tgoop.com/Barq_Channel/119
Last Update:
-
سنبدأ بالمصطلح الأوَّل أو الخدعة الأولىٰ تحت مسمَّىٰ التَّداول بعون الله تعالىٰ :
لن أستطيع الإيجاز بشكل جيِّد لذا سأحاول الاختصار فقط؛ فالتَّداول لغة هو انتقال الملكيَّة لشيء ما من شخص إلىٰ آخر، بمقابل ماديٍّ أو ماليٍّ، وصار يذكر كثيرًا في مواقع التَّواصل اليوم، كـ فرصة ذهبيَّة نحو الثَّراء السَّريع دون جهد ولا تعب، ويقصد به تداول الأسهم المجهولة والسَّندات الرَّبويَّة، وغيره.
وتطبيقاته كثيرة لن أذكرها احتياطًا، حيث يظهر لك إعلانها علىٰ لسان رجل يعيش حياة فارهة، من يخته أو قصره أو سيَّارته الفاخرة، ليقول أنَّه وصل إلىٰ هذه الحالة من خلال التَّداول الأثيم، فيسارع فلاسفة العرب لتنظيم دورات في ذلك، رأس مالها ما يجمعونه من الأغبياء إذ تكون المحاضرات تلك باهظة الثَّمن، ويخبرونك بدايةً أنَّك فقير في زمن لا قيمة فيه إلَّا للأغنياء، ثمَّ ينصحونك بترك الدِّراسة والعمل، للعمل معهم علىٰ استغلال المزيد من الأغبياء، بحجَّة أنَّ كثيرًا من أثرياء العالم لم يتعلَّموا في الجامعات كما كنت تريد أن تفعل أنت، ونهايةً تستيقظ - ربَّما بعد سنوات - علىٰ مال محرَّم أو فقر مغرَّم، فلا أنت بوظيفتك الحلال اكتفيت، ولا أنت في طريقك نحو امتلاك الدُّنيا أفلحت، ومع ذلك سيخبرك ذلك المحاضر نفسه أنَّ هذا محتمل وعليك الوقوف علىٰ قدميك مجدَّدًا مرَّة تلو المرَّة إلىٰ أن يكسرهما لك بنصائحه.
أوَّلًا : لا يجوز العمل في تطبيقات التَّداول المشبوهة لأنَّها امتلاك لما لا تعلم ولا ترىٰ إذ أنَّك في الحقيقة تدفع لهم ولا تمتلك شيئًا، وإنَّما يغشُّونك بأرقام وأرباح مكذوبة ثمَّ يأخذون رأس مالك كاملًا.
ثانيًا : إن صحَّ امتلاكك لشيء في تلك التَّطبيقات فهي - بالغالب - سندات الخزائن والمصارف، وهي معاملات تقوم علىٰ الرِّبا بشكل كامل.
ثالثًا : عَمِل الصَّحابة والَّذين هم خير منِّي ومنك عند بعضهم البعض، ولم يطلق أحدهم وصف العبد علىٰ الآخر، ولم يأمرهم رسول الله ﷺ أن يمتلك كلُّ واحد منهم وظيفة ومهنة خاصَّة، إذ أنَّ الله خلق الخلق ليكمَّل بعضهم الآخر، ويتواضعوا لبعضهم البعض.
رابعًا : وأخيرًا قال رسول الله ﷺ : "( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ )"، فنحن المسلمون يجب أن نكون أبعد من يكون عن عبادة الدُّنيا ومالها، والسَّعي للحلال الكثير - دون تعلُّق القلب المذموم - لا ينافي رفض الحرام القليل، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
BY بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
Share with your friend now:
tgoop.com/Barq_Channel/119