ولو أنّ رَكْباً يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا

وفي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمُّ.

ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على

جَبينِ مُصابٍ جُنّ أبْرَأهُ الرسم.

ولو نالَ فَدْمُ القومِ لَثْمَ فِدَامِها

لأكْسبَهُ مَعنى شمائِلها اللّثْمُ.

بردٌ لو أنّ الورىٰ جاءت تُبايعُني

علىٰ الخلافةِ لم أقدِر أمُدُّ يدي.

فَاللَيلُ حينَ قَدِمتَ فيه أَبيَضٌ

وَالصُبحُ مُنذُ رَحَلتَ عَنه أَسوَدُ.

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت

سوداً وَكانَت بِكُم بيضاً لَيالينا.

يا سَلوة الأيَّامْ.

أَيَجمُلُ أَن أُبيحَكَ مَحضَ وُدّي

وَأَنتَ تَسومُني سوءَ العَذابِ.

بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي

وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا.

فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي

وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا.

وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ

وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا.

فالعينُ بعدكَ لا تحلُو بلذّتها

والدَّهرُ بعدك لا يصفُو تَكَدُّرُهُ.

إذا طاب لي عيشٌ تنغّص طيبُهُ

بصدقِ يقيني أن سيذهبُ كالحُلمِ.

أشدُّ الغمّ عندي في سُرورٍ

تيقّن عنهُ صاحبُهُ إنتقالا.

‏وفي النَّفس حاجاتٌ وفيك فطانةٌ

سُكُوتـي بيـانٌ عندها وخطابُ.

وَفي النَفسِ حاجاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌ

أَرى الشَرحَ فيها وَالحَديثُ يَطولُ.

تَعالَ فَما بَيني وَبَينِكَ ثالِثٌ

فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَيَقولُ.

إذا ما أتاهُ السائلونَ تَوَّقدتْ

عليه مَصَابيحُ الطلاقَةِ والبشرِ.

أُسَالِمُ حِينَ أُبْصِرُكَ اللّيَالي
وَأصْفَحُ للزّمَانِ عَنِ الذُّنُوبِ

وأنسَى كُلَّ ما جَنَتِ الرَّزَايا
عَليّ مِنَ الفَوَادِحِ وَالنُّدُوبِ
•

وباللهِ سلهَا هل تطَاولَ ليلُها

كما اللّيلُ مُذ غابتْ عليّ طويلُ.