tgoop.com/FAL_AMEER/59760
Last Update:
وقد جاءت هذه الثورات العلوية وغيرها نتيجة طبيعية لجور السلطة العباسية وطغيانها وقمعها واستبدادها، فكان السيد محمد يرى ما يجري على أبناء عمومته من العلويين من قتل وصلب وتشريد وسجن وتعذيب، فيتلقى تلك الصدمات بقلب المؤمن الصابر المفوّض أمره إلى الله، وفضلاً عن كل هذه الصدمات والنكبات فقد كان سيدنا يشارك أباه وأخاه في محنتيهما وما جرى عليهما من الترحيل عندما حملهما يحيى بن هرثمة القائد العسكري في عهد المتوكل من المدينة المنورة إلى سامراء وما قاسياه من الخلفاء العباسيين.
في مواجهة الإنحراف
وإضافة إلى هذا الضغط السياسي الذي مارسه العباسيون ضد الأئمة من أهل البيت وأتباعهم، فقد كانت هناك محنة أخرى وهي ظهور التيارات الضالة التي ابتدعت الآراء المنحرفة وإفشاء الشذوذ الفكري الذي ساعد دعم السلطة العباسية على انتشاره لمحاربة فكر أهل البيت، فظهرت فرق شذّت وانحرفت عن مبادئ الإسلام الصحيح المتمثل بالأئمة المعصومين، فكانت معاناة سيدنا تتفاقم وهو يحسّ بأنه من المكلّفين بحفظ شريعة جده محمد (صلى الله عليه وآله) من الضلالات والبدع، لكن كل تلك النكبات والمآسي التي تعرّض لها لم تمنعه من أن يبسط أشعة علمه الإلهي على الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم وإرجاعهم إلى جادة الصواب فكان من علماء آل محمد وفضلائهم، ومما يدل على فضله وعلمه إن من الشيعة كانت تعتقد إن الإمامة فيه بعد أبيه الهادي، إلا أن هذه الفرقة اضمحلت ورجعت إلى أخيه الحسن العسكري بعد أن عرّفهم الإمام الهادي بالإمام المنصوص عليه من بعده وبخاصة بعد وفاة السيد محمد في حياة أبيه الهادي.
BY فضائل أمير المؤمنين
Share with your friend now:
tgoop.com/FAL_AMEER/59760