tgoop.com/DrHAKEM/12959
Last Update:
#نظرات_قرآنية في #سورة_الزمر
- ﴿وَالَّذينَ اجتَنَبُوا الطّاغوتَ أَن يَعبُدوها وَأَنابوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشرى فَبَشِّر عِبادِ الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ أَفَمَن حَقَّ عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ لكِنِ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللَّهِ لا يُخلِفُ اللَّهُ الميعادَ﴾ [الزمر: ١٧-٢٠]
🔹 بشرت هذه الآيات المؤمنين المستضعفين بمكة، والمهاجرين منهم إلى الحبشة، وهم المخلصون لله في دينهم ﴿والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها﴾، والطاغوت هو كل ما اُتخذ معبودا، أو مطاعا، أو متبوعا من دون الله، أو مع الله، وصيغة الطاغوت للمبالغة، يطلق على من بلغ الغاية في الاتصاف بالطغيان وتجاوز الحد المأذون فيه، سواء كان ذلك التجاوز بأمر من المعبود والمطاع والمتبوع، فيكون كل منهم طاغوتا، أو بإرادة من العابد والطائع والتابع، دون رضى من المعبود والمطاع والمتبوع، كعبادة الملائكة والأنبياء والأئمة الصالحين الذين يغلو فيهم أتباعهم حد تأليههم، وقد ورد إطلاقه في القرآن على ثلاثة أنحاء:
١- طاغوت العبادة: كما في هذه الآية، وهو كل معبود، من دون الله، أو مع الله.
٢- طاغوت الحكم والطاعة: كما قال تعالى: ﴿يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به﴾[النساء:٦٠].
٣- طاغوت الولاية والاتباع: كما في قوله: ﴿والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات﴾[البقرة:٢٥٧].
🔹 وقد جاء الإسلام بإبطال الطاغوت كله:
١- أولا بالدعوة إلى الكفر به، وبكل صوره، وجعل الله ذلك شرطا لمن أراد الإيمان والدخول في الإسلام ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾[البقرة:٢٦٥].
٢- والدعوة إلى اجتناب الطاغوت وذرائعه ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾[النحل:٣٦].
٣- والدعوة إلى جهاده وإزالته ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا﴾[النساء:٧٦].
🔹 وقد بشر الله المؤمنين الذين اجتنبوا عبادة الطاغوت ﴿وأنابوا إلى الله﴾ وذلك بالإيمان به وحده لا شريك له والإخلاص في عبادته وطاعته.
والإنابة هنا: العودة والرجوع إلى الله؛ إذ لم يبعث الله رسولا إلى قومه إلا بعد كفرهم وابتعادهم وانحرافهم عن الحنيفية دين الأنبياء جميعا، والإنابة والعودة تكون باتباع الرسل وطاعتهم وهي تشمل:
١- إنابة القلب إلى الله كما قال تعالى: ﴿وجاء بقلب منيب﴾[ق: ٣٣]: بأن يكون الله وحده ربا مقصودا، وإلها معبودا، فلا يلتفت قلب العبد المؤمن إلى غير الله، ولا يخشى إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، في دفع الضر، وجلب النفع، إلا ما كان من باب الأخذ بالأسباب المشروعة، التي جعلها الله أسبابا يتوصل بها إلى نتائجها الطبيعية والعادية.
٢- وإنابة الوجه إلى الله كما في قوله تعالى: ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا .. منيبين إليه﴾ [الروم: ٣٠-٣١]: بالسير إليه لنيل رضاه، بالعمل الصالح، فلا يقصد العبد سبيلا غير سبيل الله، ولا صراطا غير صراطه المستقيم.
٣- وإنابة النفس إلى الله: بعودتها إليه، وإلى عالمها العلوي الذي جاءت منه، راضية مرضية ﴿يا أيتها النفس المطمئنة . ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ [الفجر: ٢٧ - ٣٠].
BY قناة أ.د. حاكم المطيري
Share with your friend now:
tgoop.com/DrHAKEM/12959