tgoop.com/DrHAKEM/13282
Last Update:
تأثر العرب في الجاهلية خُطى الأمم التي تعتد بالشهور الشمسية الثابتة في حسابها في مواسمهم الدينية كالحج -كما فعل اليهود تأثرا بالرومان والمصريين- لا بالشهور القمرية المتغيرة.
فأسماء الشهور العربية أطلقها العرب في الأصل على مواسم ثابتة عندهم، فسموا شهور الشتاء: جمادى الأولى وجمادى الآخرة؛ لأن الماء يجمد في الشتاء، كما قال شاعرهم:
وليلة من جمادى ذات أغطية
لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا
وقال الآخر:
إذا جمادى منعت قطرها
زان جنابي عطنٌ مغضف
وهما تقريبا شهري ديسمبر ويناير .
وسموا شهور الربيع باسم صفر وربيع الأول وربيع الأخر .
وسموه صفر حيث تصفر المياه من أهلها -الذين كانوا ينزلون عليها في الصيف- بعد نزول المطر لينتجعوا الكلأ في الربيع،
كما قال شاعرهم :
لقد نهيت بني ذبيان عن أقر
وعن تربعهم في كل أصفار
وهي شهور فبراير ومارس وإبريل.
وسموا شهور الصيف باسم شعبان؛ لتشعب القبائل على المياه في الصيف، ثم رمضان؛ لشدة حره من الرمضاء، ويأتي بعده شوال حين تشول الإبل في الصيف لا ارتفاع ضروعها وجفاف لبنها أو تشول بأذنابها طلبا للتزاوج في آخر الصيف وأول الخريف،
كما قال شاعرهم:
كأن في أذنابها الشوّل
من عبس الصيف قرون الإيّل
وهي الشهور من مايو إلى أغسطس.
ثم يأتي ذو القعدة لقعودهم واستعدادهم للحج ثم ذو الحجة ثم محرم؛ لأنها موسم حجهم ويكون في الخريف وقت اعتدال الجو وفراغهم من غزواتهم وتجارتهم في الشتاء والصيف.
وهي تقريبا شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
وكان أهل الجاهلية يؤخرون المحرم ويقدمونه وهو النسيء.
وحين هاجر النبي ﷺ نزل قوله تعالى: ﴿يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج﴾ فجعل الشهور بالحساب القمري المتغير، لا الشمسي الثابت، ولما حج النبي ﷺ خطب في حجة الوداع: (إن الزمان استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم).
فصارت الشهور العربية بأسمائها بعد الإسلام لا تعبر عن الفصول الموسمية الشمسية بل عن المواسم الدينية.
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
BY قناة أ.د. حاكم المطيري
Share with your friend now:
tgoop.com/DrHAKEM/13282