tgoop.com/AliMohamedFared/656
Last Update:
ثم.. أنا زعيمٌ لكَ إن شاء الله- إن اكتفيت بسلسلة الشيخ إحسان إلهي ظهير، وكتاب الدكتور ناصر القفاري- أن يتكون في عقلك وروحك تصورٌ شاملٌ دقيق عن حقيقة ديانة الشيعة، وعن طبيعة التشيع وفِرَقِهِ وتاريخه، فإن أحببتَ التوقف عند ذلك فقد تم لك ما تريد من تصورٍ يؤهلك للحكم على هؤلاء الناس إسلاماً وكفراً.. وإن راق لك المجال وأحببت التوسع فيه؛ فاقرأ:
_ كتابَ الشيخ الدكتور على أحمد السالوس: (مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع).. وهو موسوعة ضخمة من أربعة أجزاء جمع فيها الشيخ السالوس كثيراً مما كتبه في رسالتيه (الماجستير والدكتوراه)؛ حيث كانت الرسالتان عن الشيعة والتشيع، في قسم الشريعة بكلية دار العلوم بالقاهرة.. ولا أنصح بالبدء بهذه الموسوعة إلا لمن شاء التبحر في هذا المجال، وأنهى قراءة كتب الأستاذ إحسان إلهي ظهير، وكتاب الدكتور ناصر القفاري.
والظريف أن الشيخ السالوس يذكر في تمهيد موسوعته هذه أنَّ شَيخَه (محمد المدني)-وهو من دعاة التقريب- شّجَّعهُ على الاطلاع على كتب الشيعة والاتصال بعلمائهم باعتبار التشيع مذهباً خامساً مضافاً إلى مذاهب المسلمين الأربعة.. وهي الفكرة المذهلة ذاتها، والمصيبة الكبرى التي ابتُلِيَ بها كثيرٌ من علماء المسلمين في هذا العصر؛ حين يظنون ابتداءً أنَّ التشيع مذهبٌ خامس بعد المذاهب الأربعة، أو سادسٌ بعد المذهب الظاهري؛ يدفعهم إلى ذلك الاستسهال، أو الانشغال، أو المجاملات آن الدعة، أو التأول المذموم طلباً للتقريب أو الوحدة المستحيلة.. فلما أخذ السالوس بالقراءة بدأ يظهر له- على حد قوله- أنَّ الأمر على خلاف ما تصوره دعاةُ التقريب، وأنَّ عقيدةَ الشيعة في الإمامة وما ينبني عليها لا يستقيم معها تقريب.. وهو عين ما يكتشفه أيٌّ عالمٍ أو طالبُ علمٍ أو قاريء حين يبدأ في قراءة كتب الشيعة؛ فما هي إلا مسيرة كتابٍ أو كتابين إلا ويكتشف هولَ الفاجعة وفداحة الخطب واستحالة التقريب بين دينين مختلفين لا يجمعهما إلا مصطلحات هي عند الشيعة على غير معناها عند المسلمين.
(رابعاً):
فإنْ وصلتَ في القراءة إلى هذه المرحلة؛ فأغلب ظني أنك امتلأت بمعرفة حقيقة عقائد القوم وحقيقة مخالفة دينهم لدينك.. كما أظن أيضاً أنه هَالَكَ ما يهول العقلاء مِن حجم التعمية على أصول هذه الديانة وفروعها وفِرَقِهَا وتاريخها.. فإنْ كان حَدَثَ لكَ ذلك فأنصحك أن تُرَوِّحَ عن نفسك قليلاً بالانتقال بالقراءة مِن المجال العقدي إلى المجال السياسي..
والسياسة في حقيقتها الموغلة في العمق والبساطة معاً؛ ليست أكثر مِن (عقيدة، ورجالٍ، ودولة)؛ (عقيدةٍ) يعتقدها(رجالٌ) ليبنوا بها(دولة).. وما دمتَ قد عرفت العقيدة؛ فيجب عليك معرفة رجالها الذين اعتقدوها لتعرف دولتهم التي بنوها.. وقد كان الشاه علمانياً قومياً لا يمكن تسمية دولته آنذاك بـ(الدولة الشيعية)، وإن كان غالب شعبها شيعة؛ لأن الدولة إنما تُعْرَفُ وتُعرَّفُ بنظامها المسيطر لا بديانة أهلها المستضعفين.. وهذا عكسُ ما يريد الخبثاءُ زَرْعَهُ في عقلك الآن؛ فيما يخص دولَ المسلمين الحالية؛ فيقولون لك: وأين هي الدول (السُنِّية) مما يحدث؟! والجواب: لا وجود لدولٍ سُنيةٍ أصلاً؛ لأنَّ الأنظمة ليست كذلك وإنْ كانت الشعوب كذلك!!
وحين أطاح النظامُ العالمي بالشاه ذي الأصول الفارسية- كما يُقال ولا أظنه كذلك- وجاء بالخميني ذي الأصول الهندية- كما يُقال وأظنه كذلك-؛ تغيرت المعادلة تماماً؛ فنهضَ بناءُ الدولة الإيرانية على عمادين اثنين: (التشيع والقومية)؛ مع تقديم أحدهما على الآخر ظاهرياً حسب السياقات والأحداث؛ فصارت الدولة شيعية نظاماً وشعباً، وصار إطلاق هذا المصطلح عليها صحيحاً وواقعياً..
ولأن الخميني مجهولةٌ تفاصيل حياته لكثير من القراء لا يكادون يعرفون عنه إلا ما يُرّوَّجُ عن أمثاله من مُنشئي الدول وقادة الأمم تعظيماً وتفخيماً؛ خاصةً إذا كان نظامُه لا يزال حاكماً باطشاً؛ بخلاف تفاصيل عقيدته التي عُرِفَتْ الآن وقرأتَ عنها في الكتب السابقة، ووضحت في كثير من كتاباته هو نفسه، وسجلها عنه كثيرٌ من العلماء المسلمين والشيعة على حد سواء.. من أجل ذلك فإني أقترح عليكَ هذا الكتاب لتعرف به أصله وفصله ومنشأه وارتباطاته ومراحل حياته قبل الثورة الإيرانية: 👇
BY قناة/ علي فريد
Share with your friend now:
tgoop.com/AliMohamedFared/656