من فكر السيد محمد الصدر

. ومرتبطاً من حيث التنظيم الصحيح لسلوكه والتهذيب الصحيح لعقيدته بالأوامر والنواهي التي بلّـغها الرسول الأعظم صلى اللّٰه عليه و آله عن اللّٰه عزّ وجلّ. إذن، فينبغي - أداءً لواجب الشكر نحو المنعم المتفضّـل جلّ وعلا- أن يكون منقاداً له خاشعاً عند ذكره منفّـذاً…

.

والنجاة من النار.

والإيثار الإسلامـيّ الصحيح هو ما يكون لإرضاء اللّٰـه تعالى؛ وذلك لأنَّ الجنّـة والنار ليستا سوى مظهراتٍ لرضاه وغضبه عزّ وجلّ.

فمن الشطط العظيم أن يهتم الفرد بالقشور ويترك اللباب،

وأن نرى في هذا المجال بوضوح أنَّ القوانين الأرضيّـة لم تبـدِ للثواب أو العقاب المعنويّ أيّ اهتمام،

كما أنَّـها اقتصرت من الناحية الماديّة على العقاب ولم تضع في مقابل إطاعة مقتضياتها شيئاً من الثواب،

وفي ذلك ما يقلّل الداعي في نفوس البشر إلى امتثالها وتطبيق أحكامها،

في حين إنَّ الإسلام قد أعـدّ لكلِّ شيءٍ عدّته بدقّـةٍ وإحكام.

ومن جملة تلك الصفات الإسلاميّـة :

أنَّ كلّ مسلمٍ يشعر بعدم إمكان الهرب إلى بقعةٍ يمكن فيها ارتكاب الجرائم وستر الذنوب،

أو انتظار زمانٍ يستطيع فيه الهرب من أوامر الشارع الإسلامـيّ المقدّس أو التخلّص من عقابه؛

وذلك لأنَّ اللّٰه تعالى هو الذي أمر بهذه الأوامر، وهو الرقيب في نفس الوقت على تنفيذها،

وهو الذي يتولّـى بقوّته القاهرة إنزال العقاب على المتمرّد عليها والعاصي لنظمها والتزاماتها،

وهذه صفـةٌ لا يمكن للقوانين الوضعيّـة أن ترقى إليها بحالٍ من الأحوال.

ومن تلك الصفات أيضاً:

أنَّ الإسلام بني عواطف المسلم على أساسٍ إسلامـيّ؛ حيث يرى المسلم أنَّ كلّ ما أمر به الإسلام صحيحٌ وجميل،

وكلّ ما نهى عنه فاسدٌ ومرذول؛

وذلك لأنَّ الإسلام أهلٌ لمثل هذا الشعور من ناحية، ولأنَّ الإخلاص هو الذي يمده وينميّه من ناحيةٍ أخرى.

والمسلم يرى أنَّ دينه خير الأديان ونظمه وتعاليمه أحسن النظم والتعاليم، وأنَّ تطبيقها يؤدّي إلى سعادته ورفاه مجتمعه،

فهو يميل إلى القيام بمقتضياته بصدرٍ رحب وإخلاص متزايد، طالباً بذلك خير الدنيا والآخرة.

------------------------------

- السيّد الشهيد محمّد الصدر (قُدس سره)

-أشراقات فكرية ،ج1،ص183

315 views19:16