ALAMAMALHADEY Telegram 3242
تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 64.

العنوان : موقف مدراس المسلمين تجاه أحاديث الائمة الأثنى عشر عليهم السلام.

____________________

لقد أوردت مدارس المسلمين روايات الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام ، ووافقت عليها من حيث الصدور والثبوت وصحة الإسناد، ثم صارت بصدد تفسيرها وتحليلها.

لكنّ الفَرْق بين موقف كبرى المدرستين تجاه هذه النصوص، فمدرسة الإمامة قد أقامت صرح اعتقادها بإمامة الأئمة الاثني عشر على هذه النصوص بقوةٍ، واعتبرتها أحد أهمّ أدلتها في القول بإمامة الأئمة الاثني عشر؛ بينما لا نجد مثل هذا الموقف في مدرسة الخلافة، ولا في ما هو بأيدينا من تراثهم العقائدي ، أو استدلالاتهم على خلافة الأوائل، بل لم يستدلّ به أحدٌ من خلفائهم ـ الذين فسّرت فيهم هذه النصوص ـ لإثبات خلافته، لا من الخلفاء الأربعة ـ عدا الإمام عليّ ـ، ولا غيرهم ممَّنْ تأخَّر عنهم.

والحقيقة هي أنّ مدرسة الخلافة لم تنطلق في التعامل مع فكرة الاثني عشر من منطلق كلامي، بل من منطلق روائي مَحْض، وذلك حينما وجدَتْ نفسها أمام نصوص لا يمكن إنكارها، فلم تجد بُدّاً من تأويلها، فلذا تأوّلتها من منطلق الشرح لهذه الأحاديث، لا من منطلق الاستدلال بها لإثبات نظريّتها في الإمامة؛ لأنها لا تقول بهذه النظرية أساساً. ومن هنا كانت هذه النصوص بمثابة تحدٍّ كبير لمدرسة الخلافة، وذلك من جهتين:

الأولى: إنّ هذه النصوص تدعم بشكلٍ قويّ وملحوظ نظرية الإمامية في القول بإمامة الأئمة الاثني عشر.

الثانية: إنّ الواقع الخارجي للخلافة والخلفاء الذين تصدّوا للحكم باسم الإسلام لا يساعد على تفسير الأحاديث بهم، وكونهم هم المقصودين بنصوص الاثني عشر. هذا مضافاً إلى عدم انطباق العدد عليهم؛ لزيادتهم عليه. وتطبيقه على بعضٍ دون بعض قولٌ بلا دليلٍ، فهو رجمٌ بالغيب، وترجيحٌ بلا مرجِّح.

ومن هنا نجد أنّ مدرسة الخلافة تواجه إحراجاً كبيراً تجاه فهم وتفسير وتأويل هذه النصوص، بما يشبه حالة الانسداد والحيرة والاضطراب عندهم، بل صرّح بعض أعلامهم بالعجز والانسداد في فهم هذه النصوص، كما سيأتي نقل كلماتهم لاحقاً.

وهذا هو السرّ في ظاهرة غياب ـ بل تغييب ـ هذه النصوص عن الخطاب الديني لمدرسة الخلافة سابقاً وحاضراً، وعدم تثقيف الأمة عليها، رغم وجودها في الموروث الروائي لهم؛ لأنّ الاطلاع على هذه النصوص والتطرّق لها يحرج كلّ مَنْ يتعرّض لها؛ لأن للتعرض لها استحقاقه، وهو المطالبة من قِبَل المستمع لهذه الأحاديث بتفسيرٍ مقنع ومنطقيّ لكلام النبيّ|؛ كي يخرج به عن دائرة الإهمال أو الإغلاق، الأمر الذي تعجز عنه مدرسة الخلافة بشكلٍ واضح، كما ستقف على محاولاتهم في تفسير هذه الأحاديث.

وأمّا مدرسة الإمامة فهي تمتلك منذ البدء الأساس النظري الذي ينسجم مع هذا الموروث الروائي لنصوص الاثني عشر، بل هذه النصوص هي من جملة التأسيسات النظرية المهمّة لنظرية الإمامة. ولذا نجد هذا الاهتمام الكبير لأئمّة أهل البيت بنشر هذه الفكرة بين أتباعهم وتثقيفهم عليها.
كما نجد أيضاً هذا التفاعل الدائم من قبل أتباعهم مع فكرة الاثني عشر، ومتابعتهم لها، بالسؤال عنها منذ عصر الرسالة الأوّل وحتّى عصر الإمامة وزمان الحضور.

فقد رُويت أحاديث الاثني عشر عن كلٍّ من: الإمام عليّ، الصدّيقة الطاهرة، الإمام الحسن، الإمام الحسين، الإمام السجاد، الإمام الباقر، الإمام الصادق، الإمام الكاظم، الإمام الرضا، الإمام العسكري.
وهذا يعني استمرار التركيز على هذه الفكرة طوال إمامة أهل البيت على مدى 250 عاماً، ولا سيَّما في عصر الإمام الصادق، حيث ظهرت بعض الفرق الشيعية غير الاثني عشرية، كالزيدية والفطحية والإسماعيلية، ثم بعد ذلك الواقفية وغيرها، ممّا كان يتطلَّب من الأئمة جهداً مضاعفاً لحفظ هذه الفكرة النبويّة من عمليات التشويه والبتر، حيث تقف بعض هذه المذاهب على بعض الأئمّة، كالإسماعيلية والواقفية..... الخ

ولكنّ هذا لا يعني أن لا يكون هناك من أصحاب الأئمة عليهم السلام مَنْ لا يعرف اسم بعضهم، أو كان يطلب ذكر أسمائهم، إما للتعلُّم أو للتأكُّد والضبط، ولكن هذا لا يعني الجهل بأصل العدد والفكرة. قال الشيخ الصدوق «إنا لم ندَّعِ أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة الاثني عشر بأسمائهم، وإنما قلنا: إن رسول الله أخبر أن الأئمة بعده اثنا عشر، الذين هم خلفاؤه، وأن علماء الشيعة قد روَوْا هذا الحديث بأسمائهم، ولا ينكر أن يكون فيهم واحدٌ أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث»

www.tgoop.com/Alamamalhadey



tgoop.com/Alamamalhadey/3242
Create:
Last Update:

تلخيص درس المعارف الإسلامية الدرس 64.

العنوان : موقف مدراس المسلمين تجاه أحاديث الائمة الأثنى عشر عليهم السلام.

____________________

لقد أوردت مدارس المسلمين روايات الأئمة الأثنى عشر عليهم السلام ، ووافقت عليها من حيث الصدور والثبوت وصحة الإسناد، ثم صارت بصدد تفسيرها وتحليلها.

لكنّ الفَرْق بين موقف كبرى المدرستين تجاه هذه النصوص، فمدرسة الإمامة قد أقامت صرح اعتقادها بإمامة الأئمة الاثني عشر على هذه النصوص بقوةٍ، واعتبرتها أحد أهمّ أدلتها في القول بإمامة الأئمة الاثني عشر؛ بينما لا نجد مثل هذا الموقف في مدرسة الخلافة، ولا في ما هو بأيدينا من تراثهم العقائدي ، أو استدلالاتهم على خلافة الأوائل، بل لم يستدلّ به أحدٌ من خلفائهم ـ الذين فسّرت فيهم هذه النصوص ـ لإثبات خلافته، لا من الخلفاء الأربعة ـ عدا الإمام عليّ ـ، ولا غيرهم ممَّنْ تأخَّر عنهم.

والحقيقة هي أنّ مدرسة الخلافة لم تنطلق في التعامل مع فكرة الاثني عشر من منطلق كلامي، بل من منطلق روائي مَحْض، وذلك حينما وجدَتْ نفسها أمام نصوص لا يمكن إنكارها، فلم تجد بُدّاً من تأويلها، فلذا تأوّلتها من منطلق الشرح لهذه الأحاديث، لا من منطلق الاستدلال بها لإثبات نظريّتها في الإمامة؛ لأنها لا تقول بهذه النظرية أساساً. ومن هنا كانت هذه النصوص بمثابة تحدٍّ كبير لمدرسة الخلافة، وذلك من جهتين:

الأولى: إنّ هذه النصوص تدعم بشكلٍ قويّ وملحوظ نظرية الإمامية في القول بإمامة الأئمة الاثني عشر.

الثانية: إنّ الواقع الخارجي للخلافة والخلفاء الذين تصدّوا للحكم باسم الإسلام لا يساعد على تفسير الأحاديث بهم، وكونهم هم المقصودين بنصوص الاثني عشر. هذا مضافاً إلى عدم انطباق العدد عليهم؛ لزيادتهم عليه. وتطبيقه على بعضٍ دون بعض قولٌ بلا دليلٍ، فهو رجمٌ بالغيب، وترجيحٌ بلا مرجِّح.

ومن هنا نجد أنّ مدرسة الخلافة تواجه إحراجاً كبيراً تجاه فهم وتفسير وتأويل هذه النصوص، بما يشبه حالة الانسداد والحيرة والاضطراب عندهم، بل صرّح بعض أعلامهم بالعجز والانسداد في فهم هذه النصوص، كما سيأتي نقل كلماتهم لاحقاً.

وهذا هو السرّ في ظاهرة غياب ـ بل تغييب ـ هذه النصوص عن الخطاب الديني لمدرسة الخلافة سابقاً وحاضراً، وعدم تثقيف الأمة عليها، رغم وجودها في الموروث الروائي لهم؛ لأنّ الاطلاع على هذه النصوص والتطرّق لها يحرج كلّ مَنْ يتعرّض لها؛ لأن للتعرض لها استحقاقه، وهو المطالبة من قِبَل المستمع لهذه الأحاديث بتفسيرٍ مقنع ومنطقيّ لكلام النبيّ|؛ كي يخرج به عن دائرة الإهمال أو الإغلاق، الأمر الذي تعجز عنه مدرسة الخلافة بشكلٍ واضح، كما ستقف على محاولاتهم في تفسير هذه الأحاديث.

وأمّا مدرسة الإمامة فهي تمتلك منذ البدء الأساس النظري الذي ينسجم مع هذا الموروث الروائي لنصوص الاثني عشر، بل هذه النصوص هي من جملة التأسيسات النظرية المهمّة لنظرية الإمامة. ولذا نجد هذا الاهتمام الكبير لأئمّة أهل البيت بنشر هذه الفكرة بين أتباعهم وتثقيفهم عليها.
كما نجد أيضاً هذا التفاعل الدائم من قبل أتباعهم مع فكرة الاثني عشر، ومتابعتهم لها، بالسؤال عنها منذ عصر الرسالة الأوّل وحتّى عصر الإمامة وزمان الحضور.

فقد رُويت أحاديث الاثني عشر عن كلٍّ من: الإمام عليّ، الصدّيقة الطاهرة، الإمام الحسن، الإمام الحسين، الإمام السجاد، الإمام الباقر، الإمام الصادق، الإمام الكاظم، الإمام الرضا، الإمام العسكري.
وهذا يعني استمرار التركيز على هذه الفكرة طوال إمامة أهل البيت على مدى 250 عاماً، ولا سيَّما في عصر الإمام الصادق، حيث ظهرت بعض الفرق الشيعية غير الاثني عشرية، كالزيدية والفطحية والإسماعيلية، ثم بعد ذلك الواقفية وغيرها، ممّا كان يتطلَّب من الأئمة جهداً مضاعفاً لحفظ هذه الفكرة النبويّة من عمليات التشويه والبتر، حيث تقف بعض هذه المذاهب على بعض الأئمّة، كالإسماعيلية والواقفية..... الخ

ولكنّ هذا لا يعني أن لا يكون هناك من أصحاب الأئمة عليهم السلام مَنْ لا يعرف اسم بعضهم، أو كان يطلب ذكر أسمائهم، إما للتعلُّم أو للتأكُّد والضبط، ولكن هذا لا يعني الجهل بأصل العدد والفكرة. قال الشيخ الصدوق «إنا لم ندَّعِ أن جميع الشيعة عرف في ذلك العصر الأئمة الاثني عشر بأسمائهم، وإنما قلنا: إن رسول الله أخبر أن الأئمة بعده اثنا عشر، الذين هم خلفاؤه، وأن علماء الشيعة قد روَوْا هذا الحديث بأسمائهم، ولا ينكر أن يكون فيهم واحدٌ أو اثنان أو أكثر لم يسمعوا بالحديث»

www.tgoop.com/Alamamalhadey

BY مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية


Share with your friend now:
tgoop.com/Alamamalhadey/3242

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? In handing down the sentence yesterday, deputy judge Peter Hui Shiu-keung of the district court said that even if Ng did not post the messages, he cannot shirk responsibility as the owner and administrator of such a big group for allowing these messages that incite illegal behaviors to exist. SUCK Channel Telegram The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot. Hashtags are a fast way to find the correct information on social media. To put your content out there, be sure to add hashtags to each post. We have two intelligent tips to give you:
from us


Telegram مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية
FROM American