ANTAMOHIM Telegram 317
Forwarded from د. إياد قنيبي
إحدى المشتركات في دورة "أنت مهم"، وهي ليلى من المغرب، ١٨ عاماً، كتبت هذا المقال بمناسبة "يوم المرأة العالمي". وقد اطلعت عليه متأخراً، لكن في مشاركته الآن فائدة.
كم هو جميل أن نرى بناتنا في هذا السن يتصدين للتوعية ونشر الاعتزاز بالإسلام. نسأل الله أن يستعملهن في نصرة الإسلام.
#روائع_المهمات
#المهمات_صانعات_المجد
***

المقال:

8 مارس ... ماذا يريدون منا ؟!

" أفكارنا تنطلق من الإعتقاد بأن السبب الأساسي وراء تدني وضع النساء في الألف عام الماضية ليس سببه تشريعات وضعها الرجال ، بل - علاقات الملكية - التي تحددها الظروف الإقتصادية " .
لطالما تكررت هذه العبارة في كتابات الإشتراكية النسوية " كلارا زيتكن" (Klara Zeitken) ،  وإني لأحسب وأكاد أجزم أن الفئة العامة من الناس في عالمنا العربي لا يعرفون هذه السيدة ، فلطالما اكتفينا بالسطحيات دونما أي تفكير في التنقيب عن المكنونات ما بين السطور. والحق أنها المقترحة الأولى لتخصيص يوم من بين أيام السنة ليسمى " اليوم العالمي للمرأة " أو بالأحرى " اليوم العالمي لحقوق المرأة " ولنضع معاً ثلاثة أسطر تحت كلمة "حقوق "فإنا سنعود إليها فيما بعد في حديثنا هذا الذي نحسبه ونرجو أن يكون بإذن الله سهلا يسيرا على النفوس بعيداً عن التعصبات التي لا طائل منها غير حرق الأعصاب والسعي وراء سحابة وهم لا تكاد ترسو في سماء صحراء قاحلة. وهذا اليوم هو الموافق ليومنا هذا والذي هو 8 مارس ،الذي تصبح فيه المرأة وفجأة ذات كرامة فتهدى لها الزهور وتزين لها الكلمات بعد أيام عجاف من الذل الذي لا ينتهي والمصور لنا في صور امرأة غربية "مستقلة ، حرة ، متساوية مع الرجل في كل شيء ، ولها الحق في كل شيء" . كلمات تخفي في طياتها الكثير والكثير من الجانب المظلم الذي يكتسح حياة الغربيات في كل يوم ، بل وفي كل دقيقة ولحظة !
فتخيلوا معي أنتم جالسون الآن في أمان الله وامرأة تتودد لرب عملها وتخضع له بالقول والفعل حتى تجد مصدر رزق لها ، لأن لا أحد متكفل بها من أهلها مذ بلغت سن ١٨ عاماً. وكذلك أخرى في نفس اللحظة وفي نفس العمر ، طالبة جامعية لا تجد لنفسها مصاريف الدراسة الجامعية ذلك أنها مستقلة ولا تحتاج لأحد من أهلها ، وهكذا تلجأ لعمل تنال فيه سيلاً من المذلات ، ويا ليت قوت يومها كان بمقدار كل تلك الخسارات . فكل ذلك لا يكاد يكفيها وبالتالي تلجأ للعمل بمجال عندهم ككل المجالات سموه بهتانا وإثما ب " مجال الجنس" بدل " الدعارة " ، لتصرف فيه ما تبقى من وميض شرفها فلا تعرف بعدها ما الفرق بينها وبين ما نسميه "شيء" ، فلو تأملنا للحظة لرأينا مقدار التشيؤ الذي وصلت إليه المرأة ، فمثلاً : في إعلان سيارات تجد امرأة شبه عارية فلا تعلم أأنت بصدد شراء السيارة أم بصدد شرائها هي ؟!
وهكذا فجأة يأتون ويعترفون بهذه " المرأة " في 8 مارس " تقديرا لها و لإنجازاتها في جميع المجالات والتي أصبحت بها نداً - للرجل - !" مستخفين في هذا اليوم بعقولنا ، لكي نقتنع أن " الأمم المتحدة " شخصيا بكل شخصياتها - المرموقة - خصصت يوما عالميا للمرأة ، يوما عالميا يعبرون فيه عن مدى امتنانهم لهذه المرأة . والحق أن هذا الإمتنان ليس لسواد عيونها وليس حقا كما يزعمون أنها نصف المجتمع أو حتى المجتمع بأكمله ، فعلا نحن نؤمن أنها كذلك ، ولكن هؤلاء كل ما يفتخرون به هي الأرباح المالية الهائلة التي أصبحوا يجنونها منذ أول ظهور للنسوية ومناداتها بالمساواة بين الرجل و المرأة . فلم تجد "الأمم المتحدة " جوابا غير الترحيب وبحرارة بهذه الحركة واحتجاجاتها ، مرحبة بوابل من الأموال المحصَّلة من بيع وسائل منع الحمل ، و عمليات الإجهاض ، و بيع أعضاء الجنين المجهض للسوق السوداء ، و كذلك عمل المرأة المنضاف إلى عمل الرجل الذي يحقق أرباحا إضافية إذ أن حاجياتها هي بسيطة وتقتنع ببساطة. وهكذا فالنسوية ساعية لتحقيق الحرية والمساواة مع الرجل ، فتحت أمامها بابا مطلا مباشرة على استغلال لم تشهد له البشرية مثيلا من قبل !
فبدل أن تكون المرأة حرة ومساوية للرجل أصبحت الآن أداة في أيدي أصحاب الأرباح المادية والرأسمالية .
لربما تساءلتم الآن ولوهلة : ما علاقة كل هذا الكلام ب" ٨ مارس" و " كلارا زيتكن " ؟! فإجابة السؤال ببساطة : كل العلاقة !
فإن عدنا للوراء قليلا ، راغبين في معرفة : لماذا ٨ مارس بالضبط ؟! فسنجد أن هذا اليوم لم يكن سوى ثمرة أيام من الإضرابات والإحتجاجات التي قادتها نسوة في نيويورك بأمريكا مطالبة بتقليل ساعات العمل ، وتحسين الأجور ، وكذلك الحصول على حق التصويت في الانتخابات . وذلك عام 1908، وبعدها بعام تم إعلان أول يوم وطني للمرأة ، وما لبث أن أصبح هذا اليوم عالمياً وذلك من طرف " بطلة القصة " والناشطة في حقوق المرأة : كلارا زيتكن ، التي اقترحت جعله يوما عالميا بدل كونه وطنيا . فعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عُقد في الدنمارك فوافقت عليها النسوة الحاضرات .



tgoop.com/AntaMohim/317
Create:
Last Update:

إحدى المشتركات في دورة "أنت مهم"، وهي ليلى من المغرب، ١٨ عاماً، كتبت هذا المقال بمناسبة "يوم المرأة العالمي". وقد اطلعت عليه متأخراً، لكن في مشاركته الآن فائدة.
كم هو جميل أن نرى بناتنا في هذا السن يتصدين للتوعية ونشر الاعتزاز بالإسلام. نسأل الله أن يستعملهن في نصرة الإسلام.
#روائع_المهمات
#المهمات_صانعات_المجد
***

المقال:

8 مارس ... ماذا يريدون منا ؟!

" أفكارنا تنطلق من الإعتقاد بأن السبب الأساسي وراء تدني وضع النساء في الألف عام الماضية ليس سببه تشريعات وضعها الرجال ، بل - علاقات الملكية - التي تحددها الظروف الإقتصادية " .
لطالما تكررت هذه العبارة في كتابات الإشتراكية النسوية " كلارا زيتكن" (Klara Zeitken) ،  وإني لأحسب وأكاد أجزم أن الفئة العامة من الناس في عالمنا العربي لا يعرفون هذه السيدة ، فلطالما اكتفينا بالسطحيات دونما أي تفكير في التنقيب عن المكنونات ما بين السطور. والحق أنها المقترحة الأولى لتخصيص يوم من بين أيام السنة ليسمى " اليوم العالمي للمرأة " أو بالأحرى " اليوم العالمي لحقوق المرأة " ولنضع معاً ثلاثة أسطر تحت كلمة "حقوق "فإنا سنعود إليها فيما بعد في حديثنا هذا الذي نحسبه ونرجو أن يكون بإذن الله سهلا يسيرا على النفوس بعيداً عن التعصبات التي لا طائل منها غير حرق الأعصاب والسعي وراء سحابة وهم لا تكاد ترسو في سماء صحراء قاحلة. وهذا اليوم هو الموافق ليومنا هذا والذي هو 8 مارس ،الذي تصبح فيه المرأة وفجأة ذات كرامة فتهدى لها الزهور وتزين لها الكلمات بعد أيام عجاف من الذل الذي لا ينتهي والمصور لنا في صور امرأة غربية "مستقلة ، حرة ، متساوية مع الرجل في كل شيء ، ولها الحق في كل شيء" . كلمات تخفي في طياتها الكثير والكثير من الجانب المظلم الذي يكتسح حياة الغربيات في كل يوم ، بل وفي كل دقيقة ولحظة !
فتخيلوا معي أنتم جالسون الآن في أمان الله وامرأة تتودد لرب عملها وتخضع له بالقول والفعل حتى تجد مصدر رزق لها ، لأن لا أحد متكفل بها من أهلها مذ بلغت سن ١٨ عاماً. وكذلك أخرى في نفس اللحظة وفي نفس العمر ، طالبة جامعية لا تجد لنفسها مصاريف الدراسة الجامعية ذلك أنها مستقلة ولا تحتاج لأحد من أهلها ، وهكذا تلجأ لعمل تنال فيه سيلاً من المذلات ، ويا ليت قوت يومها كان بمقدار كل تلك الخسارات . فكل ذلك لا يكاد يكفيها وبالتالي تلجأ للعمل بمجال عندهم ككل المجالات سموه بهتانا وإثما ب " مجال الجنس" بدل " الدعارة " ، لتصرف فيه ما تبقى من وميض شرفها فلا تعرف بعدها ما الفرق بينها وبين ما نسميه "شيء" ، فلو تأملنا للحظة لرأينا مقدار التشيؤ الذي وصلت إليه المرأة ، فمثلاً : في إعلان سيارات تجد امرأة شبه عارية فلا تعلم أأنت بصدد شراء السيارة أم بصدد شرائها هي ؟!
وهكذا فجأة يأتون ويعترفون بهذه " المرأة " في 8 مارس " تقديرا لها و لإنجازاتها في جميع المجالات والتي أصبحت بها نداً - للرجل - !" مستخفين في هذا اليوم بعقولنا ، لكي نقتنع أن " الأمم المتحدة " شخصيا بكل شخصياتها - المرموقة - خصصت يوما عالميا للمرأة ، يوما عالميا يعبرون فيه عن مدى امتنانهم لهذه المرأة . والحق أن هذا الإمتنان ليس لسواد عيونها وليس حقا كما يزعمون أنها نصف المجتمع أو حتى المجتمع بأكمله ، فعلا نحن نؤمن أنها كذلك ، ولكن هؤلاء كل ما يفتخرون به هي الأرباح المالية الهائلة التي أصبحوا يجنونها منذ أول ظهور للنسوية ومناداتها بالمساواة بين الرجل و المرأة . فلم تجد "الأمم المتحدة " جوابا غير الترحيب وبحرارة بهذه الحركة واحتجاجاتها ، مرحبة بوابل من الأموال المحصَّلة من بيع وسائل منع الحمل ، و عمليات الإجهاض ، و بيع أعضاء الجنين المجهض للسوق السوداء ، و كذلك عمل المرأة المنضاف إلى عمل الرجل الذي يحقق أرباحا إضافية إذ أن حاجياتها هي بسيطة وتقتنع ببساطة. وهكذا فالنسوية ساعية لتحقيق الحرية والمساواة مع الرجل ، فتحت أمامها بابا مطلا مباشرة على استغلال لم تشهد له البشرية مثيلا من قبل !
فبدل أن تكون المرأة حرة ومساوية للرجل أصبحت الآن أداة في أيدي أصحاب الأرباح المادية والرأسمالية .
لربما تساءلتم الآن ولوهلة : ما علاقة كل هذا الكلام ب" ٨ مارس" و " كلارا زيتكن " ؟! فإجابة السؤال ببساطة : كل العلاقة !
فإن عدنا للوراء قليلا ، راغبين في معرفة : لماذا ٨ مارس بالضبط ؟! فسنجد أن هذا اليوم لم يكن سوى ثمرة أيام من الإضرابات والإحتجاجات التي قادتها نسوة في نيويورك بأمريكا مطالبة بتقليل ساعات العمل ، وتحسين الأجور ، وكذلك الحصول على حق التصويت في الانتخابات . وذلك عام 1908، وبعدها بعام تم إعلان أول يوم وطني للمرأة ، وما لبث أن أصبح هذا اليوم عالمياً وذلك من طرف " بطلة القصة " والناشطة في حقوق المرأة : كلارا زيتكن ، التي اقترحت جعله يوما عالميا بدل كونه وطنيا . فعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عُقد في الدنمارك فوافقت عليها النسوة الحاضرات .

BY أنت مهم


Share with your friend now:
tgoop.com/AntaMohim/317

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the sharp downturn in the crypto market, yelling has become a coping mechanism for many crypto traders. This screaming therapy became popular after the surge of Goblintown Ethereum NFTs at the end of May or early June. Here, holders made incoherent groaning sounds in late-night Twitter spaces. They also role-played as urine-loving Goblin creatures. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Don’t publish new content at nighttime. Since not all users disable notifications for the night, you risk inadvertently disturbing them. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Image: Telegram.
from us


Telegram أنت مهم
FROM American