EYLAALLAH Telegram 19596
يعيش الكثير صدمة بسبب "خذلان الأمة لغزة"، وهذه الصدمة لا تأتي إلا إذا كان الإنسان قد توقع أن الأمة ستتحرك ثم تفاجأ بخلاف توقعه.
وأما من كان على وعي بالواقع فإنه لم يتفاجأ بما حصل؛ فهذا هو المتوقع تماماً؛
وذلك لأن الأمة مكبلة بقيود قديمة لم تُصنَع اليوم، وإنما صُنِعَت لها منذ عقود،
بالإضافة إلى أن أسباب الغفلة واللهو قد ازدادت في السنوات الأخيرة حتى قُطعت صلة كثير من شباب الأمة بقضاياها فلم تعد محلّ اهتمام حقيقي لديهم، فلم يتربوا على معاني نصرة الدين والتضحية وكيفية التأثير والإصلاح؛ فازداد الفراغ وتعمّق الداء.
فلما حصلت الحرب في غزة أحدثت حالة هائلة من الصدمة للغافلين واللاهين والحالمين، ثم ازدادات مع الأيام بقدر ازدياد الدماء والآلام والمصائب.
فالبعض لم ينكشف له زيف القوى الغربية إلا مع هذه الأحداث، فعلم أن شعاراتهم القيمية كانت كاذبة حين نزلت على المسلمين، مع أنه كان مفتوناً بهم قبل ذلك.
والبعض لم يدرك إلا الآن بأن أصحاب القدرة والقرار لن يتحركوا في مثل هذه الأحداث بل قد يكون لبعضهم دور عكسي فيها؛ وهذا ليس بجديد لمن له قدر من الوعي والاطلاع.
والبعض للتو اكتشف أن المكوّنات الفاعلة من أبناء الأمة قد تم تغييبها وإبعادها سابقا، وربما كان ممن يحاربهم بجهل قبل ذلك.

ولذلك اضطرب الكثير واهتزت القلوب حين أدركَتْ حالة العجز الرهيب التي لم تُكتشف إلا الآن مع كونها كان واضحة قبل ذلك للقلة الواعية.
ولذلك فقد كان من أهم المشاريع التي عمل عليها البعض من هذه القلة فيما قبل هذه الأحداث: صناعة المصلحين؛ نظراً لإدراكهم حجم الفراغ الرهيب في الواقع وتوقع مثل هذه الأزمات في ظل غياب المكوّنات الفاعلة.

على أية حال؛ هذه الصدمة حين تتحول إلى يقظة حقيقية واعية وتكون سببا لتغير حال أبناء الأمة من الغفلة واللهو والضياع إلى إدراك حقيقة الصراع، وإبصار مقدار الداء وعظم التكبيل وشدة الحرب ومن ثم السعي للإصلاح؛ فإن هذا -والله- نصر رباني عظيم لهذه الأمة ما كان ليحصل بتخطيط أو ترتيب،
وأسمّيه نصراً لأن فيه قطعا لمراد الأعداء وتخييباً لسعيهم الطويل وإنفاقهم العظيم وتخطيطهم المحكم لإلهاء الأمة وتضليلها؛ فتأتي هذه الأحداث لتقطع كل ذلك؛ وهذا في ميزان القرآن نصر.

حسناً؛ وماذا بعد كل هذا الكلام؟
أولاً يجب أن نؤكد ونثبّت ونعزز هذا المعنى، وهو أن هذه اليقظة نصر يجب المحافظة عليه وتنميته، وألا تكون لحظة عاطفية فحسب.
ثم نعلم أن كل خير يمكن أن يحصل بعد ذلك فهو مرهون بتحقق هذه اليقظة أولا،
ثم أزعم أن حالة الصدمة واليقظة هذه ستقود الأحرار من نخب هذه الأمة إلى مستوى مختلف للتعاطي مع المشكلات؛ والخروج بحلول جديدة ستترك أثرها الحقيقي في الواقع خلال المرحلة القادمة، فلن يتعامل أحد مع الواقع بعد الآن كمثل السابق.
ولذلك فإنه لا شك عندي أن الأمة ستقبل على صفحة عظيمة من الخير المستقبلي، الذي سيأتي عقب التفاعل الصحيح المتراكم مع هذه الأحداث والتفكير المختلف في التفاعل معها وبعدها.

حسناً؛ هذا في المستقبل؛ وماذا عن الآن؟
الجهود الحالية المتفرقة التي تبذلها الشعوب المكبلة اليوم لغزة: مهمة وطيبة في حدود ما يمكن،
والمطلوب استمرارها وزيادتها،
والتفكير في وسائل نصرة جديدة قد تثمر بشكل أفضل،
والمحافظة على الزخم بكل صوره،
والضغط والمقاطعة،
وعدم اليأس،
و الابتعاد عن الدور السلبي العقيم الذي يقوم به الكثير؛ وهو تثبيط العاملين والتقليل من قيمة الممكن الذي يقدمونه، والظن أن بيدهم تغيير المعادلة كلها بكلمة أو بقرار شخصي ومن ثم اتهامهم بالخذلان، وهذا والله من قلة الوعي،
فلنتق الله في أنفسنا ولنكمل جهود بعضنا، فكلنا نسعى ونجتهد، وستثمر الجهود بإذن الله، وأعداؤنا إنما هم المثبطون والمخذلون والمشككون وليسوا الباذلين ما يمكنهم!

وهذا وقت الاعتصام بالله ليثبت القلوب؛ فالبلاء شديد، وقد يطول ويشتد، ولا بد من التمسك بحسن الظن بالله، ولا يمكن ذلك إلا بفهم ميزان الله الذي بينه في كتابه ببيان سننه مع أنبيائه وأعدائهم.

اللهم ارحمنا وثبت إخواننا في غزة وانصرهم وأهلك أعداءهم، وصل على سيدنا محمد.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل



tgoop.com/EylaAllah/19596
Create:
Last Update:

يعيش الكثير صدمة بسبب "خذلان الأمة لغزة"، وهذه الصدمة لا تأتي إلا إذا كان الإنسان قد توقع أن الأمة ستتحرك ثم تفاجأ بخلاف توقعه.
وأما من كان على وعي بالواقع فإنه لم يتفاجأ بما حصل؛ فهذا هو المتوقع تماماً؛
وذلك لأن الأمة مكبلة بقيود قديمة لم تُصنَع اليوم، وإنما صُنِعَت لها منذ عقود،
بالإضافة إلى أن أسباب الغفلة واللهو قد ازدادت في السنوات الأخيرة حتى قُطعت صلة كثير من شباب الأمة بقضاياها فلم تعد محلّ اهتمام حقيقي لديهم، فلم يتربوا على معاني نصرة الدين والتضحية وكيفية التأثير والإصلاح؛ فازداد الفراغ وتعمّق الداء.
فلما حصلت الحرب في غزة أحدثت حالة هائلة من الصدمة للغافلين واللاهين والحالمين، ثم ازدادات مع الأيام بقدر ازدياد الدماء والآلام والمصائب.
فالبعض لم ينكشف له زيف القوى الغربية إلا مع هذه الأحداث، فعلم أن شعاراتهم القيمية كانت كاذبة حين نزلت على المسلمين، مع أنه كان مفتوناً بهم قبل ذلك.
والبعض لم يدرك إلا الآن بأن أصحاب القدرة والقرار لن يتحركوا في مثل هذه الأحداث بل قد يكون لبعضهم دور عكسي فيها؛ وهذا ليس بجديد لمن له قدر من الوعي والاطلاع.
والبعض للتو اكتشف أن المكوّنات الفاعلة من أبناء الأمة قد تم تغييبها وإبعادها سابقا، وربما كان ممن يحاربهم بجهل قبل ذلك.

ولذلك اضطرب الكثير واهتزت القلوب حين أدركَتْ حالة العجز الرهيب التي لم تُكتشف إلا الآن مع كونها كان واضحة قبل ذلك للقلة الواعية.
ولذلك فقد كان من أهم المشاريع التي عمل عليها البعض من هذه القلة فيما قبل هذه الأحداث: صناعة المصلحين؛ نظراً لإدراكهم حجم الفراغ الرهيب في الواقع وتوقع مثل هذه الأزمات في ظل غياب المكوّنات الفاعلة.

على أية حال؛ هذه الصدمة حين تتحول إلى يقظة حقيقية واعية وتكون سببا لتغير حال أبناء الأمة من الغفلة واللهو والضياع إلى إدراك حقيقة الصراع، وإبصار مقدار الداء وعظم التكبيل وشدة الحرب ومن ثم السعي للإصلاح؛ فإن هذا -والله- نصر رباني عظيم لهذه الأمة ما كان ليحصل بتخطيط أو ترتيب،
وأسمّيه نصراً لأن فيه قطعا لمراد الأعداء وتخييباً لسعيهم الطويل وإنفاقهم العظيم وتخطيطهم المحكم لإلهاء الأمة وتضليلها؛ فتأتي هذه الأحداث لتقطع كل ذلك؛ وهذا في ميزان القرآن نصر.

حسناً؛ وماذا بعد كل هذا الكلام؟
أولاً يجب أن نؤكد ونثبّت ونعزز هذا المعنى، وهو أن هذه اليقظة نصر يجب المحافظة عليه وتنميته، وألا تكون لحظة عاطفية فحسب.
ثم نعلم أن كل خير يمكن أن يحصل بعد ذلك فهو مرهون بتحقق هذه اليقظة أولا،
ثم أزعم أن حالة الصدمة واليقظة هذه ستقود الأحرار من نخب هذه الأمة إلى مستوى مختلف للتعاطي مع المشكلات؛ والخروج بحلول جديدة ستترك أثرها الحقيقي في الواقع خلال المرحلة القادمة، فلن يتعامل أحد مع الواقع بعد الآن كمثل السابق.
ولذلك فإنه لا شك عندي أن الأمة ستقبل على صفحة عظيمة من الخير المستقبلي، الذي سيأتي عقب التفاعل الصحيح المتراكم مع هذه الأحداث والتفكير المختلف في التفاعل معها وبعدها.

حسناً؛ هذا في المستقبل؛ وماذا عن الآن؟
الجهود الحالية المتفرقة التي تبذلها الشعوب المكبلة اليوم لغزة: مهمة وطيبة في حدود ما يمكن،
والمطلوب استمرارها وزيادتها،
والتفكير في وسائل نصرة جديدة قد تثمر بشكل أفضل،
والمحافظة على الزخم بكل صوره،
والضغط والمقاطعة،
وعدم اليأس،
و الابتعاد عن الدور السلبي العقيم الذي يقوم به الكثير؛ وهو تثبيط العاملين والتقليل من قيمة الممكن الذي يقدمونه، والظن أن بيدهم تغيير المعادلة كلها بكلمة أو بقرار شخصي ومن ثم اتهامهم بالخذلان، وهذا والله من قلة الوعي،
فلنتق الله في أنفسنا ولنكمل جهود بعضنا، فكلنا نسعى ونجتهد، وستثمر الجهود بإذن الله، وأعداؤنا إنما هم المثبطون والمخذلون والمشككون وليسوا الباذلين ما يمكنهم!

وهذا وقت الاعتصام بالله ليثبت القلوب؛ فالبلاء شديد، وقد يطول ويشتد، ولا بد من التمسك بحسن الظن بالله، ولا يمكن ذلك إلا بفهم ميزان الله الذي بينه في كتابه ببيان سننه مع أنبيائه وأعدائهم.

اللهم ارحمنا وثبت إخواننا في غزة وانصرهم وأهلك أعداءهم، وصل على سيدنا محمد.

#كلنا_مع_غزة
#ألم_وأمل

BY في الطريق إلى الله


Share with your friend now:
tgoop.com/EylaAllah/19596

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

While the character limit is 255, try to fit into 200 characters. This way, users will be able to take in your text fast and efficiently. Reveal the essence of your channel and provide contact information. For example, you can add a bot name, link to your pricing plans, etc. The group’s featured image is of a Pepe frog yelling, often referred to as the “REEEEEEE” meme. Pepe the Frog was created back in 2005 by Matt Furie and has since become an internet symbol for meme culture and “degen” culture. A Hong Kong protester with a petrol bomb. File photo: Dylan Hollingsworth/HKFP. Some Telegram Channels content management tips A new window will come up. Enter your channel name and bio. (See the character limits above.) Click “Create.”
from us


Telegram في الطريق إلى الله
FROM American