إياك أن تغتر بأعمالك.. إياك أن تأمن من مكر الشيطان.. إياك أن تضع سلاح الدعاء والافتقار إلى الله ما دمت في هذه الحياة التي لا أمان فيها..
تأمل هذا الحديث الصحيح، الذي أخاف قلوب الصالحين:
عَن عَبْدِ الله بن مسعود رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قَالَ: "وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٍ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا".
وَمن تَأَمَّلَ أَصْلَ خَلْقه مِن نُطْفَة وَتَنَقُّلَهُ فِي تِلْكَ الْأَطْوَار إِلَى أَنْ صَارَ إِنْسَانًا جَمِيل الصُّورَة، مُفَضَّلًا بِالْعَقْلِ وَالْفَهْم وَالنُّطْق: كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَشْكُر من أَنْشَأَهُ وَهَيَّأَهُ، وَيَعْبُدَهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ، وَيُطِيعَهُ وَلَا يَعْصِيَهُ.
والْأَقْدَار غَالِبَةٌ، وَالْعَاقِبَةَ غَائِبَةٌ , فَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَغْتَرَّ بِظَاهِرِ الْحَال، وَمِن ثَمَّ شُرِعَ الدُّعَاء بِالثَّبَاتِ عَلَى الدِّين وَبِحُسْنِ الْخَاتِمَة.
فتح الباري: 11 / 583 - 598
اللهم أحسن ختامنا، وثبتنا على دينك حتى نلقاك.
تأمل هذا الحديث الصحيح، الذي أخاف قلوب الصالحين:
عَن عَبْدِ الله بن مسعود رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، قَالَ: "وَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٍ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٍ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا".
وَمن تَأَمَّلَ أَصْلَ خَلْقه مِن نُطْفَة وَتَنَقُّلَهُ فِي تِلْكَ الْأَطْوَار إِلَى أَنْ صَارَ إِنْسَانًا جَمِيل الصُّورَة، مُفَضَّلًا بِالْعَقْلِ وَالْفَهْم وَالنُّطْق: كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَشْكُر من أَنْشَأَهُ وَهَيَّأَهُ، وَيَعْبُدَهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ، وَيُطِيعَهُ وَلَا يَعْصِيَهُ.
والْأَقْدَار غَالِبَةٌ، وَالْعَاقِبَةَ غَائِبَةٌ , فَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَغْتَرَّ بِظَاهِرِ الْحَال، وَمِن ثَمَّ شُرِعَ الدُّعَاء بِالثَّبَاتِ عَلَى الدِّين وَبِحُسْنِ الْخَاتِمَة.
فتح الباري: 11 / 583 - 598
اللهم أحسن ختامنا، وثبتنا على دينك حتى نلقاك.
((قصة واقعية فيها عظة وعبرة))
اتصل عليّ رجلٌ وقال: إن قريبًا لي يرقد في المستشفى بسبب عارض صحي ألَمّ به، ولاحظت خلال مرافقتي له أنه لا يصلي، وأنا خائف عليه أن يموت وهو على هذه الحالة المهلكة، وعمره كبير تجاوز السبعين.
فهالني الأمر، وبادرت إلى الذهاب إليه -لأبذل الأسباب التي قد توقظه من سباته وتنبّهه من غفلته- فلما وصلت إليه سلّمت عليه ودعوت له وجلست عنده، فلم أرَ عنده ترابًا ليتيمّم للصلاة وهو عاجز عن القيام للوضوء، ولم أرَ عنده مصحفًا ليقرأ منه في بعض أوقاته، فأشفقت عليه وتأسفت لحاله، فزرته مرارًا، وكلّما دخلت عليه وجدته قد فتح التلفاز ينظر إلى مسلسلاتٍ فيها النساء السافرات المتبرجات والأغاني المصحوبة بالموسيقى والآت اللهو، أو الأخبار التي لا طائل من ورائها - وهو في هذا الوضع الصحي الأليم والعمر المتقدم -، فأجدها فرصة مناسبة لتذكيره بما ينفعه، فكنت أتلطّف معه وأطلب منه أن يغلق التلفاز، ثم أحدّثه عن عظم شأن الصلاة ووجوبها، وعن أهمية التعلق بالله واللجوء إليه ودعائه، رجاءَ أن يدَّكِرَ ويعود إلى ربه ويُقْبل على طاعته سبحانه وتعالى؛ فينطق بالشهادة بإخلاص ويقين، ويصلّي الصلوات المفروضة، ويرطب لسانه بذكر الله وتلاوة كتابه، لكن لم أرَ منه استجابة ولا تفاعلًا – ولاحول ولا قوة إلا بالله-.
والصلاة هيّنة ميسَّرة لمن امتلأ قلبه باليقين بلقاء الله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فالصلاة لا يطيقها إلا من يوقن بالموت ولقاء الله، فمن غفل عن الموت ولقاء الله كانت ثقيلة عليه ولا يكاد يُطيقها.
وقد لاحظت أنه كلما جرى الحديث عن الله تعالى وعن أمور الدين يحوّل الحديث مباشرة إلى الحديث بأمور الدنيا، وفي آخر زيارة عدته فيها أخبرني أنّ الأطباء قد قرّروا أن يخرج من المستشفى، وقال لي: سأخرج وأذهب إلى بيتي وأرتاح هناك من عناء المكث في المستشفى، وسأُحضر خادمة وسائقًا -وكان ممن أغناه الله-، وسأفعل كذا وكذا...
وبعد ثلاثة أيام من زيارتي له وصلتني هذه الرسالة:
"سيُصلّى على فلان بن فلان"!!
فجعلت أقرأ اسمه مرارًا، واتصلت على أقاربه: أهو هو؟ قالوا: نعم، قلت: كيف مات؟
قالوا: خرج إلى بيْته، فما إنْ دخله حتى دخل عليه ملك الموت وقبض روحه، وأخذه إلى منزله الآخر دار الجزاء والحساب.
أُصبتُ – والله - بذهول وصدمة، وجلست أتذكر الذين ماتوا فجأة في بلدي، وإذا هم كُثُر، منهم من مات على فراشه، ومنهم من مات بين أصحابه، ومنهم من مات عند أهله، وكثير منهم في سن الشباب.
إنّ صورة وجهه لا تكاد تفارقني، أحقًّا لن أراه بعد اليوم في هذه الحياة؟
إنّ هذه الحياة الفانية الحقيرة لا أمان فيها لأحدٍ إلا ما شاء الله.
لقد مات هذا الإنسان فجأة بلا مقدِّمات.
مات وغادر الدنيا ولم يكن يتوقع ذلك بهذه السرعة وبهذه المفاجأة، لقد حال الموت بينه وبين أمانيه وطموحاته!
يا لهول الموت ما أفظعه، ويا لهول لحظات خروج الروح من الجسد ما أشدها {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد}.
ويالهول انتقالها إلى عالَم البرزخ المختلف اختلافًا كلياً عن عالمنا الدنيوي، ولن يكون الحديث هناك مع أمثالنا من البشر، بل مع جنس آخر لم نلتق بهم من قبل، إنهم الملائكة الذين وكَّلهم الله بذلك، فما هي أشكالهم وأحجامهم وأعدادهم؟؟
ويا لهول القبر وضمته، ومن سيكون جليسك فيه؟
ما هو النعيم الذي أُعدّ لأهل الصلاح والتقوى؟
وما هو العذاب الذي ينْتَظر تاركي الصلاة والغافلين اللاهين عن ربهم؟
فمتى نستعد للموت وما بعده؟ ومتى نُدرك أنّ الموت قد يأتينا بغتة؟
إنّا لنفرح بالأيّام نقطعها … وكلّ يوم مضى من عدّة الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا … فإنما الربح والخسران في العمل
إنَّ ما حدَث لهذا الإنسان فيه عِبَرٌ كثيرة للأحياء، منها:
أولا: أنّ مكثه مدة في المستشفى من إصابةٍ خطيرة وقعت عليه، فسِلم منها ولم تكن سببًا في موته، ولكنها كانت نذارة من الله تعالى لطفاً بعبده لعلّه يعود ويتوب، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53)أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ}، فلما خرج إلى داره – دار الأمان بالنسبة له – مات فيها ، فالموت لا يعرف مكانًا ولا زمانًا {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}.
اتصل عليّ رجلٌ وقال: إن قريبًا لي يرقد في المستشفى بسبب عارض صحي ألَمّ به، ولاحظت خلال مرافقتي له أنه لا يصلي، وأنا خائف عليه أن يموت وهو على هذه الحالة المهلكة، وعمره كبير تجاوز السبعين.
فهالني الأمر، وبادرت إلى الذهاب إليه -لأبذل الأسباب التي قد توقظه من سباته وتنبّهه من غفلته- فلما وصلت إليه سلّمت عليه ودعوت له وجلست عنده، فلم أرَ عنده ترابًا ليتيمّم للصلاة وهو عاجز عن القيام للوضوء، ولم أرَ عنده مصحفًا ليقرأ منه في بعض أوقاته، فأشفقت عليه وتأسفت لحاله، فزرته مرارًا، وكلّما دخلت عليه وجدته قد فتح التلفاز ينظر إلى مسلسلاتٍ فيها النساء السافرات المتبرجات والأغاني المصحوبة بالموسيقى والآت اللهو، أو الأخبار التي لا طائل من ورائها - وهو في هذا الوضع الصحي الأليم والعمر المتقدم -، فأجدها فرصة مناسبة لتذكيره بما ينفعه، فكنت أتلطّف معه وأطلب منه أن يغلق التلفاز، ثم أحدّثه عن عظم شأن الصلاة ووجوبها، وعن أهمية التعلق بالله واللجوء إليه ودعائه، رجاءَ أن يدَّكِرَ ويعود إلى ربه ويُقْبل على طاعته سبحانه وتعالى؛ فينطق بالشهادة بإخلاص ويقين، ويصلّي الصلوات المفروضة، ويرطب لسانه بذكر الله وتلاوة كتابه، لكن لم أرَ منه استجابة ولا تفاعلًا – ولاحول ولا قوة إلا بالله-.
والصلاة هيّنة ميسَّرة لمن امتلأ قلبه باليقين بلقاء الله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} فالصلاة لا يطيقها إلا من يوقن بالموت ولقاء الله، فمن غفل عن الموت ولقاء الله كانت ثقيلة عليه ولا يكاد يُطيقها.
وقد لاحظت أنه كلما جرى الحديث عن الله تعالى وعن أمور الدين يحوّل الحديث مباشرة إلى الحديث بأمور الدنيا، وفي آخر زيارة عدته فيها أخبرني أنّ الأطباء قد قرّروا أن يخرج من المستشفى، وقال لي: سأخرج وأذهب إلى بيتي وأرتاح هناك من عناء المكث في المستشفى، وسأُحضر خادمة وسائقًا -وكان ممن أغناه الله-، وسأفعل كذا وكذا...
وبعد ثلاثة أيام من زيارتي له وصلتني هذه الرسالة:
"سيُصلّى على فلان بن فلان"!!
فجعلت أقرأ اسمه مرارًا، واتصلت على أقاربه: أهو هو؟ قالوا: نعم، قلت: كيف مات؟
قالوا: خرج إلى بيْته، فما إنْ دخله حتى دخل عليه ملك الموت وقبض روحه، وأخذه إلى منزله الآخر دار الجزاء والحساب.
أُصبتُ – والله - بذهول وصدمة، وجلست أتذكر الذين ماتوا فجأة في بلدي، وإذا هم كُثُر، منهم من مات على فراشه، ومنهم من مات بين أصحابه، ومنهم من مات عند أهله، وكثير منهم في سن الشباب.
إنّ صورة وجهه لا تكاد تفارقني، أحقًّا لن أراه بعد اليوم في هذه الحياة؟
إنّ هذه الحياة الفانية الحقيرة لا أمان فيها لأحدٍ إلا ما شاء الله.
لقد مات هذا الإنسان فجأة بلا مقدِّمات.
مات وغادر الدنيا ولم يكن يتوقع ذلك بهذه السرعة وبهذه المفاجأة، لقد حال الموت بينه وبين أمانيه وطموحاته!
يا لهول الموت ما أفظعه، ويا لهول لحظات خروج الروح من الجسد ما أشدها {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد}.
ويالهول انتقالها إلى عالَم البرزخ المختلف اختلافًا كلياً عن عالمنا الدنيوي، ولن يكون الحديث هناك مع أمثالنا من البشر، بل مع جنس آخر لم نلتق بهم من قبل، إنهم الملائكة الذين وكَّلهم الله بذلك، فما هي أشكالهم وأحجامهم وأعدادهم؟؟
ويا لهول القبر وضمته، ومن سيكون جليسك فيه؟
ما هو النعيم الذي أُعدّ لأهل الصلاح والتقوى؟
وما هو العذاب الذي ينْتَظر تاركي الصلاة والغافلين اللاهين عن ربهم؟
فمتى نستعد للموت وما بعده؟ ومتى نُدرك أنّ الموت قد يأتينا بغتة؟
إنّا لنفرح بالأيّام نقطعها … وكلّ يوم مضى من عدّة الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا … فإنما الربح والخسران في العمل
إنَّ ما حدَث لهذا الإنسان فيه عِبَرٌ كثيرة للأحياء، منها:
أولا: أنّ مكثه مدة في المستشفى من إصابةٍ خطيرة وقعت عليه، فسِلم منها ولم تكن سببًا في موته، ولكنها كانت نذارة من الله تعالى لطفاً بعبده لعلّه يعود ويتوب، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53)أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ}، فلما خرج إلى داره – دار الأمان بالنسبة له – مات فيها ، فالموت لا يعرف مكانًا ولا زمانًا {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}.
ثانيًا: أنّ من شبّ على شيء عاش ومات عليه، فمن شبّ على الإيمان واليقين بلقاء الله تعالى وإقامة الصلاة عاش ومات على ذلك، ومن شبّ على الإعراض عن الله تعالى وحبّ الدنيا والانشغال بها وهجران الصلاة والقرآن عاش ومات على ذلك ولاحول ولا قوة إلا بالله .
ثالثًا: أنّ من أعرض عن الله وغفلَ عنه ختَم على قلبه فلم يقبل هدى الله، حتى يصل إلى حالةٍ لا يستطيع فيها سماع الحق ورؤيته، قالَ تَعَالَى {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السّمع وَمَا كَانُوا يبصرون} قال ابن القيم رحمه الله: "نفى عَنهُم استطاعة السّمع مَعَ صِحَة حواسهم وسلامتها، وَإِنَّمَا لفرْط بغضهم ونُفرتهم عَنهُ وَعَن كَلَامه صَارُوا بِمَنْزِلَة من لَا يَسْتَطِيع أن يسمعهُ وَلَا يرَاهُ".
رابعًا: أنّ الحياة قصيرة تافهة، فهذا الرجل قد ملأها بالترحال والسفر والمتع الزائفة، وجابَ أصقاع الأرض، ثم رجع إلى حفرةٍ وحيدًا، ولم يأخذ منها شيئًا، {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} وقال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، فما أشقى من جعل الدنيا همّه، واتخذ إلهه هواه، وغفل عن خالقه ومولاه.
خامسًا: أهمية المبادرة إلى نفع الناس وتبليغهم دين الله دون تأخر، فقد شعرت بالسعادة حينما بلَّغْته الدين ونصحته ووعظته قبل أن يموت، ولو أني تأخرت حتى مات لأنَّبَني ضميري، وكنت مقصرًا ومفرطًا، وقد يلازمني هذا الشعور طول حياتي.
اللهم أحسن ختامنا، وارحمنا عند انقضاء آجالنا، وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، إنك ربنا برّ رحيم رؤوف كريم غفور.
أحمد بن ناصر الطيار
الزلفي
9 / 3 / 1446
ثالثًا: أنّ من أعرض عن الله وغفلَ عنه ختَم على قلبه فلم يقبل هدى الله، حتى يصل إلى حالةٍ لا يستطيع فيها سماع الحق ورؤيته، قالَ تَعَالَى {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السّمع وَمَا كَانُوا يبصرون} قال ابن القيم رحمه الله: "نفى عَنهُم استطاعة السّمع مَعَ صِحَة حواسهم وسلامتها، وَإِنَّمَا لفرْط بغضهم ونُفرتهم عَنهُ وَعَن كَلَامه صَارُوا بِمَنْزِلَة من لَا يَسْتَطِيع أن يسمعهُ وَلَا يرَاهُ".
رابعًا: أنّ الحياة قصيرة تافهة، فهذا الرجل قد ملأها بالترحال والسفر والمتع الزائفة، وجابَ أصقاع الأرض، ثم رجع إلى حفرةٍ وحيدًا، ولم يأخذ منها شيئًا، {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} وقال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، فما أشقى من جعل الدنيا همّه، واتخذ إلهه هواه، وغفل عن خالقه ومولاه.
خامسًا: أهمية المبادرة إلى نفع الناس وتبليغهم دين الله دون تأخر، فقد شعرت بالسعادة حينما بلَّغْته الدين ونصحته ووعظته قبل أن يموت، ولو أني تأخرت حتى مات لأنَّبَني ضميري، وكنت مقصرًا ومفرطًا، وقد يلازمني هذا الشعور طول حياتي.
اللهم أحسن ختامنا، وارحمنا عند انقضاء آجالنا، وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، إنك ربنا برّ رحيم رؤوف كريم غفور.
أحمد بن ناصر الطيار
الزلفي
9 / 3 / 1446
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ١٠ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | (معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، والتحذير من بدعة المولد
https://youtu.be/yu9Vz1d2PWA
🗓 | ١٠ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | (معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، والتحذير من بدعة المولد
https://youtu.be/yu9Vz1d2PWA
YouTube
(معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، والتحذير من بدعة المولد للشيخ أحمد الطيار
سيرة هناء الماضي وهند الحماد رحمهما الله..
أنصح بقراءتها ونشرها..
كتبتها الهمامة، في قناتها المباركة..
https://www.tgoop.com/alhomamh7/1240
أنصح بقراءتها ونشرها..
كتبتها الهمامة، في قناتها المباركة..
https://www.tgoop.com/alhomamh7/1240
Telegram
قناة الهُمَامة
#سير_نساء_صالحات
هذه روابط النتاج المسموع والمقروء
أسأل الله أن ينفع بها ويجزي من نشرها خير الجزاء
قناة الخطب
مكتبة التلجرام ( تحتوي على جميع كتبي ومقالاتي )
المكتبة الرقمية ( كتبي مجموعة في ملف واحد بطريقة ميسرة ومرتبة )
قناة المقاطع القصيرة
أسأل الله أن ينفع بها ويجزي من نشرها خير الجزاء
قناة الخطب
مكتبة التلجرام ( تحتوي على جميع كتبي ومقالاتي )
المكتبة الرقمية ( كتبي مجموعة في ملف واحد بطريقة ميسرة ومرتبة )
قناة المقاطع القصيرة
Telegram
خطب أحمد بن ناصر الطيار
قناة خاصة تحت إشراف الشيخ أحمد الطيار يتم فيها جمع خطبه المكتوبة ونشرها
لمن أراد التواصل أو عنده ملاحظات أو اقتراحات فليراسلني على هذا المعرف @mh_ty5
لمن أراد التواصل أو عنده ملاحظات أو اقتراحات فليراسلني على هذا المعرف @mh_ty5
العلم والدعوة أحمد بن ناصر الطيار pinned «هذه روابط النتاج المسموع والمقروء أسأل الله أن ينفع بها ويجزي من نشرها خير الجزاء قناة الخطب مكتبة التلجرام ( تحتوي على جميع كتبي ومقالاتي ) المكتبة الرقمية ( كتبي مجموعة في ملف واحد بطريقة ميسرة ومرتبة ) قناة المقاطع القصيرة»
[استوقفتني هذه الآيات العظيمة]
قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
هذه الآيات قرأتها مرات ومرات، ولكن هذه المرة تختلف تمامًا عن كلّ مرة.
لقد ذكر الله لهذه الطائفة من بني إسرائيل ثلاث صفات استحقت بها هذا الثناء، ورتّب عليها أفضل الجزاء:
الصفة الأول: إيمانهم بالله وبما أنزل إليهم وما أنزل على المسلمين.
والإيمان هنا ناشئ عن يقين وعلم، وهو الذي يُثمر العمل والانقياد والتسليم المطلق لله ولكتُبه ورُسله.
فما أحوجنا أن نقوِّي إيماننا ويقيننا بالله تعالى، وذلك بكثرة تلاوة وتدبر القرآن، والنظر والتفكر في آيات الله في أنفسنا وفي الكون.
الصفة الثانية: خشوعهم لله، بمعنى افتقارهم وذلّهم وخضوعهم له، الموجب للانقياد لأوامره ونواهيه، والوقوف عند حدوده.
فليس في قلوبهم كبر وعُجب، لأنهما تُناقضان الخشوع.
فالمؤمن يجب عليه أن يتصف بصفة الخشوع لله؛ بأنْ يكون ذليلاً له, خاضعًا لأحكامه, مستجيبًا لأوامره, مسارعًا إلى مرضاته, ومن لم يفعل ذلك فليس من الخاشعين المخبتين لله.
والخشوع لله يحصل بكثرة دعائه بتضرع، وكثرة ذكره بالقلب واللسان والحال، ومعرفة صفات الله العظيمة، وتأمل ضعف الإنسان ومآله.
الصفة الثالثة: إخلاصهم لله وثباتهم على دينهم، فلا يقدمون الدنيا على الدين، ولا يجرّهم الطمع بالمال والمنصب والجاه إلى التخلي عن شيء – ولو كان يسيرا – من دينهم.
كم تجد من إنسان عنده علم بدين الله، وحرص على طاعة الله، لكنه حينما ابتلاه الله بزخف الدينا من منصب أو مال أو جاه لهث وراءها، وسعى في تحصيلها، ولو كان فيها ما لا يرضاه الله، فإنه سيبرر لنفسه، وسيختلق المعاذير التي جعلها حجة له في ارتكاب ما نهى الله، وترك ما أمر الله، ويوم القيامة سينكشف الغطاء، وسيعلم أن تلك التبريرات والمعاذير إنما كانت من كيد ومكر الشيطان التي اصطاده بها كما اصطاد آخرين.
ثم تأمل قوله: {ثَمَنًا قَلِيلا} فالثمن الذي حصَلوا عليه قليلٌ مهما كان في نظرهم كثيرًا، فلو ملكوا الملايين، أو ترَّقوا إلى منصبٍ رفيع، فكله قليل؛ لأنهم حتمًا سيرحلون ويتركون هذا المال وهذا المنصب، وسيواجهون جزاءهم، وسيحاسبون على ضلالهم، وكلّ شيء – مهما عظُم – فهو قليلٌ إذا كان مآلُه للفناء.
فهؤلاء {الذين لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا} ثابتون على دين الله مهما انتكس الناس، وتكالبت الفتن، وكثرت الشهوات، وقويت الحُجج والأعذار.
فهم يهربون من "المنصب" إذا كان فيه احتمالٌ ولو بنسبة واحد بالمئة أن يرتكبوا لأجله حرامًا أو يتركوا واجبًا، أو يُطلب منهم تنفيذ أمرٍ محرم شرعًا.
ويهربون من "المال" إذا كان حصوله عن طريق تعامل محرم ولو بنسبة واحد بالمئة.
وهذه الصفات يحبها الله محبة عظيمة، ويحب من اتصف بها، ويُبغض ويُعادي من تخلى عنها أو عن أحدها، وقد كرّر في القرآن ذكرها وأكّد عليها ووعد من اتّصف بها، وتوعّد من تخلى عنها أو عن أحدها.
ولذلك كان أجر من اتصف بها على الله، ولم يعين الأجر، وهذا يدل على أن جزاءهم عظيم لا حدّ ولا منتهى له.
وبعد أن أثنى على هؤلاء خاطب المؤمنين حاثًّا لهم على الصبر والثبات على دينهم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
فأمر المؤمنين بالصبر, وهو حال الصابر في نفسه, بحبسها عن شهواتها، والقيام بما أمر الله به.
وأمرهم – تعالى - بالمصابرة, وهي حال العبد في الصبر مع عَدُوِّه، بأن يُجاهد شياطين الجن بالاستعاذة منهم وبمخالفتهم، ويجاهد شياطين الإنس بنفسه، فإن لم يستطع فبلسانه وقلمه – وعبر مواقع التواصل -، فإن لم يستطع فبقلْبه.
وأمرهم – تعالى - بالمرابطة, وهي الثبات وإعْدَادُ العُدّةِ واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة.
وأمرهم – تعالى – بعد ذلك بالتقوى.
ومن قام بهذه أتمّ قيام فهو المجاهد في سبيل الله وإن لم يحمل سلاحًا يقاتل به الكفار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله». [صححه الترمذي وابن تيمية والألباني رحمهم الله]
ولا يليق بنا – ونحن أمّةُ أفضلِ أنبياء الله – ألا نتصف بهذه الصفات، فلذلك أمرنا ربنا أمْر تأكيد بأن نصبر ونصابر ونرابط ونتقيه لعلنا نفلح ونسعد.
فاصبر – أخي المسلم وأختي المسلمة – على طاعة الله، وصابر بجهاد أعداء الدين بما تستطيع، ورابط بالثبات وإعْدَاد العُدّةِ والإقامة على الصبر والمصابرة، واتق الله بطلبك وجه الله في كل شؤونك.
قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
هذه الآيات قرأتها مرات ومرات، ولكن هذه المرة تختلف تمامًا عن كلّ مرة.
لقد ذكر الله لهذه الطائفة من بني إسرائيل ثلاث صفات استحقت بها هذا الثناء، ورتّب عليها أفضل الجزاء:
الصفة الأول: إيمانهم بالله وبما أنزل إليهم وما أنزل على المسلمين.
والإيمان هنا ناشئ عن يقين وعلم، وهو الذي يُثمر العمل والانقياد والتسليم المطلق لله ولكتُبه ورُسله.
فما أحوجنا أن نقوِّي إيماننا ويقيننا بالله تعالى، وذلك بكثرة تلاوة وتدبر القرآن، والنظر والتفكر في آيات الله في أنفسنا وفي الكون.
الصفة الثانية: خشوعهم لله، بمعنى افتقارهم وذلّهم وخضوعهم له، الموجب للانقياد لأوامره ونواهيه، والوقوف عند حدوده.
فليس في قلوبهم كبر وعُجب، لأنهما تُناقضان الخشوع.
فالمؤمن يجب عليه أن يتصف بصفة الخشوع لله؛ بأنْ يكون ذليلاً له, خاضعًا لأحكامه, مستجيبًا لأوامره, مسارعًا إلى مرضاته, ومن لم يفعل ذلك فليس من الخاشعين المخبتين لله.
والخشوع لله يحصل بكثرة دعائه بتضرع، وكثرة ذكره بالقلب واللسان والحال، ومعرفة صفات الله العظيمة، وتأمل ضعف الإنسان ومآله.
الصفة الثالثة: إخلاصهم لله وثباتهم على دينهم، فلا يقدمون الدنيا على الدين، ولا يجرّهم الطمع بالمال والمنصب والجاه إلى التخلي عن شيء – ولو كان يسيرا – من دينهم.
كم تجد من إنسان عنده علم بدين الله، وحرص على طاعة الله، لكنه حينما ابتلاه الله بزخف الدينا من منصب أو مال أو جاه لهث وراءها، وسعى في تحصيلها، ولو كان فيها ما لا يرضاه الله، فإنه سيبرر لنفسه، وسيختلق المعاذير التي جعلها حجة له في ارتكاب ما نهى الله، وترك ما أمر الله، ويوم القيامة سينكشف الغطاء، وسيعلم أن تلك التبريرات والمعاذير إنما كانت من كيد ومكر الشيطان التي اصطاده بها كما اصطاد آخرين.
ثم تأمل قوله: {ثَمَنًا قَلِيلا} فالثمن الذي حصَلوا عليه قليلٌ مهما كان في نظرهم كثيرًا، فلو ملكوا الملايين، أو ترَّقوا إلى منصبٍ رفيع، فكله قليل؛ لأنهم حتمًا سيرحلون ويتركون هذا المال وهذا المنصب، وسيواجهون جزاءهم، وسيحاسبون على ضلالهم، وكلّ شيء – مهما عظُم – فهو قليلٌ إذا كان مآلُه للفناء.
فهؤلاء {الذين لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا} ثابتون على دين الله مهما انتكس الناس، وتكالبت الفتن، وكثرت الشهوات، وقويت الحُجج والأعذار.
فهم يهربون من "المنصب" إذا كان فيه احتمالٌ ولو بنسبة واحد بالمئة أن يرتكبوا لأجله حرامًا أو يتركوا واجبًا، أو يُطلب منهم تنفيذ أمرٍ محرم شرعًا.
ويهربون من "المال" إذا كان حصوله عن طريق تعامل محرم ولو بنسبة واحد بالمئة.
وهذه الصفات يحبها الله محبة عظيمة، ويحب من اتصف بها، ويُبغض ويُعادي من تخلى عنها أو عن أحدها، وقد كرّر في القرآن ذكرها وأكّد عليها ووعد من اتّصف بها، وتوعّد من تخلى عنها أو عن أحدها.
ولذلك كان أجر من اتصف بها على الله، ولم يعين الأجر، وهذا يدل على أن جزاءهم عظيم لا حدّ ولا منتهى له.
وبعد أن أثنى على هؤلاء خاطب المؤمنين حاثًّا لهم على الصبر والثبات على دينهم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
فأمر المؤمنين بالصبر, وهو حال الصابر في نفسه, بحبسها عن شهواتها، والقيام بما أمر الله به.
وأمرهم – تعالى - بالمصابرة, وهي حال العبد في الصبر مع عَدُوِّه، بأن يُجاهد شياطين الجن بالاستعاذة منهم وبمخالفتهم، ويجاهد شياطين الإنس بنفسه، فإن لم يستطع فبلسانه وقلمه – وعبر مواقع التواصل -، فإن لم يستطع فبقلْبه.
وأمرهم – تعالى - بالمرابطة, وهي الثبات وإعْدَادُ العُدّةِ واللزوم والإقامة على الصبر والمصابرة.
وأمرهم – تعالى – بعد ذلك بالتقوى.
ومن قام بهذه أتمّ قيام فهو المجاهد في سبيل الله وإن لم يحمل سلاحًا يقاتل به الكفار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله». [صححه الترمذي وابن تيمية والألباني رحمهم الله]
ولا يليق بنا – ونحن أمّةُ أفضلِ أنبياء الله – ألا نتصف بهذه الصفات، فلذلك أمرنا ربنا أمْر تأكيد بأن نصبر ونصابر ونرابط ونتقيه لعلنا نفلح ونسعد.
فاصبر – أخي المسلم وأختي المسلمة – على طاعة الله، وصابر بجهاد أعداء الدين بما تستطيع، ورابط بالثبات وإعْدَاد العُدّةِ والإقامة على الصبر والمصابرة، واتق الله بطلبك وجه الله في كل شؤونك.
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ١٧ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | بالأمن والإيمان نعيش بسلام
https://youtu.be/ap4WD1lf_EY?si=4D0n_esrR9_q4L1M
🗓 | ١٧ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | بالأمن والإيمان نعيش بسلام
https://youtu.be/ap4WD1lf_EY?si=4D0n_esrR9_q4L1M
YouTube
بالأمن والإيمان نعيش بسلام للشيخ أحمد الطيار حفظه الله
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ٢٤ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | الحياه الزوجية السعيدة
https://youtu.be/esi35Hckc2U
🗓 | ٢٤ / ٣ / ١٤٤٦ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | الحياه الزوجية السعيدة
https://youtu.be/esi35Hckc2U
YouTube
الحياة الزوجية السعيدة للشيخ أحمد الطيار
الفرح بهلاك حسن نصر الشيطان وأعوانه:
إنّ المسلم ليفرح حينما يُسلّط الله ظالمًا على ظالم، وفرحُه ليس موالاةً وحبًّا للظالم المتسلّط، بل هو فرحٌ بهلاك الظالم الذي سَلّط الله عليه ظالمًا آخر، والمؤمن يفرح بهلاك الظالمين.
ونُشهد الله أنّ حزب الشيطان الرافضي من أعظم الأحزاب الضالة إجرامًا وطغيانًا وظلمًا، ورئيسهم حسن نصر الشيطان من أعظم الظلمة المجرمين، الذين قتلوا أهلنا في لبنان وسوريا، وزعْزعوا أمْن بعض الدول الإسلامية، وأمدّوا الحوثيّين بالرجال والسلاح، لكي يزعْزعوا أمْن بلَدِنا، ويقْتلوا رجال أمْننا.
إنّ لهذا الحزب وغيره من الأحزاب الضالة ولاءات خارجية حاقدة، وهدفُها السعي إلى تحقيق مصالحها، ولو على حساب دمَار بلدانهم.
ولقد دمّر حزب الشطيان سوريا، وهجّر الملايين منهم، وقتل مئات الآلاف، وهو الذي تسبّب في دمار لبنان واليمن ودول أخرى.
إننا لن ننسى إجرامه وبطْشه وتفنّنه في قتل المسلمين من الأطفال والشيوخ والأرامل..
ولقد كنت حينها أشاهد بعض ما فعَله بأهلنا، وكان قلبي يكاد يتفطّر، ولم أشاهد عُشْر معشار ما يُنشر، وما لم يُوثّق أضعاف أضعاف ذلك.
وما الفرق بين احتلال اليهود لفلسطين, وبين احتلال حزب الشيطان لمدنٍ بأكْملها في سوريا واليمن ولبنان، وتهجيرِ أهلها، وقتلِ وسجنِ وتعذيبِ ما لا يحصيه إلا الله؟
ولقد صدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال عنهم: "انزووا إلى عليّ رضي الله عنه، لا حبًّا فيه ولا في أهل البيت، لكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين، فهم منشأ كل فتنة ولهذا تجدهم ينتصرون لأعداء الإسلام, ودع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كلّ عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقْرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنًا وشرًّا، وأنهم لا يقعدون عمّا يُمْكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمة".. إلخ
ثم العجب ممن يغيظه فرحُ المسلمين بهلاك هذا المجرم وأعوانه وحزبه!
ولقد قلت قصيدين في هذا المجرم وحزبه في بداية إرسال زبانيته لسوريا لقتل المسلمين:
إنّ المسلم ليفرح حينما يُسلّط الله ظالمًا على ظالم، وفرحُه ليس موالاةً وحبًّا للظالم المتسلّط، بل هو فرحٌ بهلاك الظالم الذي سَلّط الله عليه ظالمًا آخر، والمؤمن يفرح بهلاك الظالمين.
ونُشهد الله أنّ حزب الشيطان الرافضي من أعظم الأحزاب الضالة إجرامًا وطغيانًا وظلمًا، ورئيسهم حسن نصر الشيطان من أعظم الظلمة المجرمين، الذين قتلوا أهلنا في لبنان وسوريا، وزعْزعوا أمْن بعض الدول الإسلامية، وأمدّوا الحوثيّين بالرجال والسلاح، لكي يزعْزعوا أمْن بلَدِنا، ويقْتلوا رجال أمْننا.
إنّ لهذا الحزب وغيره من الأحزاب الضالة ولاءات خارجية حاقدة، وهدفُها السعي إلى تحقيق مصالحها، ولو على حساب دمَار بلدانهم.
ولقد دمّر حزب الشطيان سوريا، وهجّر الملايين منهم، وقتل مئات الآلاف، وهو الذي تسبّب في دمار لبنان واليمن ودول أخرى.
إننا لن ننسى إجرامه وبطْشه وتفنّنه في قتل المسلمين من الأطفال والشيوخ والأرامل..
ولقد كنت حينها أشاهد بعض ما فعَله بأهلنا، وكان قلبي يكاد يتفطّر، ولم أشاهد عُشْر معشار ما يُنشر، وما لم يُوثّق أضعاف أضعاف ذلك.
وما الفرق بين احتلال اليهود لفلسطين, وبين احتلال حزب الشيطان لمدنٍ بأكْملها في سوريا واليمن ولبنان، وتهجيرِ أهلها، وقتلِ وسجنِ وتعذيبِ ما لا يحصيه إلا الله؟
ولقد صدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال عنهم: "انزووا إلى عليّ رضي الله عنه، لا حبًّا فيه ولا في أهل البيت، لكن ليقيموا سوق الفتنة بين المسلمين، فهم منشأ كل فتنة ولهذا تجدهم ينتصرون لأعداء الإسلام, ودع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كلّ عاقل فيما يحدث في زمانه، وما يقْرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنًا وشرًّا، وأنهم لا يقعدون عمّا يُمْكنهم من الفتن والشر وإيقاع الفساد بين الأمة".. إلخ
ثم العجب ممن يغيظه فرحُ المسلمين بهلاك هذا المجرم وأعوانه وحزبه!
ولقد قلت قصيدين في هذا المجرم وحزبه في بداية إرسال زبانيته لسوريا لقتل المسلمين: