tgoop.com/Al_baraaa_a/35
Last Update:
لا تغفل أبدًا عن قصص الأنبياء، ففيها العبرة والعظة، ومن أهم أسباب نزولها هو التفكر فيها .. فحينما تتذكر قصة سيدنا آدم لا بد أن يحضر في ذهنك أربعة أمور أساسية:
الأمر الأول: حالة إبليس الأولى، من حسن عبادته لرب العالمين وصلاحه حتى رُفعت منزلته ليكون وسط الملائكة .. ثم مع هذا القدر من الصلاح، لم يكن حصنًا كافيًا أمام الضغينة والحقد على آدم!
والفائدة: أن لا يأمن الإنسان على نفسه مهما وصل من الإيمان، فيظل على الدوام يتطلب الهداية من رب العباد -وهو أمر دين- فلا تغلبه نفسه.
الأمر الثاني: تمادي فعل إبليس، فلم يحقد فقط على سيدنا آدم، ولم يقتصر فقط على رفض الامتثال لرب العالمين في السجود لآدم، بل وصل الأمر لأن يُعادي رب العالمين! وأن يتحداه! .. وهو أثر الكبر عندما يملأ النفس، فلا يرى إلّا نفسه! أمام من؟!
الشاهد: نرى اليوم بشر، مخلوقون! يختصمون مع الله سبحانه وتعالى لأجل أمور دنيوية! تافهه! لكنها تكبر في أعينهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأمر الثالث: إقرار إبليس على نفسه، "قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" .. فكان يسأل ربه -وهو يعي أنه خالقه سبحانه وتعالى وفي يده وحده القوة والقدرة- لإكمال التحدي! ويعي ويعلم أن حتى قوته وسلطته هي من الله چل وعلا له!
السؤال: ماذا لو أن إبليس عند تذكره لقدرة الله سبحانه وتعالى، تاب! ألن يقبل الله توبته!! ولكنها مآلات التكبر واستحواذ الكِبر على النفس والعياذ بالله.
الأمر الرابع: مثابرة إبليس ومهارة الخداع، فإبليس لم يغوي سيدنا آدم بمجرد شجرة أو فاكهه، وإنما دخل له من مدخل يعرف أنه نقطة ضعف فيه، فمن لا يحب أن يخلد في هذا المكان الذي فيه كل هذا المتاع! .. فأغواه بالخلود!
الحقيقة: إبليس يريد أن يُخرج آدم عليه السلام من الجنة، فماذا يفعل؟! هل سيقول له أخرج منها!
فهذا بكل بساطة سبيل أعداء الإسلام والمنافقين = المكر لإيقاع المسلمين تحقيقًا لمرادهم الخبيث، فيتمثل فيهم إبليس، وينسى -الإنسان المسلم- أنه عدوه الأول وخصيمه الأول، ثم يسعى هذا المسلم في تحقيق مراد العدو!
ونأتي لعدة منحنيات توضح علاقة الله -سبحانه وتعالى- مع آدم -عليه السلام- :
- فالله سبحانه وتعالى خلق آدم وأمر الملائكة ليسجدوا له، تحقيقًا لاعتزاز الإنسان بنفسه وإدراكً لقيمته ..
- ثم علمه ما لم يعلم ولا غيره من المخلوقات يعلمه، تحقيقًا لمصدرية العلم أنه من عند رب العالمين ..
- ثم خلق حواء له بدون ما يطلب، تحقيقًا لعلم الله بما فطر عليه المخلوق من الأنس والألفة والسكون ..
- ثم أمر عبده بالبعد عن الشجرة، تحقيقًا للعبودية والامتثال لأمره سبحانه وتعالى ..
- ثم سمح لإبليس بمعاداته، تحقيقًا لمفهوم الامتحان والاختبار في الحياة الدنيا ..
- ثم قدر أن يعصيه عبده، تحقيقًا لضعف الكينونة البشرية أمام الشهوات والوساوس ..
- ثم سارع سيدنا آدم بالتوبة، وتاب عليه ربه، تحقيقًا لرحمة رب العباد في خلقه ..
وختامًا، نحن -بني آدم- دلنا الله على ما لنا، وما نجتنبه، وما نفعله .. وما زال منا من يريد اتباع طريق إبليس!
فنعوذ بالله من إبليس ومن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
BY طريقي ..
Share with your friend now:
tgoop.com/Al_baraaa_a/35