Telegram Web
-
كلُّ من آمن بـ مُحَمَّد ﷺ من أمَّته فهو خيرٌ مِمَّن لم يؤمن برسالته من الكُفَّار الأصليِّين، ولو وقعت من ذلك المؤمن أخطاء وبدع، وإن كانت بدعًا كبيرة فهي لا تُدنيه إلىٰ منزلة الكافر الأصليِّ، نصَّ علىٰ ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمَّة الإسلام ..

وما ينتشر اليوم في صفحات بعض المنتسبين إلىٰ السَّلف من الغلاة، قولهم : " أنَّ من يرسل ابنه إلىٰ الكنيسة فـ يتعلَّم كفرهم ويدين بدينهم أقلُّ شرًّا مِمَّن يرسل ابنه إلىٰ المبتدعة من الأشاعرة وغيرهم "، ما هو إلَّا نتيجة جهل مركَّب، وحقد غير مهذَّب، وحركات رعناء، وبُعد عن العلماء، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن رجل يفضِّل اليهود والنَّصارىٰ علىٰ الرَّافضة ؟ فأجاب :

" الحمد لله، كلُّ من كان مؤمنًا بما جاء به مُحَمَّد ﷺ فهو خير من كلِّ من كفر به؛ وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواءً كانت بدعة الخوارج والشَّيعة والمرجئة والقدريَّة أو غيرهم، فإنَّ اليهود والنَّصارىٰ كُفَّار كفرًا معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنَّه موافق للرَّسول ﷺ لا مخالف له، لم يكن كافرًا به، ولو قُدِّر أنَّه يكفر فليس كفره مثل كفر من كَذَّب الرَّسول ﷺ ".
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- كلُّ من آمن بـ مُحَمَّد ﷺ من أمَّته فهو خيرٌ مِمَّن لم يؤمن برسالته من الكُفَّار الأصليِّين، ولو وقعت من ذلك المؤمن أخطاء وبدع، وإن كانت بدعًا كبيرة فهي لا تُدنيه إلىٰ منزلة الكافر الأصليِّ، نصَّ علىٰ ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أئمَّة الإسلام ..…
-
ولا يدخل في هذا مَن كَفَرَ مِنَ المبتدعة، مثل الشِّيعة الَّذين يطعنون في عائشة أمِّ المؤمنين، أو القائلين بتحريف القرآن من المنتسبين زورًا للمسلمين، وغيرهم ممَّن أجمعت الأمَّة علىٰ كفرهم بعد إقامة الحجَّة عليهم، فقد يكونون أكثر شرًّا من الكُفَّار الأصليِّين وقد يكونون مثلهم، أمَّا أصحاب البدع الَّذين يرجَّح إسلامهم مثل الخوارج فلا يصحُّ مطلقًا أن يقال أنَّهم أكثر شرًّا من اليهود والنَّصارىٰ، وإنَّما قد يكونون أكثر إفسادًا منهم كما ذكر الشَّيخ #الطريفي وغيره، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

هذا في الأحكام العامَّة وإلَّا فقد يكون في الخوارج كُفَّارٌ أضلُّ وأفسد من اليهود والنَّصارىٰ، فتكون حالة خارجة عن الأصل ولا تبنىٰ القواعد علىٰ الشَّواذِّ.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- الإسراف في الأكل والشُّرب في رمضان #قد يخالف أو يتعارض مع بعض الحكمة من الصِّيام، فلا تخجلوا من صنع صنف واحد من الطَّعام، ولا تجعلوا للإفطار فيه تجاوزًا للحدِّ المعهود في غيره، فإن حرمان النَّفس من الملذَّات في نهاره لا يعني إطلاق العنان لها في ليله، وليس…
-
استقبال رمضان بشراء كميَّات الطَّعام الكبيرة، أو فوانيس الزِّينة والزَّخرفات الكثيرة، ونشر الكتابات والخواطر والحالات، أو الصُّور والتَّصاميم المتنوِّعات، هو أبعد الأفعال عن السُّنَّة وإن لم يكن حرامًا، فإنَّ الشَّيطان إذا عجز عن إيقاع المسلم في الحرام، أشغله بكثرة المباحات والغرق في المكروهات، فإذا أمات قلبه وأحال شهر العبادات موسمًا للعادات، تمكَّن منه من حيث يشعر أو لا يشعر ..

كان علماء السَّلف يتوقَّفون عن حلقات العلم في رمضان كي لا تشغلهم عن القرآن والطَّاعات، مع أنَّ طلب العلم فريضة، فكيف بمن شغلته المظاهر عن القرآن وشهر القرآن !! والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- من اعتاد أن يشكو أمره للبشر، واطمأنَّ قلبه بذلك، وصار عادةً له يرتاح فيها؛ ضَعُفَت رغبته في اللُّجوء إلىٰ ربِّ البشر، فقد اعتقد قوَّةً لغيره، وحولًا بعباده من دونه .. وإن لم يقصد ذلك أو يفكِّر فيه جهرةً، فقد سبقت عليه نفسه بفعله دون إقرار منه، والله المستعان…
-
يضعف الإنسان فيجد نشوته في التَّعبير عن حزنه وألمه في أحيان كثيرة، خاصَّة في فترة الضُّغوطات وزيادة الهموم في حياته، مع أنَّه لا لذَّة خضوعٍ وانكسارٍ أجمل من لحظة نزول الرُّكبتين علىٰ الأرض للسُّجود إذا تفكَّر المسلم في عظم تلك الحركة قبل أن يقول : سبحان ربِّي الأعلىٰ، إلَّا أنَّنا نغفل عن ذلك وتسبق ألسنتنا عقولنا فنبوح لهذا وذاك من مخلوقين ضعفاء مثلنا لا حول لهم أو لنا ولا قوَّة إلَّا بالله، ومن كمل عقله علم أنَّ بريد الشَّكوىٰ عند البشر قلَّ ما يصل وينفع، والشَّكوىٰ نفسها إذا أودعها عند ربِّه الأعلىٰ بعد أن سبَّحه فإنَّ الله - إن استجاب - يذلِّل له من الأسباب ما يكسر به جبابرة الأرض، وتنصره ملائكة السَّماء، وتنقلب لأجله الموازين، وتنسف في ذلك القوانين، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال الشَّيخ عبد الرَّحمن السَّعديُّ - رحمه الله - في تفسيره : " الشَّكوىٰ إلىٰ الله لا تنافي الصَّبر، وإنَّما الَّذي ينافيه الشَّكوىٰ إلىٰ المخلوقين "، فـ اللَّهمَّ اجعلنا من الصَّابرين الرَّاضين المرضيِّين، وعلىٰ كلِّ حال الحمد لله ربِّ العالمين.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- طالب العلم إذا أغرق نفسه في الكتب، ثمَّ تغافل عن أخطاء المجتمع حوله، وتجاهل مصائب الأمَّة وما يقع عليها في مشارق الأرض ومغاربها، فلبئس ما صنع ولا كرامة، فإنَّه لا خير في علم لا يفضي إلىٰ صالح العمل، ولا خير في عالم كنز علمه وسكت عن قول الحقِّ والوقوف في…
-
الأحرف الثَّلاثة الَّتي شكَّلت كلمة العلم أبت إلَّا أن تُشكِّل معها كلمة العمل، فارتبطا ببعضهما من حينها، إذ لا قيمة للعلم دون العمل، ولا يصحُّ العمل ولا يكمل دون العلم، فالعلوم دون العمل معرفة مذمومة، والأعمال دون العلم ضلالات مشؤومة، والشقاء في كلا الحالين قِسمة محتومة، والتفريق بين هذه الأحوال واجب، إذ تاه النَّاس بخلطهم بين المعارف والعلوم، فترىٰ جيل الشَّباب من ذكور وإناث يتثقَّفون بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، ثمَّ لا يجدون في أنفسهم منها نفعًا، في حين أنَّ أصحاب العلم يروِّضون عقولهم ولو بالقليل منه، فاحذروا أهل المعارف والزموا أهل العلم ..

قال الله - سبحانه وتعالىٰ - في سورة #فاطر : { إِنَّمَا يَخْشَىٰ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }، فالعلم الحقيقيُّ لغةً ما أورث نفعًا وأنتج عملًا، أمَّا اصطلاحًا فهو ما يقرِّب إلىٰ الله وطريق الخير زلفًا، وفي سياق الذَّمِّ قال الله - سبحانه وتعالىٰ - في سورة #النحل : { يَعۡرِفُونَ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ } فالمعرفة هنا مشؤومة إذ لم تخرج أصحابها من الكفر ولم تدفعهم إلىٰ العمل، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
يخلط النَّاس بين جمال الوجه ونوره كثيرًا، فتراهم يطلقون نور الوجه علىٰ بعض الفسَّاق أو المبتدعة وهم لا يشعرون، لما يكون في وجوه بعضهم من الجمال الخَلقيِّ المحض، ويطلقون علىٰ بعض الصَّالحين أو المؤمنين ظلمة الوجه أو نحو ذلك، لما يكون في وجوههم من قلَّة الحسن والجمال .. والأبشع من ذلك أنَّهم يتكلَّمون بثقة لا يظهر عليها أنَّها تقبل النَّقد، ومن حفظ لسانه في الدُّنيا عمَّا لا ينفعه ولا يعنيه، صلح - بإذن الله - قلبه لما يسعده في الآخرة ويرضيه .. والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

ذهبت مع صديقي مرَّة إلىٰ السُّوق في نهار حار، وفي أثناء مشينا هنا وهناك والحديث مع البائعين الَّذين لا نعرفهم ولا يعرفوننا، قال أحدهم لصديقي في سياق حديثه : وجهك به نور يا شيخ !! وراح يكرِّرها ويعيدها .. وعندما خرجنا قال لي : أتصدِّق أنَّ وجهًا لم يستيقظ لصلاة الفجر سيكون فيه نورٌ اليوم !! ولكنَّهم يخلطون بين بياض الوجه ونوره، وقد ضاق صدري من كلامه إذ أعوذ بالله من ظهور الصَّلاح، وإبطان غير ذلك ..
-
حضور الجُمُعَة والجماعات في المساجد للرِّجال واجب، والأدلَّة في ذلك كثيرة من الكتاب والسُّنَّة، ويكفينا زجرًا في ذلك أنَّ رسول الله - ﷺ - لم يرخِّص للرَّجل الضَّرير تركَ الجماعة والصَّلاة في بيته، فكيف بمن كان شابًّا مبصرًا قويًّا، وبعد ذلك كلِّه فإذا أكل المسلم ثومًا أو بصلًا أو غيرهما ممَّا تُكره رائحته، ينتقل الحكم من الوجوب إلىٰ خلاف بين الكراهة والتَّحريم، وقول الجمهور في الكراهة لا يسقط قوَّة القول بالتَّحريم أصُولًا، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال رسول الله - ﷺ - في الحديث الصَّحيح عند الإمامين #البخاري و #مسلم : "( من أكل ثُومًا أو بصلًا، فَليَعتَزِلنَا، أو قال : فَليَعتَزِل مسجدنا، وَليَقعُدْ فِي بَيتِهِ )" فليس من الورع في شيء أن يخالف المسلم نصًّا صحيحًا، ويصرَّ علىٰ أذيَّة المصلِّين متوهِّمًا صحَّة فعله، فلا هو أطاع رسوله - ﷺ - ولا هو كفَّ أذاه عن أمَّته.
بَرقُ بَنِي أُمَيَّةَ | -_^
- دعم المرأة أو تمكين المرأة، وشعارات كوني قويَّة أو كوني ثورة، وغيرها الكثير .. لا ينبغي أن تخدعكم هذه العبارات الكاذبة، فـ كم من تفاهة كُتب عليها للعقول الرَّاقية فقط وكم من سفيه نطق ببعض الهراء قِيلَ عنه مفكِّرٌ إسلاميٌّ !! بل وزيادة علىٰ ذلك؛ كم مِمَّن…
-
أكثر صور النَّسويَّة المتأسلمة انتشارًا اليوم، تتجَلَّىٰ في واهمات الدَّعوة مرئيًّا عبر مواقع التَّواصل، فترىٰ اسم الدَّاعية فلانة له من المتابعين أعدادٌ تفوق ربَّما أعداد المتابعين لبعض السَّافرات، ومرَّة تلبس الأحمر ومرَّة الأزرق بحجَّة أنَّ الشَّريعة لم تحصر الحشمة في اللَّون الأسود أو الأبيض، فلا هي فقهت أحكام دينها، ولا هي منعت نفسها من إضلال نساء المسلمين في بيوتهنَّ، ولا هي ساعدت الشَّباب علىٰ غضِّ أبصارهم، فالواهمة (الدَّاعية) الَّتي تخرج محتشمة لتحدِّث عن حكم تعطُّر المرأة عند خروجها من بيتها هي نفسها الَّتي تلقي الدُّعابات في مقاطعها، أو تظهر الغَمَزَات في عيونها، أو ربَّما تضع إضاءات ملوَّنة خلف عدسة التَّصوير لتغيِّر لون عيونها في مقاطعها المحتشمة، الَّتي يراها مئات آلاف الشَّباب من العُزَّاب، فإن غافلت زوجها بجهله أو قلَّة غيرته؛ فأنَّىٰ لها أن تجيب ربَّها المحيط بخلقه وخليقته ..

إنَّ الشَّريعة الَّتي منعت المرأة من أن تكون خطيبة علىٰ المنابر، أو ترفع الأذان في المساجد، أو أن تكون في الجيوش وتجاهد، هي الشَّريعة نفسها الَّتي أمرتها أن تبقىٰ في بيتها ليدافع عنها الرِّجال بأرواحهم وأجسادهم، حَتَّىٰ قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : " ما تعبَّدت اللهَ امرأةٌ بمثل تقوىٰ الله وجلوسها في بيتها "، والظُّهور في مواقع التَّواصل أشدُّ من الظُّهور في الطُّرقات؛ لما في ذلك من سهولة إطلاق الأسماع والأبصار، وتكرار المشاهدة، والتَّعلُّق أكثر فأكثر، أو نحو ذلك ممَّا يمرض القلوب أو يزيدها مرضًا، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
للرِّيَاضيَّات شأن عظيم؛ فهي لا تدخل علمًا أو فنًّا، قديمًا أو حديثًا، إلَّا زانته ورفعت مكانته، إلَّا الأخلاق؛ إن هي دخلتها أفسدتها ..

ليس من أخلاق المسلم معاملة النَّاس بالمثل، فيحسن لمن أحسن، ويسيء لمن أساء، ويردُّ الجميل بقدره، ويعيد الإساءة بمثلها، فلو كذب المسلم على الكاذب، وغدر بالغادر، وسرق السَّارق، وفجر مع الفاجر، لصار شرًّا منهم جميعًا، فكيف به والله - سبحانه وتعالىٰ - يقول عن عباده المؤمنين في سورة #الفرقان : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }.

قال إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل - رحمه الله - : " حسن الخُلُق أن تحتمل ما يكون من النَّاس " أو كما قالها، فلا تخدعنَّكم عُنجُهِيَّات القوم، وطيش الشَّباب، فإنَّ قوَّة المؤمن الَّتي يحبُّها الله، لَتتكامل مع التَّغافل وحسن الخُلُق مع إخوانه ولا تتعارض معهما، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
كلُّ عمل صالح فهو محمود مبارك أجره في هذه الأيَّام، وكلُّ عمل طالح فهو مذموم مضاعف وزره فيها، وما عدا ذلك من المباحات والملهيات فهي إن لم تكن مكروهة عند الرَّحمن، فلا أقلَّ من أن يسعد بها الشَّيطان، إذ يلهي بها عباد الله عن ما يحبُّه الله، في إطار من المشتبهات والمتشابهات.

أفضل أيَّام الدُّنيا بدأت، والمؤمن كيِّس فطن، يعلم أنَّ اغتنامها في البعد عن المعاصي والإكثار من الطَّاعات هو أعظم المطلوب والتَّقوىٰ فيها أجلُّ المقصود، ومن عجز أو تعاجز، فأقعده الشَّيطان أو ثبَّطه، أو - والعياذ بالله - كره الله انبعاثه، فليحرص علىٰ الصَّوم، فإن لم يُطِق صيام الجسد عن الملذَّات من الفجر إلىٰ المغرب في نهاره، فليرغم أنفه علىٰ صيام جوارحه عن الذُّنوب والمعاصي في ليله ونهاره، ومن أراد أن يثقل ميزانه فيها؛ فلا ينسىٰ أنَّ رسول الله - ﷺ - قال : ( ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ )، فسوء الخُلُق في مواسم الخير من تلبيس إبليس، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
الخلاف في صوم يوم السَّبت غير سائغ، وجمهور العلماء على كراهية صومه منفردًا تطوُّعًا، والإمام ابن باز يقول جوازَ صومه دون كراهة في جميع أحواله، وقول الجمهور للحقِّ أقرب، إذ ينبغي لمن أراد أن يصوم يوم السَّبت تطوُّعًا أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده وهذا رأي المذاهب الأربع، ونقل شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم إجماع العلماء على مشروعيَّة صومه.

فإذا وافق يوم السَّبت يومًا يُندب صومه، مثل أيَّام البيض، أو يوم عرفة، أو عند من يصوم صيام داوود بأن يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ فلا حرج بصومه البتَّة، والقول بتحريم صومه؛ شاذٌّ، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

نقل موقع الدُّرر السَّنيَّة ذلك عن جمع من العلماء، ومن أبرز ما نقله تعليقًا وأكثره اختصارًا، نقلهم : " أمَّا التَّحريمُ فهذا هو القول المُحدَث "، ونقلهم : " وأمَّا القولُ بتحريمِ صيامِ السَّبتِ في غيرِ الفرضِ فهو رأيٌ أقربُ إلىٰ الشُّذوذ؛ لمخالفتِه الإجماعَ الصَّحيحَ ".

فمن رأىٰ بعد ذلك تحريم صوم يوم السَّبت دينًا، ومال قلبه إلى هذا القول، فليس له أن ينكر علىٰ صائميه، والأفضل أن لا يُنكر عليه كذلك؛ درءًا للفتنة.
-
قد لا تكون أو لا تقتصر غربتك في هذا الزَّمان علىٰ إطلاق لحيتك فترةَ يفعتك في حين يعلق أقرانك في جحر ضبِّ الموضات الغربيَّة إن كنت شابًّا، أو علىٰ حفاظكِ علىٰ نقاب حقيقيٍّ لا يُظهِر الحاجبان أو حَتَّىٰ العينان في حين تتغنَّىٰ قريناتك وتتراقص بجلبابها في مواقع التَّواصل إن كنت فتاةً .. مع كامل التَّقدير لما ذكرته كأبسط وأكثر أنواع غربة الدِّين انتشارًا الآن بين الشَّباب والفتيات ..

لكنَّ أقسىٰ صور الغربة؛ تُختَصر في دعوتك ونقاشك ومحاولة إيصالك عزَّة العقيدة إلىٰ صدر من كنت يومًا تأخذ العلمَ عنه، وتجلس بين يديه ساعيًا لأن تنهل ممَّا فتح الله عليه به، فإذا به ينتكس ثمَّ لا يسكت، بل؛ يدعوك لأن تكون مفرِّطًا مثله، تتَّبع رخص الفقهاء، وتنكر علىٰ المتمسِّكين بالسُّنَّة وتتفرَّغ لمماراة السُّفهاء ..

صحَّ عن أمِّ المؤمنين أمِّ سلمة - رضي الله عنها - أنَّها قالت عن رسول الله - ﷺ - كان أكثر دعائه : ( يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي علىٰ دينك )، وهو المعصوم الَّذي قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فكيف بنا نحن !! والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

ربَّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..
-
النَّفس مجبولة علىٰ النَّقص، مفطورة علىٰ الخطأ، فلا يمكن أن تُزكَّىٰ مطلقًا مهما بذل صاحبها من الأسباب، وحقَّق من الواجبات، وأكثر وتزوَّد من الطَّاعات، فمن عجز في نهاية أمره عن إصلاح خلق فاسد، أو عادة مشينة، فليخفهما ما استطاع، إلىٰ أن يصلح الله حاله، فتصنُّع الفضائل بُغية أُلفها ليس من النِّفاق إن شاء الله، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - : " لا يخلو جسد من حسد، لكنَّ اللَّئيم يبديه، والكريم يخفيه "، أو كما قالها شيخ الإسلام، ولا شكَّ أنَّ حالنا أولىٰ بإخفاء مساوئ أنفسنا ريثما يأذن الله لنا بإصلاحها وصلاحنا، ولنحذر إظهار الشُّرور بحجَّة الصَّراحة، فتلك وقاحة.
-
الخلوة مع الله في زمن الفتن، أو وقت البلايا؛ من أعظم أسباب الثَّبات، وأكبر عوامل الفهم، وأوسع ساحات ترويض العقل، وأقوىٰ وسائل دفع الشُّبُهَات، شرط أن تكون الخلوة صائبة في وقتها وأدائها، يسبقها علم لا تُشترط كثرته، وفهم لا تُطلب عَظَمَتُه، فإن زانها الإخلاص بعد ذلك؛ رفعت فاعلها وأعلت شأنه، وإن شارك فيها شيطان من الإنس أو الجنِّ؛ أهانت باغيها وخسفت به في الدُّنيا، ونعيذه بالله من ذلك في الآخرة، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - : " ينبغي للإنسان أن تكون له ساعات يناجي فيها ربَّه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالنَّاس ونفعهم، ولهذا كانت خلوة الإنسان في اللَّيل بربِّه؛ أفضل من اجتماعه بالنَّاس ".
-
الفرح بمصائب أعداء الإسلام من الكافرين وأهل البدع المغلَّظة البغيضين، أو أهل الفسق والفجور شرط كونهم لمنكراتهم داعين؛ مطلوب شرعًا، بل قد يكون علامة من علامات الإيمان وحياة القلب، فهو نعمة من الله علىٰ العباد، والشَّجر والدَّوابِّ في البلاد، قال الله - تعالىٰ - في سورة #الأحزاب : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا } فهلاك المحاربين لشرع الله وعباده نعمة من نعم الله عليهم، تستوجب الفرح والشُّكر لله، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

ولا يختلف الحكم باختلاف الفاعل بهم، سواء كان ذلك بفعل المسلمين، أو قتال بيت فئتين من المبتدعين أو الكافرين، أو كان مرضًا أو قدرًا محتومًا فيهم بإذن الله ربِّ العالمين، فالعبرة بما وقع علىٰ أعداء الدِّين، لا بمن أوقع ذلك بهم، قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - : " وقاتل أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - الخوارج، وذكر فيهم سنَّة رسول الله - ﷺ - المتضمِّنة لقتالهم، وفرح بقتلهم، وسجد لله شكرًا لمَّا رأىٰ أباهم مقتولًا ".
-
• يحرم علىٰ المسلم وإن كان سوريًّا أن يمدح رأس الكفر اليهوديَّ كما يحرم علىٰ المسلم وإن كان فلسطينيًّا أن يحزن علىٰ موت رأس الرِّدَّة الرَّافضيِّ، فولاء المسلمين لعقيدة واحدة لا تتبدَّل .. واتِّخاذ ثورة الشَّام والمسجد الأمويِّ أو مقاومة فلسطين والمسجد الأقصىٰ طاغوتًا يُوَالىٰ عليه ويُعَادىٰ؛ ضربٌ من ضروب الشِّرك، وضعف التَّوحيد، وهشاشة العقيدة، والبعد عن ولاء المسلمين لدينهم وبراءتهم من أعداء الله ورسوله، ولَفناء أطفال الشَّام ونسائها وهدم المسجد الأقصىٰ أهون عند الله من أن يرفع في بلاد الإسلام راية كُتَب فيها شركيَّات " لبَّيك يا حُسين ".

• مرارة في الصَّدر يؤجِّجها بجاحة أهل الباطل في دفاعهم عن باطلهم، ويزيد لهيبها فئة من بني جلدتنا غلبهم هوىٰ الوسطيَّة ووهمها، فالشَّيخ الَّذي يعمل منذ سنوات علىٰ ( بناء الجيل الصَّاعد منهجيًّا ) كما يُقال، يخرج في أربعين دقيقةً يخلط فيها بين خلٍّ وعسل، ليخبرنا أنَّ فرح المسلمين بمقتل الطَّاعن في عرض عائشة أمِّ المؤمنين ( فرح فطريٌّ ) ناسفًا بذلك القول أسس العقيدة ودعامات المنهج الَّذي لا يعترف المؤمن القويُّ بمثلهما في ولائه وبرائه.

• خطر الرَّافضة علىٰ الإسلام أشدُّ وأقرب من خطر اليهود والنَّصارىٰ وغيرهم من الكُفَّار الأصليِّين، قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - عنهم : " فيهم من الرِّدَّة عن شرائع الدِّين أعظم ممَّا في مانعي الزَّكاة الَّذين قاتلهم أبو بكر الصِّدِّيق والصَّحابة " ومن المعلوم بإجماع الأمَّة أنَّ كفر الرِّدَّة أغلظ من الكفر الأصليِّ، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
الضَّلال في تكفير #السنوار - رحمه الله - لا يختلف كثيرًا عن الضَّلال في التَّرحُّم علىٰ الهالك زعيم حزب الشَّيطان - لعنه الله - مع أنَّ الكثيرين قد يتوهَّمون أنَّهما في الحُكم سواء، أو أنَّهما كانا في خندق واحد، تحت راية واحدة .. ولعلَّ هذا خلط باطل، إن لم يكن ظلمًا من القول بينه وبين الحقِّ من الجهل حائل.

يحيىٰ رجل مسلم يجوز التَّرحُّم عليه، وإن كنَّا ننكر - في حياته - ما فعله من الثَّناء علىٰ النُّصيريَّة والرَّافضة، وهم أصحاب السَّكاكين الَّتي ذبَّحت أطفال المسلمين ونساءهم في بغداد ودمشق وصنعاء، لكنَّه وفي أقلِّ الأحوال؛ لم يقل بكفره عالم كبير، أو قاض صغير، إذ لم يتجرَّأ علىٰ ذلك إلَّا رويبضة المواقع أو أصاغر الواقع، فانقسم أهل الباطل إلىٰ غلاة يكفِّرونه ويجعلون حكمهم فيه كما في الرَّافضة، وجهَّال يجعلون إنكارنا لثنائه علىٰ الرَّافضة طعنًا في الجهاد وأهله، والحقيقة أنَّ ترحُّمنا عليه حقٌّ شرعيٌّ كما أنَّ تشنيعنا عليه - سابقًا - واجب دينيٌّ.

الحديث عن أخطاء قادة الجهاد في فلسطين - الآن - إن لم يكن هوًىٰ متعمَّدًا من أنفس مريضة، فهو من تلبيس إبليس علىٰ كلِّ جاهل أو خسيس؛ فالزَّمان الآن زمان نصرة ودعاء، لا زمان تنظير وتقييم، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
يُولَد الإنسان بفطرة نقيَّة، شأنه في ذلك شأن المخلوقات جميعها، طيورها ودوابِّها وحيتانها، فلا يخرج الجنين من بطن أمِّه إلَّا بفطرة بيضاء سليمة، جاهزة لقبول التَّوحيد، والاستسلام لأوامر بارئها، عقيدةً ومنهجًا وتشريعًا وفقهًا وأخلاقًا، ما لم يلوِّثها الوالدان بتهويدها أو تنصيرها أو تمجيسها ..

وإن كنَّا - أنا وأنت - من الَّذين منَّ الله عليهم بالنُّشوء في بيئة مسلمة، ومجتمع ملتزم، ومحيط منضبط، فهو أمر طيِّب بلا ريب، لكنَّ حالة الخوف لم تنته بعد، فكما ودَّ المشركون أن يغفُل المسلمون عن أسلحتهم في صلاة الخوف فيميلون عليهم ميلة واحدة، يودُّ الشَّيطان وأولياؤه - اليوم - أن يغفُل المسلمون عن حصانة فطرتهم فيجعلونهم عبيدًا لهم ولشهواتهم، والله سبحانه وتعالىٰ يقول : { وَخُذُواْ حِذۡرَكُمۡۗ }.

منصَّات التَّواصل والتَّتفيه الاجتماعيِّ مرتع مظلم، فيه من العسل ساقية بل قطرات، ومن الخبث أنهار بل محيطات، لا يكاد يسلم من شرِّها أحد، ولو اتَّخذ من الوقاية ما اتَّخذ، ولنا في أخفِّ شرورها - رغم عظمته - أقرب مثال؛ فالمقطع المضحك فيها لا يكاد يخلو من مخنِّث يصوِّر زوجته، أو يلبس لباسها، بل ومنهم من يستهزئ بأفعال أمِّه ليضحك سفهاء المشجِّعين، ومن لم يجد في ذلك خدشًا للفطرة؛ فليسأل الله الثَّبات بعد الهداية، فإنَّ بصيرته قد ضاقت به، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
بحجَّة #الغيرة علىٰ آل البيت طعن الرَّوافض في صحابة رسول الله - ﷺ - وعرضه فكفروا، وبحجَّة #الغيرة علىٰ العقيدة ضلَّ الخوارج بتكفيرهم المسلمين وابتدعوا، وبحجَّة #الغيرة علىٰ الله أوَّل الأشاعرة صفات ربِّهم وبذلك من السُّنَّة خرجوا، وبحجَّة #الغيرة علىٰ الأمَّة بدَّع المداخلةُ العلماءَ وطريقتهم في ذلك أحدثوا، وأخيرًا؛ بحجَّة #الغيرة علىٰ السَّلف بدأ حدثاء الأسنان ورويبضة (اليوتيوب) طريقتهم المنكرة في تتبُّع أخطاء السَّابقين من السَّلف والصَّالحين، فجمعوا بين خبث الرَّوافض، وحقد الخوارج، وضلال الأشاعرة، وغلوِّ المداخلة، وأخيرًا؛ جشع الشُّهرة، وسفاهة المشاهير ..

ما من مخلوق علىٰ وجه الأرض يعمل عملًا إلَّا وله في عمله حجَّة يسبقها دافع، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا، متعلِّمًا أو جاهلًا، كبيرًا أو صغيرًا، عاقلًا أو غير عاقل، وفي إثبات هذا لا يُطلَب الدَّليل؛ فهو معلوم مشاهد قبل أن يثبته العلم الفيزيائيُّ والنَّظريُّ.

إلَّا أنَّ العبرة ليست بوجود العلَّة، إنَّما بموافقتها للوحي الثَّابت شرعًا، والفهم المنقول عدلًا، ثمَّ الحقِّ المقضيِّ عقلًا، ولو كان الحكم موكلًا لعلَّته دون ميزان الحقِّ والباطل؛ لتساوىٰ الظَّالم والمظلوم، والقاتل والمقتول، والغادر والمغدور، وسقط القضاء ولا تسأل بعد ذلك عن حجم البلاء، فالقوَّة القوَّة يا مؤمنين، فالزموا العلماء ومنهم خذوا اليقين، واحذروا أهل الشُّبُهَات من المفتونين، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.
-
إذا جاء القتال؛ سقطت الحواجز، ووجب الجهاد مع البرِّ والفاجر، المستقيم والمبتدع، الشُّجاع والجبان، بل يصحُّ الجهاد مع الظَّالم الباغي إن غاب الأمير العادل، ولا تسقط فرضيَّته بأخطاء الجماعات والأحزاب، ولا تهون قيمته بانحرافات القوىٰ والأقطاب، فقتال الكافر المحتلِّ أوجب الواجبات، وأكرم المنح والعطايات، فهو ذروة سنام الإسلام، وسبب لتجديد الإيمان، وسياحة لأهل التَّقوىٰ والإحسان، والله المستعان وهو أعلىٰ وأعلم.

قال رسول الله - ﷺ - كما في صحيح مسلم : "( من مات ولم يغزُ، ولم يحدِّث به نفسه؛ مات علىٰ شعبة من نفاق )"، هذا في جهاد الطَّلب فكيف بجهاد الدَّفع !! وهذا في الصَّامت فكيف بالمثبِّط ظهير الشَّيطان علىٰ عباد الرَّحمن !! أعاذنا اللهُ وإيَّاكم أن نكون من الَّذين كره انبعاثهم فثبَّطهم، وجعلنا اللهُ وإيَّاكم من الَّذين فهموا الجهاد فكان وسيلة يخدمونها، لا غاية يستعملونها.
2024/12/25 14:16:09
Back to Top
HTML Embed Code: