📝 مجمع الفوائد والدروس العلمية

#شرح_السنة_للإمام_البربهاري_رحمه_الله


*💢 الدرس الثالث والستون 💢*


*بسم الله الرحمن الرحيم*


*الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، القائل:[تركتكم على مثل بيضاء نقية ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك].*
*والقائل:[ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ﷺ].*


*🔰أما بعد.*


*📍لازلنا بحول الله تعالى في التعليق على شرح السنة للإمام البربهاري رحمه الله.*


❐لازال المؤلف يذكر مسائل الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة.

*فما هو الأصل الذي مر معنا في الحصة الماضية❓*

الإيمان بأن الأطفال إذا أصابهم شيء في دار الدنيا يألمون.

*🔹المعلمة حفظها الله:*
أحسنتن.
......................

*❐ قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأعلم أنه لا يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله، ولا يعذب الله أحداً إلا بذنوبه].*

*ـــ اليوم إن شاء الله نأخذ التعليق على هذه الجزئية من المتن من كلام المؤلف ، وبقية المتن نكمله الحصة القادمة بإذن الله تعالى.*


*◢قوله: [ أعلم أنه لا يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله ].*

ــ فيه إشارة إلى قول النبي ﷺ: (لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل).


ــ فدخول الجنة لا يكون إلا برحمة الله والأعمال سبب، فمن أتى بالسبب نالته الرحمة، ومن لم يأت بالسبب لم تنله رحمته ولم يدخل الجنة برحمة الله.

ــ فالجنة غالية ورفيعة ولاتدرك بالعمل ، مهما عمل الإنسان ، ولو عمل كل الطاعات ، فإن عمله لايقابل النعم التي عليه، فلو حوسب على النعم لم يبق عنده عمل.

ــ كما أن الجنة غالية وليس لها قيمة مقدرة من الأعمال لايعلم عظمها إلا الله ، لكن المؤمنون يدخلون الجنة برحمته، بسبب أعمالهم ، فالأعمال سبب لدخول الجنة ، وليست هي موجبة لدخول الجنة ولاثمنا لها.

ــ وقوله تعالى في سورة النحل: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
الباء سببيه, أي: بسبب أعمالكم.
....................

*◢وقوله عليه الصلاة والسلام: [ لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ].*
هذا من أجل ألا يعجب الإنسان بعمله ، لا لأجل أن يترك العمل.
...................

*◢ وقوله:[ إلا برحمة الله ]*
وسبب الرحمة: التوحيد والإيمان، فمن أتى بالسبب وهو التوحيد والإيمان نالته الرحمة، ومن لم يأت بالسبب، وهو التوحيد والإيمان لم تنله الرحمة.

ــ إذا من أسباب دخول الجنة الأعمال الصالحة وتوحيد الله عزوجل.


▼هناك مسألة ذكرناها في دروس سابقة في هذه المسألة، في درس من دروس الأصول الستة حين تكلمنا عن الجمع بين الآية والحديث ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، ولن يدخل أحدكم الجنة بعمله.

ــ طيب..سأكررها الآن من باب المذاكرة والاستفادة لبقية الطالبات لم يحضرن معنا.

⇇ في قوله تعالى:{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقول النبي ﷺ: [لايدخل أحدكم الجنة بعمله]،
كيف نجمع بين الإثبات بدخول الجنة في *{بما كانوا يعملون}*، وبين النفي في الحديث *[لن يدخل الجنة أحدكم بعمله] قالوا ولا أنت يارسول اللَّه؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتعمدني اللَّه برحمته وفضله]*

⇇الأولى فيها إثبات لدخول الجنة بالاعمال،
⇇والثانية فيها نفي دخول الجنة بالعمل.
*ــ مع أن الآيات كثيرة في عدة مواضع في القرآن [بما كانوا يعملون].*

*⏪ الباء في الحديث هي باء السببية، فنفى النبي ﷺ أن تكون الأعمال سببا محض في دخول واستحقاق الجنة وذلك حتى لايتكل الناس على أعمالهم فإن الإنسان مهما أفنى عمره في العبادة فلن يؤدي حق شكر نعمة واحدة من نعم اللَّه، كما في قصة ذلك العابد الذي عبد اللَّه أربعين عاما، فلما توفي أراد أن يدخل الجنة بعمله ....إلخ أخر القصة، فبين أن دخول الجنان إنما يكون بفضل ومنة من اللَّه.*

*⏪ أما الآية فتبين أن التقلب بنعيم الجنان وإختلاف درجاتها إنما يكون بتفاضل الأعمال بين العباد.*

*ــ باء (بما عملوا ) أو (بماكنتم تعلمون) ليست باء الثمن، بل باء سببية.*

*ــ وباء الثمن منفية في الحديث الصحيح المذكور آنفا.*
*(لن يدخل أحدكم الجنة بعمله).*


*◢فالأولى سببية فيها إثبات.*

*◢والثانية ثمنية منفية.*

▣أي/أعمال العباد ليست أثمانا للجنة،
ماهي حتي تكون أثمانا للجنة.

ــ *لا، الجنة سلعة اللَّه الغالية لا ثمن لها.*

ــ *أعمالنا لاتقوى أن تكون أثمانا.*

ــ *ولكن الباء الموجودة في القرآن في عدة مواضع هي باء السبب.*

*هي أسباب لدخول الجنة وليست أثمانا.*

*وهذه مسألة مهمة يجب أن يفرق طلاب العلم بين باب الثمن المنفية في الحديث، وباء السبب المثبتة في القرآن.*

*بمعنى أن اللَّه سبحانه وتعالى تفضلا منه خلق العباد ووفق من وفق إلى الأعمال فقبل منه تلك الأعمال، فجعلها فضلا منه ورحمة أسبابا لدخول الجنة.*

هي كررتها هنا مناسبة للمقام وللدرس وللمذاكرة.
...................

www.tgoop.com/Doros_fawaed/30446

54 viewsNov 26 at 13:13

#شرح_السنة_للإمام_البربهاري_رحمه_الله


*💢 الدرس الثالث والستون 💢*


*بسم الله الرحمن الرحيم*


*الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، القائل:[تركتكم على مثل بيضاء نقية ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك].*
*والقائل:[ تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ﷺ].*


*🔰أما بعد.*


*📍لازلنا بحول الله تعالى في التعليق على شرح السنة للإمام البربهاري رحمه الله.*


❐لازال المؤلف يذكر مسائل الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة.

*فما هو الأصل الذي مر معنا في الحصة الماضية❓*

الإيمان بأن الأطفال إذا أصابهم شيء في دار الدنيا يألمون.

*🔹المعلمة حفظها الله:*
أحسنتن.
......................

*❐ قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأعلم أنه لا يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله، ولا يعذب الله أحداً إلا بذنوبه].*

*ـــ اليوم إن شاء الله نأخذ التعليق على هذه الجزئية من المتن من كلام المؤلف ، وبقية المتن نكمله الحصة القادمة بإذن الله تعالى.*


*◢قوله: [ أعلم أنه لا يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله ].*

ــ فيه إشارة إلى قول النبي ﷺ: (لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟! قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل).


ــ فدخول الجنة لا يكون إلا برحمة الله والأعمال سبب، فمن أتى بالسبب نالته الرحمة، ومن لم يأت بالسبب لم تنله رحمته ولم يدخل الجنة برحمة الله.

ــ فالجنة غالية ورفيعة ولاتدرك بالعمل ، مهما عمل الإنسان ، ولو عمل كل الطاعات ، فإن عمله لايقابل النعم التي عليه، فلو حوسب على النعم لم يبق عنده عمل.

ــ كما أن الجنة غالية وليس لها قيمة مقدرة من الأعمال لايعلم عظمها إلا الله ، لكن المؤمنون يدخلون الجنة برحمته، بسبب أعمالهم ، فالأعمال سبب لدخول الجنة ، وليست هي موجبة لدخول الجنة ولاثمنا لها.

ــ وقوله تعالى في سورة النحل: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
الباء سببيه, أي: بسبب أعمالكم.
....................

*◢وقوله عليه الصلاة والسلام: [ لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ].*
هذا من أجل ألا يعجب الإنسان بعمله ، لا لأجل أن يترك العمل.
...................

*◢ وقوله:[ إلا برحمة الله ]*
وسبب الرحمة: التوحيد والإيمان، فمن أتى بالسبب وهو التوحيد والإيمان نالته الرحمة، ومن لم يأت بالسبب، وهو التوحيد والإيمان لم تنله الرحمة.

ــ إذا من أسباب دخول الجنة الأعمال الصالحة وتوحيد الله عزوجل.


▼هناك مسألة ذكرناها في دروس سابقة في هذه المسألة، في درس من دروس الأصول الستة حين تكلمنا عن الجمع بين الآية والحديث ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، ولن يدخل أحدكم الجنة بعمله.

ــ طيب..سأكررها الآن من باب المذاكرة والاستفادة لبقية الطالبات لم يحضرن معنا.

⇇ في قوله تعالى:{جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وقول النبي ﷺ: [لايدخل أحدكم الجنة بعمله]،
كيف نجمع بين الإثبات بدخول الجنة في *{بما كانوا يعملون}*، وبين النفي في الحديث *[لن يدخل الجنة أحدكم بعمله] قالوا ولا أنت يارسول اللَّه؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتعمدني اللَّه برحمته وفضله]*

⇇الأولى فيها إثبات لدخول الجنة بالاعمال،
⇇والثانية فيها نفي دخول الجنة بالعمل.
*ــ مع أن الآيات كثيرة في عدة مواضع في القرآن [بما كانوا يعملون].*

*⏪ الباء في الحديث هي باء السببية، فنفى النبي ﷺ أن تكون الأعمال سببا محض في دخول واستحقاق الجنة وذلك حتى لايتكل الناس على أعمالهم فإن الإنسان مهما أفنى عمره في العبادة فلن يؤدي حق شكر نعمة واحدة من نعم اللَّه، كما في قصة ذلك العابد الذي عبد اللَّه أربعين عاما، فلما توفي أراد أن يدخل الجنة بعمله ....إلخ أخر القصة، فبين أن دخول الجنان إنما يكون بفضل ومنة من اللَّه.*

*⏪ أما الآية فتبين أن التقلب بنعيم الجنان وإختلاف درجاتها إنما يكون بتفاضل الأعمال بين العباد.*

*ــ باء (بما عملوا ) أو (بماكنتم تعلمون) ليست باء الثمن، بل باء سببية.*

*ــ وباء الثمن منفية في الحديث الصحيح المذكور آنفا.*
*(لن يدخل أحدكم الجنة بعمله).*


*◢فالأولى سببية فيها إثبات.*

*◢والثانية ثمنية منفية.*

▣أي/أعمال العباد ليست أثمانا للجنة،
ماهي حتي تكون أثمانا للجنة.

ــ *لا، الجنة سلعة اللَّه الغالية لا ثمن لها.*

ــ *أعمالنا لاتقوى أن تكون أثمانا.*

ــ *ولكن الباء الموجودة في القرآن في عدة مواضع هي باء السبب.*

*هي أسباب لدخول الجنة وليست أثمانا.*

*وهذه مسألة مهمة يجب أن يفرق طلاب العلم بين باب الثمن المنفية في الحديث، وباء السبب المثبتة في القرآن.*

*بمعنى أن اللَّه سبحانه وتعالى تفضلا منه خلق العباد ووفق من وفق إلى الأعمال فقبل منه تلك الأعمال، فجعلها فضلا منه ورحمة أسبابا لدخول الجنة.*

هي كررتها هنا مناسبة للمقام وللدرس وللمذاكرة.
...................

BY 📝 مجمع الفوائد والدروس العلمية