BOOH123F Telegram 7901
"رسائل ضلت طريق البريد"

مذ كنت طفلة،
رأيت امي تضع الرماد فوق الفحم المتوهج..
يجعل احتراقه بطئياً ويبدو للوهلة الأولى منطفئاً..
هكذا..
تعلمت كيف أضع فوق غضبي رماد اللامبالاة والضحك..
كبرتُ..
تعرفت على الكهرباء، و مفتاح إطفاء المصباح..
أعجبني المنظر
تضغط زراً فتهجم الظلمة مبتلعةً كل النور..
مذ ذاك صرتُ كلما اغضبتني الحياة،
ادخل تلابيب القلب، أُطفئني وأشهد اعتيادية بصيرتي الظلمة..
خُلق الإنسان بدافع المحافظة على نوعه من الأنقراض.
لذا كي لا يأكلني القلق، أو تنهشني الوحدة، صممت لذاتي وسائلاً للهرب، و دروعاً نفسية مضادة للانهيار..
أعظم دوافعي للبقاء أنت،
لأحقق كلمتي معك على موعدِ السفر، والجنون، والرفقة..
لذا، دوما حريصة على ألا يقتلني الرصاص الرخيص أو الملل..

عزيزي..
كيف حالك يا كلّ حالي...
مضى كثير من الوقت مذ آخر مرة ألتقيتك..
أتساءل أي جزء فيك طالته الحرب..
أي قلق يستبد بقلبك..
أي افكار سوداوية تنهش طمأنينتك..
وما أخبار مستقبلنا البرئ من ملامح الخراب هذا..
اليوم..
انت تجلسُ متوسداً الحيرة..
تستمع لأحاديثَ الحياة الفارغة شارد القلب..
تفكر في الخيارات المتاحة..
أيّ دفة سترسى عليها حبال أفكارك..
اي جنون سترتكب؟!

أخططُ لموعدٍ عساني حين انظر لعينيك اعرف..
لكن،
رغم هدنة الامس، وكعادةِ العسكر في إفساد الصباح بالرصاص..
ذهب موعدنا طيّ الريح..
وفقد اليوم طمأنينته..
صباحاً، قرر العسكر تمشيط الشارع..
ذات الشارع الذي عرف ضحكتنا..
الشارع الذي أخبرتك أنه لوحة من جمال،
بالسكة الحديدية، والقطار البالي، وشجرتا النيم الورّاقتان، الغروب،
وأنت بإبتسامتك الحنون تضفى على اللوحة جمالية الألوان..
و أجدني أضع في صندوق الموسيقى صوت بيحا، وأغنية الوردة:-
"آريتني معاك"

وأردد معاها:
"كتر ما نحن متشابهين
ونفس اللكنة والسحنة
بناديك يا انا التاني
وبلخبط في ملامحنا
و
بقول في سري يا نحنا"

ودُ شخص واحد يستطيع أن يجعل هذا الخراب محتمل..
لطفك يا عزيزي، ثرثرتنا الخاوية من المعنى، يدينا بكل ما أُفرغ فيها من أفكار، عجزنا البائس، يجعلني أستمر..
نتماسك، لأنه في الحقيقة لا نملك رفاهيةً للانهيار..
وبدل أن نبكي، نستبدل ملح الدمع بنكتة سمجة.
أعرف انك متعب..
ولكن: لنصمد ياعزيزي يوماً آخر..
هنا، في هذا القلب، نطفةٌ منك
"فيني حته أنت"..
لذا حين تقع أقع..
حين تنهزم أنهزم..
وحتى تغتالنا رصاصةٌ طائشة..
أو ينزعون عنّا الرغبة في الحياة..
سنصمد، لأن:
" غداً من الممكن أن تنتحر
الآن علينا أن نحب"

الند'ى🌻



tgoop.com/BOOH123f/7901
Create:
Last Update:

"رسائل ضلت طريق البريد"

مذ كنت طفلة،
رأيت امي تضع الرماد فوق الفحم المتوهج..
يجعل احتراقه بطئياً ويبدو للوهلة الأولى منطفئاً..
هكذا..
تعلمت كيف أضع فوق غضبي رماد اللامبالاة والضحك..
كبرتُ..
تعرفت على الكهرباء، و مفتاح إطفاء المصباح..
أعجبني المنظر
تضغط زراً فتهجم الظلمة مبتلعةً كل النور..
مذ ذاك صرتُ كلما اغضبتني الحياة،
ادخل تلابيب القلب، أُطفئني وأشهد اعتيادية بصيرتي الظلمة..
خُلق الإنسان بدافع المحافظة على نوعه من الأنقراض.
لذا كي لا يأكلني القلق، أو تنهشني الوحدة، صممت لذاتي وسائلاً للهرب، و دروعاً نفسية مضادة للانهيار..
أعظم دوافعي للبقاء أنت،
لأحقق كلمتي معك على موعدِ السفر، والجنون، والرفقة..
لذا، دوما حريصة على ألا يقتلني الرصاص الرخيص أو الملل..

عزيزي..
كيف حالك يا كلّ حالي...
مضى كثير من الوقت مذ آخر مرة ألتقيتك..
أتساءل أي جزء فيك طالته الحرب..
أي قلق يستبد بقلبك..
أي افكار سوداوية تنهش طمأنينتك..
وما أخبار مستقبلنا البرئ من ملامح الخراب هذا..
اليوم..
انت تجلسُ متوسداً الحيرة..
تستمع لأحاديثَ الحياة الفارغة شارد القلب..
تفكر في الخيارات المتاحة..
أيّ دفة سترسى عليها حبال أفكارك..
اي جنون سترتكب؟!

أخططُ لموعدٍ عساني حين انظر لعينيك اعرف..
لكن،
رغم هدنة الامس، وكعادةِ العسكر في إفساد الصباح بالرصاص..
ذهب موعدنا طيّ الريح..
وفقد اليوم طمأنينته..
صباحاً، قرر العسكر تمشيط الشارع..
ذات الشارع الذي عرف ضحكتنا..
الشارع الذي أخبرتك أنه لوحة من جمال،
بالسكة الحديدية، والقطار البالي، وشجرتا النيم الورّاقتان، الغروب،
وأنت بإبتسامتك الحنون تضفى على اللوحة جمالية الألوان..
و أجدني أضع في صندوق الموسيقى صوت بيحا، وأغنية الوردة:-
"آريتني معاك"

وأردد معاها:
"كتر ما نحن متشابهين
ونفس اللكنة والسحنة
بناديك يا انا التاني
وبلخبط في ملامحنا
و
بقول في سري يا نحنا"

ودُ شخص واحد يستطيع أن يجعل هذا الخراب محتمل..
لطفك يا عزيزي، ثرثرتنا الخاوية من المعنى، يدينا بكل ما أُفرغ فيها من أفكار، عجزنا البائس، يجعلني أستمر..
نتماسك، لأنه في الحقيقة لا نملك رفاهيةً للانهيار..
وبدل أن نبكي، نستبدل ملح الدمع بنكتة سمجة.
أعرف انك متعب..
ولكن: لنصمد ياعزيزي يوماً آخر..
هنا، في هذا القلب، نطفةٌ منك
"فيني حته أنت"..
لذا حين تقع أقع..
حين تنهزم أنهزم..
وحتى تغتالنا رصاصةٌ طائشة..
أو ينزعون عنّا الرغبة في الحياة..
سنصمد، لأن:
" غداً من الممكن أن تنتحر
الآن علينا أن نحب"

الند'ى🌻

BY حُبَيباتُ السُكـر 💙!"


Share with your friend now:
tgoop.com/BOOH123f/7901

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Step-by-step tutorial on desktop: During a meeting with the president of the Supreme Electoral Court (TSE) on June 6, Telegram's Vice President Ilya Perekopsky announced the initiatives. According to the executive, Brazil is the first country in the world where Telegram is introducing the features, which could be expanded to other countries facing threats to democracy through the dissemination of false content. In the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram, members are only allowed to post voice notes of themselves screaming. Anything else will result in an instant ban from the group, which currently has about 75 members. A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.” Each account can create up to 10 public channels
from us


Telegram حُبَيباتُ السُكـر 💙!"
FROM American