تتذَبْذَب، حيَاة كاملة تنجَرِف في لحظَة.. وتعودُ مُستَقِمية في لحَظةٍ أُخرى، تستَقِرُ علَى حالٍّ حتَّى تَسْتَأمِنه، تطمَئِن لهدُوئه، وعلَى جِيِّنِ غِرَة تجد العالم بأكمَلِه مقلوبًّا، رأسًّا علَى عقب، يلتَفُ الخوفُ حوْلك، سالبًا إيَّاكَ إستقرارك النفسيّ، كما لو أنَّهُ حقًا عليكَ إرجَاعه.

أكره أن يَعِدني أحدَهُم بأمرٍ في غَمْرَة إنشِراحه، أعلَم سلفًا بأنَّهُ لَنْ يَحدُث.

—كَنصيحة يا رفاق:
"الحياةُ سَتظلُّ ناقصةٍ حتَّى نهايةُ الأيام، لا جدوىٰ مِن تأجِيل شُعورك بالامتِلاء في اِنتظار كَمالِها، ما تراه اليوم كاملاً لن يغدو كذلك غدًا، أُنظر حولكَ واستمتع بما تملك، مع السعي نحو الأفضل بنفسٍ مُطمئنة لا نفسٍ ساخِطة."

"‏ هُو عيدٌ دائمًا، طالما أن العائلةُ بخير."

هناكَ نوعٌ من النّضج يدفعك لرغبةٍ متزايدة نحو حياةٍ هادئة، بسيطة، وعادية، بعيدة عن الصخب والضجيج والتمسّك بالقضايا العالمية، العالم لا يتغيّر، وَنَحْنُ لسنا بمُنقذيه من الهلاك، ربما لم نولَد كلّنا لنصيرَ أبطالًا، فلا بأس إذًا بحياةٍ عادية، وفِي النهاية نَحْنُ لا ننضُجُ بنفس الطريقة، لكلٍّ طريقته.

حين يشتدّ التعب بالعين ، تُغلق على نفسها من تلقاء نفسها .. كذلك نَحنُ .. كذلك القلب .!

"كان يشبه تحديًا عظيمًا أن أنجو من قبضة الأيام الفائتة .. لم يساعدني شيء عدا معرفتي العميقة بأنني إن استمريت في الركض فسوف أنجو"

المزعجُ في اليأس أنّه بديهيّ ومُوَثَّق وذو أسباب وجيهة: إنه ريبورتاج. والآن أمعِنوا النظر في الأمل. تأمّلُوا سَخاءَهُ في الغشّ، رُسُوخَهُ في التدجيل، رفضَه للأحداث: إنّه تيه وخيال. وفي هذا التيه تكمن الحياة ومن هذا الخيال تتغذّى.

السبب الوحيد وراء فشلنا في إدراك الفظاعة التامة للحياة التي نعيشها، التي تناقض الطبيعة البشرية تماماً، هو أن كل تلك الفظاعات قد تسللت تدريجيًا بحيث فشلنا في الانتباه لها حتى أصبحت روتينًا عاديًا لا يعترض عليه أحد.

‏"إذا كان هذا فعله بمُحِبّهِ، فماذا تراهُ في أعاديه يصنع؟"

ما زلت أؤمن أن الانسان لا يموت دفعة واحدة وإنما يموت بطريقة الأجزاء ,كلما رحل صديق مات جزء ,وكلما غادرنا حبيب مات جزء ,وكلما قُتل حلم من أحلامنا مات جزء فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة فيحملها ويرحل .

- جبران خليل جبران .

"حَاولتُ وصفكِ فأستعصى الخَيال معي.. "

تعالي نزعلْ لأن البحّارةَ عادوا باللؤلؤة ، وفي اليوم التالي ألقوا بها إلى البحر ، من أجل أن يبحروا ، ثانية ، بحثا عنها..

‏تعالي نزعلْ ، لأنّ الحبَّ ليس اللؤلؤةَ ، وإنما الرحلةُ نحوها !

-عبد العظيم فنجان