tgoop.com/DrHAKEM/12956
Last Update:
🔹 والإخلاص في الدين يقتضي أيضا منع كل صور التبديل والابتداع فيه، كما قال ﷺ: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال: (إياكم ومحدثات الأمور)؛ لأنها تنافي الدين الخالص الذي شرعه الله لعباده، وأراده منهم، ولم يقبل غيره ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ [آل عمران:٨٥]سواء ابتغى دينا آخر، أو ابتغى في الإسلام ما ليس منه، كما في الصحيح: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه).
🔹 والأمر في ﴿فاعبدوا ما شئتم من دونه﴾ تهديد ووعيد، بدلالة قوله بعده ﴿إنّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة﴾ بصدهم أنفسهم وأهليهم عن الإيمان، فساقوهم معهم إلى الخلود في النار، وهذه خسارة أكبر من خسارة المهاجرين الذين خسروا أوطانهم وأهليهم وأموالهم وأولادهم في الدنيا، فرارا بدينهم في سبيل الله، وكان المشركون في مكة يعجبون من حال هؤلاء المهاجرين الذين تعرضوا لكل هذه الخسارة من أجل دينهم! فجاءت الآية تبين لهم حقيقة حال الفريقين، ومَن هم الذين خسروا خسارة أبدية، وأنهم المشركون يوم القيامة، حين يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ﴿ألا ذلك هو الخسران المبين﴾ الذي لا يخفى على كل ذي لب وعين.
وكان من فضل الله على المؤمنين يوم القيامة أن يجمع لهم شملهم مع أهليهم، ويتجاوز عن سيئات بعضهم بشفاعة آبائهم، ﴿والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين﴾ [الطور: ٢١].
🔹 ثم بيّن الله هذا الخسران المبين بقوله بجملة البدل ﴿لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون﴾.
والظلل جمع ظلة وهي القطعة من السحاب والدخان ولهب النار الذي تظللهم من فوقهم، ومن أسفل منهم، وتغشاهم من كل مكان، أعدها الله في النار لمن كفر به وأشرك، وخوفهم بها في الدنيا، وأنذرهم، وأعذر إليهم، ووصفها لهم كأنهم يرونها رأي العين، ليخشوه، ويتقوه، ويعبدوه، ولئلا يكون لهم حجة عليه يوم القيامة.
#تدبر
📎مجموع النظرات
https://tinyurl.com/542d9uef
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
BY قناة أ.د. حاكم المطيري

Share with your friend now:
tgoop.com/DrHAKEM/12956