Telegram Web
مُنتصَف الليّل..
يتنهَد برِّفق،
خوفاً من أَن يستيّقظ حُزنه
ويُرافقه إلى فَجرٌ مُكتَظّ بالخَوف.
يُحلّق بنّا الحُزن إلى أُفُق الليّل.
دائِماً ما أَوَّدُ الرحيّل نَحو المجهول،
تُرعبنيّ فكرة البقاء والأستمرار.
سيصّبح وجودك الباهِت عَدم
وسيَّنال منك الجسد
الهزيّلُ ذاك يومًا،
وستنطفئ عَيناك تلك ويَفيضُّ قلبك
ستَحزن حينها الأماكن التي
أعتدها ذات ليّل، ولن يحزن البشر
ستسمَع حيّنها ولأول مرةً أهلاً!
لكنّها من أفواه التراب،
لن يُفتش عنك أحداً حينّها
سوى الوسادة المُبللة تلك
وزوايّا غرفتك وجدرانها الرمادية،
ستنّدثِر مَنسياً كما كُنت
تحيّا وأنت مَنسيّ،
وداعاً أيها الغريّب
حتى عَن نفسك..
وَدَدتُ لو أمكننيّ أَن ألِفُ ذِراعيَّ حَولي.
بالوِدَّ يا قلبيّ لا بالوعُود.
لا أعلم ما هو؟
ربمّا شيءٍ ما يَنقصنّي
لكنيّ وبشِده، أحِنُ إليه.
يبتلعهُ الصَّمْت بَّين الجُمُوع وحيدًا.
كان يُردد وهو يَئِنُ وجعًا
"أُقتلني أيهُا الوَهمْ، أو دَّع ليليّ"
يمكنك أَن تلمَّح حُزنه
وهو يتدلّى تحت عيناه.
سآتيك يا أنا أخيراً..
أنتظرنيّ حيثُ أضَّعتني،
هُنالِك عِند الخَيّبة الأولى.
يكتُب ليستَغيّث..
فيَّسقط ميتًا، عِند إطلاق الحرف الأول.
يصحَى مرةً واحِده
ويتخبَطْ الدَهر بأكمله.
مَتى تسترّيح؟
أرهقهُ السؤال فنامَّ على نفسه.
يَطْفُو وَجعيّ فَوقيّ
وكأن جَسدي بَحرٌ للآلام.
2025/01/03 16:03:48
Back to Top
HTML Embed Code: