DRHAKEM Telegram 12950
#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر

- ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ ۝﴾ [الزمر: ١٠]

🔹 في هذه الآية شرع الله الهجرة للمؤمنين المستضعفين المضطهدين بمكة -وكل من جاء بعدهم وكان حاله كحالهم- بعد أن بلغ الاضطهاد لهم من كفار قريش حدا اضطرّهم إلى الفرار بدينهم، والهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، ففارقوا الوطن، والأهل، والأولاد، والأموال، ولمشقة إخراج الإنسان من وطنه جعله الله في الحرمة كقتل النفس، أو أشد، كما قال تعالى: ‏﴿إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون﴾[الممتحنة:٩]، فساوى الله في الجريمة بين مَن قاتل المؤمنين لدينهم، ومن أخرجهم من أرضهم، ومن أعان على إخراجهم وظلمهم، وحرم على المؤمنين موالاتهم جميعا، وقد جعل الله ذلك سببا لوجوب جهادهم، كما قال سبحانه عن قوم موسى ‏حين كتب عليهم القتال قالوا: ﴿وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا﴾[البقرة:٢٤٦].

🔹 وقد كانت الهجرة إلى الحبشة على دفعتين، فخرج في أول مرة عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية بنت النبي ﷺ وهما أول مهاجرين في سبيل الله، وذلك في شهر رجب من سنة خمس، وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وخرجوا مشاة من مكة إلى البحر، فاستأجروا سفينة إلى الحبشة.
وهاجر من الرجال أيضا: عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وأبو حذيفة بن عتبة، ومصعب بن عمير، وأبو سلمة بن عبد الأسود، وعثمان بن مظعون، وعامر بن ربيعة، وسهيل ابن بيضاء، وأبو سبرة بن أبي رهم العامري.
فهؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى الحبشة.
ومعهم من النساء سهلة بنت سهل امرأة أبي حذيفة، وأم سلمة بنت أبي أمية امرأة أبي سلمة، وليلى بنت أبي حثمة امرأة عامر بن ربيعة.
ثم إن ن المسلمين بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجعوا إلى مكة، فلم يجدوا ما أخبروا به من ذلك صحيحا، فعاد بعضهم، وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية، وكانوا أكثر من ثمانين رجلا، وكان عليهم جعفر بن أبي طالب، ولم يعودوا إلا بعد فتح خيبر في السنة السابعة، فكانت مدة هجرتهم في الحبشة نحو خمس عشرة سنة، وحتى قال النبي ﷺ حين عادوا: (بأيهما أفرح، بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر)؟

🔹 قالت أم سلمة: (لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله ﷺ وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله ﷺ لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله ﷺ في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله ﷺ: إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالا، حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا، ولم نخش منه ظلما).

🔹 وقد بدأت الآية بخطاب المؤمنين بالنداء بلفظ ﴿يا عبادِ﴾ وحذفت فيها ياء الإضافة للمتكلم، بإجماع القراء، والمصاحف، بينما ثبتت خطا بلا خلاف بين القراء في ﴿يا عبادي الذين أسرفوا﴾[الزمر:٥٣]، فمنهم من قرأها بإسكان الياء، ومنهم من فتحها، واختلف في حذفها في ‏﴿يا عبادِ فاتقون﴾[الزمر:١٦]، والجمهور على حذفها رسما، وأثبتها بعض القراء، وكل هذه الآيات الثلاث في سورة الزمر، وجاء في سورة العنكبوت أيضا بإثباتها ‏﴿يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون﴾، وفي الزخرف بحذفها ‏﴿يا عبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون﴾، وليس في القرآن كله غير هذه الآيات الخمس جاءت (عباد) منادى، تارة بحذف ياء المتكلم، وتارة بإثباتها.



tgoop.com/DrHAKEM/12950
Create:
Last Update:

#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر

- ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ ۝﴾ [الزمر: ١٠]

🔹 في هذه الآية شرع الله الهجرة للمؤمنين المستضعفين المضطهدين بمكة -وكل من جاء بعدهم وكان حاله كحالهم- بعد أن بلغ الاضطهاد لهم من كفار قريش حدا اضطرّهم إلى الفرار بدينهم، والهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، ففارقوا الوطن، والأهل، والأولاد، والأموال، ولمشقة إخراج الإنسان من وطنه جعله الله في الحرمة كقتل النفس، أو أشد، كما قال تعالى: ‏﴿إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون﴾[الممتحنة:٩]، فساوى الله في الجريمة بين مَن قاتل المؤمنين لدينهم، ومن أخرجهم من أرضهم، ومن أعان على إخراجهم وظلمهم، وحرم على المؤمنين موالاتهم جميعا، وقد جعل الله ذلك سببا لوجوب جهادهم، كما قال سبحانه عن قوم موسى ‏حين كتب عليهم القتال قالوا: ﴿وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا﴾[البقرة:٢٤٦].

🔹 وقد كانت الهجرة إلى الحبشة على دفعتين، فخرج في أول مرة عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية بنت النبي ﷺ وهما أول مهاجرين في سبيل الله، وذلك في شهر رجب من سنة خمس، وكانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة، وخرجوا مشاة من مكة إلى البحر، فاستأجروا سفينة إلى الحبشة.
وهاجر من الرجال أيضا: عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وأبو حذيفة بن عتبة، ومصعب بن عمير، وأبو سلمة بن عبد الأسود، وعثمان بن مظعون، وعامر بن ربيعة، وسهيل ابن بيضاء، وأبو سبرة بن أبي رهم العامري.
فهؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى الحبشة.
ومعهم من النساء سهلة بنت سهل امرأة أبي حذيفة، وأم سلمة بنت أبي أمية امرأة أبي سلمة، وليلى بنت أبي حثمة امرأة عامر بن ربيعة.
ثم إن ن المسلمين بلغهم وهم بأرض الحبشة أن أهل مكة أسلموا، فرجعوا إلى مكة، فلم يجدوا ما أخبروا به من ذلك صحيحا، فعاد بعضهم، وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية، وكانوا أكثر من ثمانين رجلا، وكان عليهم جعفر بن أبي طالب، ولم يعودوا إلا بعد فتح خيبر في السنة السابعة، فكانت مدة هجرتهم في الحبشة نحو خمس عشرة سنة، وحتى قال النبي ﷺ حين عادوا: (بأيهما أفرح، بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر)؟

🔹 قالت أم سلمة: (لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله ﷺ وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، والفتنة في دينهم، وأن رسول الله ﷺ لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله ﷺ في منعة من قومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله ﷺ: إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه، فخرجنا إليها أرسالا، حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا، ولم نخش منه ظلما).

🔹 وقد بدأت الآية بخطاب المؤمنين بالنداء بلفظ ﴿يا عبادِ﴾ وحذفت فيها ياء الإضافة للمتكلم، بإجماع القراء، والمصاحف، بينما ثبتت خطا بلا خلاف بين القراء في ﴿يا عبادي الذين أسرفوا﴾[الزمر:٥٣]، فمنهم من قرأها بإسكان الياء، ومنهم من فتحها، واختلف في حذفها في ‏﴿يا عبادِ فاتقون﴾[الزمر:١٦]، والجمهور على حذفها رسما، وأثبتها بعض القراء، وكل هذه الآيات الثلاث في سورة الزمر، وجاء في سورة العنكبوت أيضا بإثباتها ‏﴿يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون﴾، وفي الزخرف بحذفها ‏﴿يا عبادِ لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون﴾، وليس في القرآن كله غير هذه الآيات الخمس جاءت (عباد) منادى، تارة بحذف ياء المتكلم، وتارة بإثباتها.

BY قناة أ.د. حاكم المطيري


Share with your friend now:
tgoop.com/DrHAKEM/12950

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Add the logo from your device. Adjust the visible area of your image. Congratulations! Now your Telegram channel has a face Click “Save”.! You can invite up to 200 people from your contacts to join your channel as the next step. Select the users you want to add and click “Invite.” You can skip this step altogether. Your posting frequency depends on the topic of your channel. If you have a news channel, it’s OK to publish new content every day (or even every hour). For other industries, stick with 2-3 large posts a week. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image.
from us


Telegram قناة أ.د. حاكم المطيري
FROM American