍ تنتظر من يشغَلها؟!».

كل علاقات المؤمن التي قامت على ابتغاء مرضاة الله تعالى ومحبته سبحانه هي علاقات حب في الله، وهي مباركة ومؤيدة بإذن الله تعالى،

فأنت تقيم علاقة مع فلان لأنه مؤمن وصالح ويعينك على الثبات، كل ذلك، من الحب في الله تعالى وإن كان ضمنها منافع دنيوية. ولكنها تستمر ولا تتبدل وإن قطعتها الظروف، بحسب نسبة الصدق فيها. ومداد العلاقات، تجديد النوايا والتعاون على البر والتقوى.

والزواج يقوم أيضا على هذا المفهوم، حين يقوم على هدي "فاظفر بذات الدين تربت يداك". وما كان على نية الصلاح والخير وابتغاء محبة الله تعالى ورضوانه، وإن كان له فيه منافع دنيوية، فهو من الحب في الله تعالى، باختيار زوجة تعينه على مسيرته لله تعالى وعلى الثبات وتربي له جيلا تقيا مؤمنا حقا ينصر دين الله.

هذه علاقة قامت لله ومحبة فيه سبحانه، لكنها علاقة تقوى وتزيد بالصدق وتضعف وتنقص بالدخن في علاقتهما بربهما وبين بعضهما البعض، فكل علاقة لها أسباب تقويها وأخرى تضعفها وهي درجات تتباين.

وأقوى محبة هي المحبة في الله تعالى التي يرزقها الله عباده، فقد يحب الزوج زوجته لصفة بارزة فيها ولكنها صفة دنيوية، فهذا يسعد معها في حدود مساحة دنياه لكن إن كانت محبته لها محبة لله تعالى وإن تضمنت صفاتها البارزة الدنيوية، فهذه العلاقة أرجى لها الدوام والتوفيق والبركة، لا تتأثر بزمن أو كرب، ولا بعد ولا مسافة.

ولعل هناك تفصيل يحضر في هذا المقام وهو أن مشاعر الحب في الله رزق ونعمة من الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف خديجة رضي الله عنها فيقول «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا» وكان يحث المحب في الله أن يخبر أخاه أنه يحبه في الله، وكذلك حديث الأرواح جند مجندة، فهذه حقيقة من هبة الله لعباده ومن نعمه المعجلة لهم في الدنيا ومن فضائل الإيمان العظيمة.

فالمحبة في الله لا تنهزم بين صادقين، ولكنها تتلاشى وتنتهي مع المدّعين والله يؤتي فضله من يشاء سبحانه.

ما نصيحتكم لشاب غارق في علاقة محرمة يريد الخلاص منها جادًا؟

#مطلق_الجاسر

" الفَطِنُ مَن جَعلَ شَهر شَعبان فُرصةً
لِترويض قَلبه ، وَتَهيئة بَدنه لِلقيام
وَالصِّيام، وَإستغــلاَل وَقته فِي قِراءة
القُـرآن حَتى يَستقبل شَهر رَمضــان
بلونٍ مُختلف ، وَروحٍ تَحظى بِالبَياض "

المُتوكّل إنسان قرر أن يرى الصورة بطريقة صحيحة، إنسان يسعي بلا ضغط نفسي، وكيلك يكفيك ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾

ذكّر بها نفسك دائمًا:
أنا بكَ وإليك

إنا لله ملكًا، واستحقاقًا يفعل بنا ما يشاء.

- محمد خيري

(لأنّ الضعف أصلٌ في إنسانيتنا؛ فليس يعيبنا الضعفً بقدر ما يُشوِّهنا خوفُنا من إظهاره، أو كِبرنا في إنكاره، أو تلاعُبنا بالأذيّة نيابةً عنه. و لا ينقشع الخوف عنا حتى يبلُجَ في قلوبنا الحب. فيغسلنا سَطيعُه مِن غشاوة الخوف، و يُجلي عن أنفسنا جهالة الإنكار.

و لا يستقطبنا الحب مُغالِيًا حيث نَرعَن أو نَطيش، بل يسترنا برداءٍ من الحَيْطة الراشدة، لِيقينا به من زيف العابرين و خُبث الحائجين. حتى إذا ما لاقت الروحُ أليفها و مسَّها صدقُ حبه و قرَّت على ثقته؛ أمِنَت و اطمأنّت و تَعرَّت، و تَكشَّفت له بهشاشتها و معابتها و نقيصتها.

و تلك آية الحب الحقيقي؛ أن تغدو في معيّة مَن تحب أكثر جسارةً على تقبُّل نقصك، و احتواء ضعفك، و إصلاح عيبك، فتصبح أقوى ما تكون؛ لأنك -أمام نفسك- لم تعُد بعد تخاف)

- إسلام النادي.

---------------------

الأصل أن الحبّ في جوهره ليس زيف المثالية، بل هو مساحة آمنة ينكشف فيها الإنسان بكل ضعفه دون وَجَل، ويتجلى بعيوبه دون خشية أن يكون منبوذًا..
فالحبّ الذي لا يجعلك تخرج من دائرة التظاهر، ولا يمنحك القوة والشجاعة على مواجهة ذاتك كما هي؛ ليس حبًا، بل عقد مشروط بالتجمُّل!

أمَّا الحبّ الصادق، فهو الذي يُطمئِن روحك أنها لن تُدان على هشاشتها، بل ستُحتضن، وتُفهم، وتُقوَّم برفق لا يُقصيك، بل يُنضجك.

(لا يَتفادىٰ ثِقَل الدُّنيا، ولا ينجو من سهامها الدامية إلّا مُحِبّ حمله قلبه. زمان عصيب، لا يحيىٰ فيه القلب إذا لم تتخلَّله المواعظ ساعة دون ساعة، يجفّ مائه إذا لم تعرض عليه آية تثير الرجفة وتحدث المحبة والرجاء. لمثل هذه الأيام أنت بحاجة إلى جهاد فوق جهاد، ومرابطة، وصبر، وطلب العون؛ لأنك ضعيف، لا حول ولا قوّة لك أمام هذه الفتن، التي تُعْرض على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا، لذلك لا تَمُرْ يومًا إلّا وسقيت قلبك ما يُبقي الحياة فيه، وسَلِ الله باسمه الباقي أن يُخلِّد في قلبك محبّته، لترجع إليه نفسك راضية مرضيّة).