tgoop.com/AliAbnAbiThalb1/368661
Last Update:
خامس
النهب النساء والخيام وإحراقها
لم يكتف جلاوزة بني أمية، أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله، بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام بسلبه ورضّ جسده الطاهر بحوافر الخيل، بل جاوزوا ذلك فعدوا على المخيم لنهب ما فيه، فقد هجموا وهم على خيولهم بكل وحشية على خيام الإمام الحسين، حتى سحقوا سبعة من الأطفال تحت حوافر الخيل أثناء الهجوم، ولقد كان ذلك الهجوم على العائلة المفجوعة بعيداً عن الرحمة والإنسانية، وتسابقوا القوم إلى نهب بيوت آل الرسول، وهتك ستر حُرم رسول الله صلى الله عليه واله بسلب ما عليهّن من حلي بصورة مفجعة يندى لها جبين كلِّ غيور حتى لوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها، وكانت المرأة تجاذب على إزارها وحجابها حتى تغلب على ذلك، والطغاة يسوقون النساء برماحهم، وينتزعون خروصهن من آذانهن حتى يسيل الدم، وهن يلذن بعضهن ببعض، وقد أخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة، وهن يصحن «وا جداه! وا أبتاه! وا علياه! وا قلة ناصراه! واحسيناه! أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟».
ولم يكن هذا كافياً فلما فرغ القوم من النهب والسلب، أمر عمر بن سعد بإحراق الخيام، فأضرموا الخيم ناراً، ففررن بنات رسول الله من خيمة إلى خيمة، ومن خباء إلى خباء، وهن صائحات باكيات، وبعد ذلك الهجوم والإحراق أخذت السيدة زينب تتفقد النساء والأطفال، وتنادي كل واحدة منهن باسمها، وتعدهم واحداً واحداً، وتبحث عمن لا تجده مع النساء والأطفال، بل إنها قامت بعملية فدائية منقطعة النظير، ومغامرة خطيرة، حيث تقحمت النيران ودخلت الخيمة التي كان يتواجد فيها الإمام زين العابدين، وهو عليل لا يستطيع القيام، فأخذته وأخرجته من بين النيران، يا لها من تضحية كبيرة
BY حكم الإمام علي (ع)🔰
Share with your friend now:
tgoop.com/AliAbnAbiThalb1/368661