tgoop.com/Alamamalhadey/6740
Last Update:
الثقافة الإسلامية- #قسم_الثقافة_الرسالية.
- خلاصة الدرس السادس والستون بعنوان:
#عبادة_الذوات_مراحلها_وألوانها. (٢)
قال تعالى: ﴿إِن هِيَ إِلّا أَسماءٌ سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّهُ بِها مِن سُلطانٍ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهوَى الأَنفُسُ وَلَقَد جاءَهُم مِن رَبِّهِمُ الهُدى﴾ [النجم: ٢٣]
📌 القرابة المفقودة بين الله والإنسان
- حالة التجسيد في الإنسان، والتي تنشأ من الجمود على الأجسام المشهودة، كان خلفية للأفكار (الغنوصية) في التاريخ البشري، سواء في المسلمين، أو في أتباع الديانات والفلسفات السابقة عليه.
- إن (الغنوص) هو النظرية التي تزعم وجود نوع من القرابة بين الله وبين بعض عباده.
- فاليهود اتبعوا هذه النظرية في النبي (عزير)، والنصارى في (المسيح بن مريم )، قال تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُ اللَّهَ وَ قَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهُ .. ).
- ومن قبل اليهود والنصارى، قالت الفلسفات الإغريقية والفارسية والهندية بهذه الفكرة الغنوصية، وإنما تسربت الفكرة منها إلى اليهود.
- ولم يكتف اليهود والنصارى، بأن جعلوا عزيراً ابن الله، إنما جعلوا أنفسهم أيضاً (أبناء الله) وقالوا: نحن أبناء الله وسائر الناس أبناء البغال والحمير، قال تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهُ وَأَحِبَّاؤُهُ ...).
- وكما رأينا في التاريخ أن فكرة (الغنوص) انتهت في اليهود إلى التحليل من المسئولية، وفي أنصار ابن الخطاب إلى الميوعة والفساد، أفلا يمكن أن نعتقد أن التحلل من المسئولية هو الهدف وراء نشوء هذه الفكرة ؟
- إن هذه الفكرة محقت صلة الإنسان بعمله، فعزير، والمسيح، ومحمد (ص) لم يرتفع أحدهم إلى النبوة بعمله، إنما بقرابته مع الله، الحلول روح الله فيه، التحوّله الصاعد من البشرية إلى الإلوهية !!
وكذلك أتباعهم لا يُشترط أن يرتفعوا بالعمل، إنما بمجرد الارتباط الروحي يتم الارتفاع، هكذا يسقط العمل عن الحساب وهكذا تسقط المسئولية !
والأمة الإسلامية انتهت ومنذ عصور مضت، إلى هذا الواقع التجسيدي السيء، حيث تجدها تقدس الرسول وأوصياءه تقديسا غنوصيا، بسبب تقديس المشركين لأوليائهم، واليهود والنصارى العزير والمسيح.
ولكن هل انتهى التقديس إلى هذا الحد؟
- كلا.. بل نزل التقديس في الأولاد وراثة، وزعموا أن أبناء الرسول مكرمون إلى يوم القيامة، حتى ولو خالفوا الله ، واتبعوا شهوات السلاطين.
عجباً، الرسول لا ينجيه إلا عمله، بينما أبناؤه يدخلون الجنة حبوة ؟
إن الله سبحانه هزء من كفار قريش، حينما زعموا أنهم أولى بإبراهيم إذ أنهم أبناؤه وقومه ومحبوه، وقال لهم تعالى: ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهُذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ).
- ولكن الأمة عادت تتمسك بذات القيم الزائفة التي جاءت الرسالة نفياً لها، وإنقاذاً للإنسان من ويلاتها.
- فإذا بنا نزعم انتماءنا للرسول وإلى الأوصياء، بمجرد حبنا لهم، وتعظيماً لأجسادهم.
- ولأننا اتخذنا القيم أجسادا لا معاني، وذواتا لا أعمال، والفظا لا مواقف حياتية، فإننا بدأنا نضخم الأجسام ونتمحور حولها، ترى
- المساجد تعمر على حساب عمارة القلوب، وتشاد البنايات الضخمة من أجل إحياء ذكرى الرسول وأوصيائه.
- إن عمارة المسجد لا تنفع شيئاً لو لم ترتبط بإيمان صاحبها، إذ الأجسام والهياكل، لا قيمة لها عند الله، إن صخور الجبال أضخم جسماً وأكبر هيكلاً، وإن الله يريد قلوباً، وأعمالاً ومواقف، وهو الذي يقول: ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ * أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمُسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ الله وَاللهُ لَا يَهْدِي ا الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
------------------------------------------
▪️️للتواصل مع استاذ مادة #الثقافة_الرسالية الشيخ جواد صالح على البوت التالي :
@Joad2020bot
- لمراجعة الدروس بشكل متسلسل الدخول على الرابط التالي:
https://www.tgoop.com/althakafaa
BY مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية
Share with your friend now:
tgoop.com/Alamamalhadey/6740