Telegram Web
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ٢٣ / ١١ / ١٤٤٥ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | مقامُ الخوف من الله, وقصةٌ لطيفة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
https://youtu.be/zC01bFXiUXw
‏[آفة العلم الكِبْر]
أساس أمراض القلوب الكبر، ومتى حلّ في قلْب أفْسده، وسرَى فسادُه إلى الجوارح، وخاصة اللسان، فيكون بذيئًا طعّانًا مغتابًا، يحتقر صاحبُه من يُبغضه أو يُخالفه.
فلا يلتمس للمجتهد عذرًا..
ولا يعرف للكبير قدرًا..
فكلّ من يُخالفه تحْت سطْوته..
وجميعُ مَن رفعَه الله – ولم يدْخل تحْت لوائِه – محجوبٌ من رحمته.
ومن لا يَرحم لا يُرحم..
ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر..
ولا غَرْو أنْ نزع الله منه بركة العلم, قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}..
فلا يُنْعِم الله عليه بلذّة العبادة..
ولا يُقِرّ عينه بحلاوة الطاعة..
ولا يهَبُه الله دقّة الاسْتنباط، وحدّة الفَهم، ونور الحكمة، والبرَكة والقبول، ولو كان كثير العلم والمطالعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كثيرٌ من المنْتسبين إلى العلم يُبتلى بالكِبْر, كما يُبتلى كثيرٌ من أهل العُبَّادة بالشرك، ولهذا فإن آفة العلم الكِبْر، وآفة العبادة الرياء، وهؤلاء يُحْرَمون حقيقة العلم، كما قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146].
قال أبو قِلابة: منع قلوبَهم فهمَ القرآن. ا.هـ
تأمل قوله: "كثيرٌ من المنْتسبين إلى العلم يُبتلى بالكِبْر" فالذي يُبتلى بمرض الكبر ممن ينتسب إلى العلم تعلّمًا وتعليمًا كثير، فإياك أن تكون منهم..
تفقّد قلبك..
فتش عن خفايا نفسك..
اعرض نفسك على أهل الورع والعلم والصلاح الأخفياء الأتقياء.
ومتى صدقت مع الله وصَلْت..
ومتى أخْلصت لله هُديت..
اللهم طهر قلوبنا من الكبر، واجعلنا هداة مهتدين.
‏ألّف الإخنائيّ رسالة ردّ فيها على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في نهيه عن شدّ الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فتهجم عليه وغلَط في حقّه, وافترى عليه ما لم يقله, ووصفه بالضلال.
ومما قاله في ردّه: "لقد ضلّ صاحب هذه المقالة وأضلّ، وركب طريق الجهالة واستقل، وحاد في دعواه عن الحق وما جاد، وجاهر بعداوة الأنبياء وأظهر لهم العناد، فحرّم السفر لزيارة قبره وسائر القبور، وخالف في ذلك الخبر الصحيح المأثور، وهو ما ورد عنه صلى الله عليه وسلّم في الصحيح أنه قال: "زوروا القبور".. وقال: وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلّم استأذن ربه في زيارة قبر أمّه فأذن له، وأجيب في ذلك لما سأله, فعلام يحمل هذا القائل زيارته لقبر أمه ومشيه الذي منه صدر؟ فإن حمله على التحريم فقد ضلّ وكفر، وإن حمله على الجواز والنَّدْب فقد لزمتْه الحجة والتقم الحجر".
فكان جواب شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "نحن نعدل فيه ونقصد قول الحق والعدل فيه، كما أمر الله تعالى؛ فإنه أمر بالقسط على أعدائنا الكفار، فقال سبحانه وتعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى}, فكيف بإخواننا المسلمين، والمسلمون إخوة، والله يغفر له ويسدّده ويوفقه وسائر إخواننا المسلمين".
فانظر إلى إنصافه وعدله بل ودعائه لمن جاهره بالعداوة, وخالفه في العقيدة, فكيف يسوغ لمسلم أن يعادي أخاه في العقيدة, ويُبغضه ويسبّه! ويبدأه بالخصام والعداء، فبأي حجة يلقى الله يوم القيامة في عداء وبغض مسلم لم يهجره ولم يسبّه ولم يعتد عليه!
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ١ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | الأعمال الفاضلة في عشر ذي الحجة، وأهميّة تقيّد الحاج بسبل الوقاية
https://youtu.be/wHH0ajDpE_8
‏[وقفة مع أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه]
في أوْج المحنة التي حلّت بالنبي صلى الله عليه وسلم من قِبَل كفار قريش، أقبل صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه في بيته وقت الظهيرة، وهي ساعة كان لا يأتي فيها، فقال له: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: الصحبةَ يا رسول الله بأبِي أنت وأمّي، قال: نعم، قالت عائشة رضي الله عنها– فيما روي عنها -: "فو الله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أنّ أحدا ‌يبكي ‌من ‌الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ".
تأمل حرصه على صحبة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الرخاء والشدة، والحضر والسفر، وفرحه وسروره بهذه الصحبة، مع ما فيها من مُكابدة الأتعاب، ومُلاقاة الصّعاب، ومفارقة الأهل والأحباب.
وتأمل حرصه الشديد على لزوم هديه وسنّته – صلوات ربي وسلامه عليه - بلا تردد ولا تأخر؛ وما ذاك إلا لكمال تصديقه به، وحبّه له، ويقينه بأنه رسولٌ من الله، لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يُوحى، وبهذا نال وسام لقب "الصّدّيق" وحاز على شرف الحبيب الأول للنبي صلى الله عليه وسلم، وفاز بالأفضليّة المطلقة على كلّ البشر سوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
فإذا أردت أن تتبوّأ منازل الصّدّيقين، وتكون من أحبّ الناس لرب العالمين، ولرسوله الأمين: فاملأ قلبك بالإيمان بالله، واليقين به، والمحبة له، والتصديق به، واملأه كذلك بالإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، واليقين به، والمحبة له، والتصديق به، والْزم كتابَ الله قراءةً وفهمًا وعملاً وتعليمًا، وتمسّك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واعمل بها، وادْع الناس إليها.
‏[يا عمّ هل تعرف أبا جهل؟]
قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ رضي الله عنه: بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار، حديثةٍ أسنانهما، تمنيّت أن أكون بين أضلع – أي: أقوى - منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عمّ هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبرت أنه يسبّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت ‌الأعجل ‌منّا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنْشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابْتدراه بسيفهما فضرباه حتى قتلاه. متفق عليه.
كم أثّر عليّ موقف هذين الصحابيّين الشابّين رضي الله عنهما..
لقد امتلأ قلباهما محبةً وتعظيمًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وبغضًا وكرهًا وحنقًا على من سبّه, حتى بادرا إلى قتله دون تردد أو تأخر, ولو أدى ذلك إلى موتهما، فعرض النبيّ صلى الله عليه وسلم أعزّ في نفسيهما وأغلا من أرواحهما ودمائهما، فكيف بمن آذاه في بدنه وهمّ بقتله؟
وإذا كان هذا حال شباب الصحابة رضي الله عنهم, فكيف بحال كبارهم؟
فرضي الله عن أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم, وجمعنا بهم في جنته ودار كرامته.
ولئن فاتك نصرة نبيّك صلوات الله وبركاته وسلامه عليه حيًّا، فلا يليق بك أن تتوانى عن نصرة سنّته قولاً وعملاً، وابْذل كلّ ما تستطيع في سبيل نصرة سنته والعمل بها وإحيائها وتبليغها.
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ٨ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | طاعاتٌ عظيمة في عشر ذي الحجة
https://youtu.be/W9WjR4RhAFk
العلم والدعوة أحمد بن ناصر الطيار
Photo
هناك عشرة أسباب يدفع الله بها السيئات ويمحوها، ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فاحفظها وانشرها، حتى نزداد فألاً وأملًا وعملًا.
تقريب فتاوى ورسائل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ٢/٣١
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ١٥ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | أهمّيةُ استثمارِ الإجازة، وكلمةُ شكر للقائمين على الحج
https://youtu.be/Q7VC2SlfR98
[مدى حرصك على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أمورك يعكس مستوى حبك له صلى الله عليه وآله وسلم ]
من العجب المؤثر أن كثيرا من أعداء النبيّ صلى الله عليه وسلم تحولوا في وقت وجيز إلى صحابة له مدافعين عنه, بل ويفدونه صلى الله عليه وآله وسلم بأنفسهم وأولادهم وأموالهم، مع أنه منذ وقت قريب قد حصل بينهم وبين المسلمين قتال, وقد قتَل المسلمون كثيرا من آبائهم وأولادهم وإخوانهم وأقاربهم المشركين الذين كان يصدون عن شريعة الإسلام ويقاتلون المسلمين, ولكن هذا الدين ومن جاء به عظيمٌ بحقّ, فإذا شرح الله صدر العبد للإسلام ودخل فيه، وتأمّل بإنْصاف إلى أخلاق النبيّ صلى الله عليه وسلم وحسْنِ تعامله: تغيّرت عنده جميع الموازين؛ فيصبح المبغَض بالأمس محبوبًا اليوم, والمقاتَل بالأمس مدافَعًا عنه اليوم.
فانظر مثلا إلى حبّ وولاء وتعظيم وإجلال سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه, وهو ابن الوليد ابن المغيرة عدو النبي صلى الله عليه وسلم المتكبر عن قبول الحق, ومثله عكرمة بن أبي جهل رضي الله, وهو ابن أبي جهل فرعون هذه الأمة الذي حارب هذا الدين حتى آخر نفَس له حين قتل في غزوة بدر الكبرى, ومثله صفوان بن أميّة رضي الله عنه, وهو ابن أمية بن خلف الهماز اللماز الذي عذب بلال بن رباح حين أسلم عذابا شديدا, فأمكن الله منه بلالًا في غزوة بدر فقتله, وكذلك أبو سفيان رضي الله عنه, الذي حين كان على الشرك لم يألُ جهدًا في الصدّ عن الدعوة ومناكفة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه حين أسلم صار من أنصار هذا الدين المقاتلين في سبيل الله تعالى, وذلك التحول العجيب السريع لا يعرف مثله في التاريخ, ولكنه بتقدير الحكيم العليم الذي يصطفي من يشاء ويوفقه لما يشاء.
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إلي أن أكون قد ‌استمكنت ‌منه ‌فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي ما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه.
وقالت هند بنت عتبة رضي الله عنها : يا رسولَ اللهِ واللهِ ما كان على ظهرِ الأرضِ أهلُ خِباءٍ أحبَّ إليَّ مِن أنْ يُذِلَّهم اللهُ مِن أهلِ خِبائِك، وما على ظهرِ الأرضِ أهلُ خِباءٍ أحبَّ إليَّ اليومَ أنْ يُعِزَّهم اللهُ مِن أهلِ خِبائِك...
وهذا ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ رضي الله عنه وهو من أهل اليمامة ومن سادات بني حنيفة الذين منَّ الله عليهم بدخول الإسلام بعد ما رأى من حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم له حين أسر وهو مشرك فقال مقولته التي كتبت على جبين التاريخ : والله يا رسول ما كان على الأرض وجهٌ أبغض إليّ من وجهك، فقد ‌أصبح ‌وجهك ‌أحبّ ‌الوجوه إليّ، والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدين إليّ.
فبعد أن وقفنا على شيء يسير من المشاعر الصادقة للصحابة الكرام رضي الله عنهم تجاه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم, فهل نجد نحن مثل هذا الحبّ الصادق القوي تجاه النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
فإن وجدنا مثل ذلك فلنحمد الله تعالى على منه وكرمه ونسأله الثبات وحسن العاقبة.
وإنّ لم نجد مثل ذلك فهو عائدٌ إلى نقص معرفتنا به وبأخلاقه, وبالدّين الحقّ الذي جاء به، وإلى قلّة عنايتنا واهتمامنا بسنّته معرفةً وعملاً.
وقلّةُ الحبّ من علامة ضعف الإيمان، فالواجب على كلّ مسلم أن يحبَّه محبةً عظيمة، حتى يكون أحبّ إليه من نفسه ووالده والناس أجمعين.
ومن آثار ضعف حبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ضعف اتباعه والعمل بسنته.
وأعظم الناس اتباعًا له أشدهم حبًّا له، ولما كان الصحابة رضي الله عنهم أشد الناس حبًّا له كانوا أعظم الناس اتباعًا له.
فلا يأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بأمر إلا بادروا إلى الامتثال به دون تردد ولا تأخر، ولا ينهى عن أمر إلا بادروا إلى الكفّ عنه دون تردد ولا تأخر.
فلنتأمل حالنا تجاه المبادرةِ بالعمل بما يأمر به والكفِّ عما ينهى عنه، ومدى حرصنا على الاقتداء بأخلاقه وسائر أحواله صلى الله عليه وسلم فإن التقصير والتفريط في ذلك خذلان عظيم.
والمؤمن الصادق المحب للنبي صلى الله عليه وسلم حينما يبلغه الخبر الصحيح عن أمْر أمَر به أو نهي نهى عنه صلى الله عليه وسلم : يبادر إلى امتثال أمره، والعمل بسنته والكفّ عن نهيه بكل حرص وتسليم ومبادرة, ويسأل ربه العظيم الثبات على ذلك حتى يلقاه، كما هو حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
📻 | خطبة الجمعة
🗓 | ٢٢ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ
🎙 | *أحمد الطيار*
📝 | بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ إِلَى الْمَسَاجِدِ
https://youtu.be/PqtAqowWw0E
2025/07/14 11:03:10
Back to Top
HTML Embed Code: