tgoop.com/Barq_Channel/176
Last Update:
-
يُولَد الإنسان بفطرة نقيَّة، شأنه في ذلك شأن المخلوقات جميعها، طيورها ودوابِّها وحيتانها، فلا يخرج الجنين من بطن أمِّه إلَّا بفطرة بيضاء سليمة، جاهزة لقبول التَّوحيد، والاستسلام لأوامر بارئها، عقيدةً ومنهجًا وتشريعًا وفقهًا وأخلاقًا، ما لم يلوِّثها الوالدان بتهويدها أو تنصيرها أو تمجيسها ..
وإن كنَّا - أنا وأنت - من الَّذين منَّ الله عليهم بالنُّشوء في بيئة مسلمة، ومجتمع ملتزم، ومحيط منضبط، فهو أمر طيِّب بلا ريب، لكنَّ حالة الخوف لم تنته بعد، فكما ودَّ المشركون أن يغفُل المسلمون عن أسلحتهم في صلاة الخوف فيميلون عليهم ميلة واحدة، يودُّ الشَّيطان وأولياؤه - اليوم - أن يغفُل المسلمون عن حصانة فطرتهم فيجعلونهم عبيدًا لهم ولشهواتهم، والله سبحانه وتعالىٰ يقول : { وَخُذُواْ حِذۡرَكُمۡۗ }.
منصَّات التَّواصل والتَّتفيه الاجتماعيِّ مرتع مظلم، فيه من العسل ساقية بل قطرات، ومن الخبث أنهار بل محيطات، لا يكاد يسلم من شرِّها أحد، ولو اتَّخذ من الوقاية ما اتَّخذ، ولنا في أخفِّ شرورها - رغم عظمته - أقرب مثال؛ فالمقطع المضحك فيها لا يكاد يخلو من مخنِّث يصوِّر زوجته، أو يلبس لباسها، بل ومنهم من يستهزئ بأفعال أمِّه ليضحك سفهاء المشجِّعين، ومن لم يجد في ذلك خدشًا للفطرة؛ فليسأل الله الثَّبات بعد الهداية، فإنَّ بصيرته قد ضاقت به، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
BY بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
Share with your friend now:
tgoop.com/Barq_Channel/176