tgoop.com/Alamamalhadey/6236
Last Update:
🔸 فقه الصلاة 2
🔸الصلاة وحقائق الإيمان
*قال الله تعالى: (انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) .
* ان الايمان هو الذي يتجلى في القلب وجلا، وفي العقل يقينا، وفي العمل توكلا، وفي السلوك صلاة، وفي الاقتصاد انفاقا، واذا تأملنا هذه الصفات في فاتحة سورة الانفال، لوجدناها توصل بين الايمان، وبين حقائقه التي تتجلى في الواقع.
* هناك صفات رئيّسية للمؤمنين لو لم توجد في شخص فعليه أن يشك في إيمانه:
1_ (الوجل): أن تبلغ معرفته بالله حدا يخافه، كلما ذكر عنده لأنه يعرف عظمته وقدرته واحاطته به علماً وسمعاً وبصراً، فلماذا لا يخاف منه وقد استخدم القرآن الحكيم هنا كلمة الوجل ونسبها إلى القلب فقال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)
والوجل هو الاهتزاز والتأثر.
2_ (اليقين والزيادة): لأن قلوب المؤمنين تتأثر بذكر الله فإنها تستوعب الآيات، فإذا ذكروا بآيات الله يزدادون ايماناً، لأن استماعهم إلى الآيات يتم من دون حجاب الكفر والجحود، أو حجاب الفجور والفسوق.
بينما يزداد المنافق باستماع الآيات كفرا وجحودا لأنه يفسرها عكسيا، ويتحصن ضدها كلما تكررت عليه باعتباره معقد تجاهها، ومصمم سلفا على عدم قبولها.
(وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً).
3_(التوكل): وكلما زاد إيمان الفرد زاد اطمئنانه برحمة الله، وبحسن تدبيره، وبالتالي ازداد ثقة بربه (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) إن الشخص الجاهلي والمتخلف يخشى الطبيعة فلا يسخرها لنفسه، ويخشى الناس فلا يستخدم عقله بل يتبع أهواءهم، ويخشى العطب فلا ينشط، بينما المؤمن العارف يخشى الله تعالى، ويتحدى الطبيعة، ويخاف الله فيتبع عقله وهداه، ولا يستسلم لأهواء الناس، ويعرف مواهب الله له، الآن ومستقبلًا، فلا يخشى العطب والتعب فيمتلىء
حيوية واندفاعاً، وهذا بعض معاني التوكل على الله التي تدل أيضاً على ثقة الشخص بما وهب الله له من طاقات.
👆تلك كانت الصفات النفسية للمؤمنين والتي تنعكس على السلوك العيني في صورة الصلاة التي تعبر عن الوجل من الله .. رجاءُ وخشية
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
*وهكذا تستكمل حقائق الايمان بالصلاة.
قال رسول الله-ص-:
(من اسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاته، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وادى النصيحة لاهل بيت نبيه، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة مفتحة له).
والصلاة، هي الصلة بين قلب العبد ونور الله، وهي معراج المؤمن إلى عرش الله.
* روي انه قال امير المؤمنين-ع-:
(لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله، ما سره ان يرفع رأسه من السجود) .
*ولذلك فإن الصلاة أول ما ينظر من عمل العبد، فقد روي عن علي-ع- قال:
(قال رسول الله -ص-: (ان عمود الدين الصلاة، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم، فإن صحت نظر في عمله، وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله)).
* وهي اطار ذكر الله الذي هو اكبر، ولغة الخطاب المباشر بينه وبين الله، وهي- بكلمة- عمود الدين، ومحور احكامه، ولحظة الشهادة بالحق، وشعار القيام بالقسط.
عن ابي جعفر- ع- قال:
(الصلاة عمود الدين، ومثلها كمثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود ثبتت الاوتاد والاطناب، واذا مال العمود وأنكسر لم يثبت وتد ولا طنب).
- مدرسة الامام الهادي(ع) الرسالية الالكترونية مستمرة معكم على الرابط :
www.tgoop.com/Alamamalhadey
مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية الالكترونية :
https://www.tgoop.com/AlamamalhadeIHPS
BY مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية
Share with your friend now:
tgoop.com/Alamamalhadey/6236