مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية

المنطق الإسلامي(69)

العنوان: ما هو العقل في القرآن ؟ وما دلالات الآيات الواردة فيه؟

- ذُكرت مشتقات كلمة العقل في القرآن الكريم ٤٩ مرة.

- تُقسم هذه الآيات على خمس طوائف:

- الطائفة الأولى: في ٢٤ موضع بصيغة الجمع المخاطب، مثل قوله تعالى:(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ).

- الطائفة الثانية: في ٢٢ موضع بصيغة الماضي الجمع، مثل قوله تعالى: (إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ).

- الطائفة الثالثة: مرة واحدة بصيغة جمع الغائب الماضي في قوله تعالى:(أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ).

- الطائفة الرابعة: مرة واحدة بصيغة جمع المتكلم، في قوله تعالى: (وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ).

- الطائفة الخامسة: مرة واحدة بصيغة المضارع، في قوله تعالى:(وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ).

دلالات الآيات:

١- إن العقل في منطق القرآن أمر بديهي ومُسلّم به، والمطلوب منا فقط إستخدامه .

٢- لم تشترط آية من الآيات أن نتعقل في جانب دون جانب، بل ولا استثنت أمراً مما يعني أن التعقل هو الطريق الموصل للحقائق.

٣- لم تذكر آية من الآيات أن العقل مصدر الخطأ والانحراف الذي يصيب الفكر الإنساني.

٤- من خلال قوله تعالى: (كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ) يعني أن هناك عقل وهناك معقول وهما ليسا شيئاً واحدا .

٥- لم نجد ذكراً للعقل النظري في القرآن، والكلام منصب على الجانب العملي والسلوكي.

٦- يتضح من الآيات أن العقل غير النفس، وكذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وآله: (العقل عقال من الجهل والنفس مثل أخبث الدواب) يدل على التباين والتغاير الواضح بين العقل والنفس، والنفس هي المسؤولة عن الخطأ والإنحراف عند الإنسان.

٧- العقل عطاء إلهي، وليس صفحة بيضاء تكتب فيها الحواس ما تشاء كما ادعى الفلاسفة التجريبيين، بل عطاء أقام الله به الحجة على الخلق بحيث انه لا يُقدِم أحد منهم على فعل شيء أو تركه إلا وهو يعلم حسنه وقبحه حتى لو غالطت نفسه لكن يبقى(بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ * وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ).

● الخلاصة:

-  إن النظام المعرفي للقرآن فيما يخص السلوك والعمل يقوم على تحديدات العقل لما هو فجور وتقوى، وهو أمر متاح لجميع البشر وليس مقتصراً على الفلاسفة والمناطقة.

- العتاب الموجود في القرآن الكريم في أمثال قوله تعالى: (أُفّٖ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ)، لا يمكن أن يكون موجهاً لمن لا يعرفون صناعة البرهان الارسطي وترتيب المقدمات وبيان الأشكال المنطقية، ولو كان الأمر كذلك لكانت الحجة محصورة بين الله وبين الفلاسفة والمختصين فقط!!

http://www.tgoop.com/Alamamalhadey

www.tgoop.com/Alamamalhadey/5418

1.3K viewsedited  Nov 9, 2023 at 20:11

المنطق الإسلامي(69)

العنوان: ما هو العقل في القرآن ؟ وما دلالات الآيات الواردة فيه؟

- ذُكرت مشتقات كلمة العقل في القرآن الكريم ٤٩ مرة.

- تُقسم هذه الآيات على خمس طوائف:

- الطائفة الأولى: في ٢٤ موضع بصيغة الجمع المخاطب، مثل قوله تعالى:(كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ).

- الطائفة الثانية: في ٢٢ موضع بصيغة الماضي الجمع، مثل قوله تعالى: (إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ).

- الطائفة الثالثة: مرة واحدة بصيغة جمع الغائب الماضي في قوله تعالى:(أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ).

- الطائفة الرابعة: مرة واحدة بصيغة جمع المتكلم، في قوله تعالى: (وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ).

- الطائفة الخامسة: مرة واحدة بصيغة المضارع، في قوله تعالى:(وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ).

دلالات الآيات:

١- إن العقل في منطق القرآن أمر بديهي ومُسلّم به، والمطلوب منا فقط إستخدامه .

٢- لم تشترط آية من الآيات أن نتعقل في جانب دون جانب، بل ولا استثنت أمراً مما يعني أن التعقل هو الطريق الموصل للحقائق.

٣- لم تذكر آية من الآيات أن العقل مصدر الخطأ والانحراف الذي يصيب الفكر الإنساني.

٤- من خلال قوله تعالى: (كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ) يعني أن هناك عقل وهناك معقول وهما ليسا شيئاً واحدا .

٥- لم نجد ذكراً للعقل النظري في القرآن، والكلام منصب على الجانب العملي والسلوكي.

٦- يتضح من الآيات أن العقل غير النفس، وكذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وآله: (العقل عقال من الجهل والنفس مثل أخبث الدواب) يدل على التباين والتغاير الواضح بين العقل والنفس، والنفس هي المسؤولة عن الخطأ والإنحراف عند الإنسان.

٧- العقل عطاء إلهي، وليس صفحة بيضاء تكتب فيها الحواس ما تشاء كما ادعى الفلاسفة التجريبيين، بل عطاء أقام الله به الحجة على الخلق بحيث انه لا يُقدِم أحد منهم على فعل شيء أو تركه إلا وهو يعلم حسنه وقبحه حتى لو غالطت نفسه لكن يبقى(بَلِ ٱلۡإِنسَٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٞ * وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُۥ).

● الخلاصة:

-  إن النظام المعرفي للقرآن فيما يخص السلوك والعمل يقوم على تحديدات العقل لما هو فجور وتقوى، وهو أمر متاح لجميع البشر وليس مقتصراً على الفلاسفة والمناطقة.

- العتاب الموجود في القرآن الكريم في أمثال قوله تعالى: (أُفّٖ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ)، لا يمكن أن يكون موجهاً لمن لا يعرفون صناعة البرهان الارسطي وترتيب المقدمات وبيان الأشكال المنطقية، ولو كان الأمر كذلك لكانت الحجة محصورة بين الله وبين الفلاسفة والمختصين فقط!!

http://www.tgoop.com/Alamamalhadey

BY مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية