طريقي ..

تكلمنا عن مكدرات الشيطان ومدى تأثيرها على النفس وإفسادها، ولكن لا شك أنها أيضًا تعمل على إفساد العمل الجماعي، مما يلزم استدراك سريع واتباع للمنهج النبوي في إصلاح النفس وتقويمها ..

فمن الملفت للانتباه في ‎سيرة النبي ﷺ أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يعتمد منهج التكوين وليس التلقين .. والذي يعتمد بشكل أساسي على عدة خطوات:

١. تحديد معالم التكوين :
ويمكن اختصار معالم التكوين الإصلاحي في «العِلم» و«العمل»، ومن أبرز الخِصال التي يجب أن يُربّي نفسه عليها من يسير في سبيل الدعوة إلى الله : «الصبر» .. سواء في تلقي هذا العِلم، أو في سبيل العمل به ..
فيحتسب أثناء مشواره كل الصعوبات والمعرقلات، ويستحضر أنه يُجزى على الطريق، وليس ثمرته!

‏٢. تحديد أهداف العملية التكوينية :
ولتحديد أهم سمات المُخرج من العملية التكوينية، نرى أن النبي ﷺ كان يوجه الصحابة إلى اكتشاف قدراتهم الذاتية، وتنميتها بالعمل .. مُحاربًا بذلك العقلية التواكلية، واستبدالها بالعقلية الاجتهادية، وكذلك ينبغي أن يكون المُصلِح : «مبادرًا» ..
فلا ينتظر حتى تأتيه الظروف ملبيةً لرغباته! بل يصنعها .. وينظر حوله ولاحتياج أمته!
هناك دين الله! وكلمة الله! ودعوة لله!

‏٣. تصنيف أنماط المُصلحين :
كان النبي ﷺ يُدرك الصفات الخاصة لأصحابه -رضوان الله عليهم-، فكان يُدرك ما يتمتع به كل واحد منهم من صفات تميزه عن الآخر، فيوضع في المكان الأنسب له، وكذلك ينبغي أن يُدرك المُصلِح مميزاته، مما يساعد على : «اختيار الثغر المناسب» ..
فيظل مُستحضرًا لوجهته، غير متناحٍ عن بوصلته، يميز غايته الكبرى، ويعدد الوسائل ليتحكم بها وليس لتتحكم فيه!

‏٤. استثمار الفرص الإصلاحية :
واستثمار الفرص يتطلب الوعي بأحداث الواقع، وربطها بما يوافقها من تاريخ الأمة فيما يخص السياقات الإصلاحية حتى لا يُكرر نفس الأخطاء، بل يتجهز المُصلِح حتى يُنزل المطر ويجري الله على يديه الخير، مما يتطلب : «البصيرة» ..
فيمتثل المُصلِح لقول الله تعالى: "قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

وختامًا، ينبغي على المُصلِح -قبل كل ذلك- أن يعي مركزية «عمل القلب» في الدين، ودوام النظر إلى ما فيه من إخلاص لله -سبحانه وتعالى- والصدق في مَحبّته والخشيّة منه، وهو المعنى الموافق للعمل على ‎#منهاج_النبوة ..
فالله يسدد ويعين ..

www.tgoop.com/Al_baraaa_a/11

524 views🌸بسمة🌸, edited  Nov 26 at 10:01

تكلمنا عن مكدرات الشيطان ومدى تأثيرها على النفس وإفسادها، ولكن لا شك أنها أيضًا تعمل على إفساد العمل الجماعي، مما يلزم استدراك سريع واتباع للمنهج النبوي في إصلاح النفس وتقويمها ..

فمن الملفت للانتباه في ‎سيرة النبي ﷺ أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يعتمد منهج التكوين وليس التلقين .. والذي يعتمد بشكل أساسي على عدة خطوات:

١. تحديد معالم التكوين :
ويمكن اختصار معالم التكوين الإصلاحي في «العِلم» و«العمل»، ومن أبرز الخِصال التي يجب أن يُربّي نفسه عليها من يسير في سبيل الدعوة إلى الله : «الصبر» .. سواء في تلقي هذا العِلم، أو في سبيل العمل به ..
فيحتسب أثناء مشواره كل الصعوبات والمعرقلات، ويستحضر أنه يُجزى على الطريق، وليس ثمرته!

‏٢. تحديد أهداف العملية التكوينية :
ولتحديد أهم سمات المُخرج من العملية التكوينية، نرى أن النبي ﷺ كان يوجه الصحابة إلى اكتشاف قدراتهم الذاتية، وتنميتها بالعمل .. مُحاربًا بذلك العقلية التواكلية، واستبدالها بالعقلية الاجتهادية، وكذلك ينبغي أن يكون المُصلِح : «مبادرًا» ..
فلا ينتظر حتى تأتيه الظروف ملبيةً لرغباته! بل يصنعها .. وينظر حوله ولاحتياج أمته!
هناك دين الله! وكلمة الله! ودعوة لله!

‏٣. تصنيف أنماط المُصلحين :
كان النبي ﷺ يُدرك الصفات الخاصة لأصحابه -رضوان الله عليهم-، فكان يُدرك ما يتمتع به كل واحد منهم من صفات تميزه عن الآخر، فيوضع في المكان الأنسب له، وكذلك ينبغي أن يُدرك المُصلِح مميزاته، مما يساعد على : «اختيار الثغر المناسب» ..
فيظل مُستحضرًا لوجهته، غير متناحٍ عن بوصلته، يميز غايته الكبرى، ويعدد الوسائل ليتحكم بها وليس لتتحكم فيه!

‏٤. استثمار الفرص الإصلاحية :
واستثمار الفرص يتطلب الوعي بأحداث الواقع، وربطها بما يوافقها من تاريخ الأمة فيما يخص السياقات الإصلاحية حتى لا يُكرر نفس الأخطاء، بل يتجهز المُصلِح حتى يُنزل المطر ويجري الله على يديه الخير، مما يتطلب : «البصيرة» ..
فيمتثل المُصلِح لقول الله تعالى: "قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

وختامًا، ينبغي على المُصلِح -قبل كل ذلك- أن يعي مركزية «عمل القلب» في الدين، ودوام النظر إلى ما فيه من إخلاص لله -سبحانه وتعالى- والصدق في مَحبّته والخشيّة منه، وهو المعنى الموافق للعمل على ‎#منهاج_النبوة ..
فالله يسدد ويعين ..

BY طريقي ..