Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
تعظيم الله باعثٌ على السعي لإعلاء كلمته ولا بد.
ومحبته باعثةٌ على التضحية في سبيله، والغيرة على حرماته، ولابد.
والولاء للمؤمنين باعثٌ على نصرتهم ولا بد.

فلا تبحث عن أكمل الناس عقيدةً بعيدا عن ساحات النصرة والمدافعة والعمل!
من أحب الآيات إليَّ في سورة الفاتحة، قوله تعالى حامدا نفسه بأنه { الرحمن الرحيم }.

كم أجد من السعة في هذه الآية! ويكأنها بحرٌ لا ساحل له من المعاني والمتعلقات والشواهد المنطوية تحتها.

فإذا قلت كلمة { الرحمن } طار القلب عاليا إلى الملكوت الأعلى، وكأنه يرى الرحمن -في عليائه- على العرش استوى، يقول (أنا الرحمن)، وعنده كتاب فوق العرش قد كتب فيه (إن رحمتى سبقت غضبي)، فكم يعرّفك هذا الاسم بالله الذي هذه صفته، وكم تحبه وتحمده وتتعلق به عند التأمل في حسنها وجمالها وعظمتها.

ثم إذا قلت كلمة { الرحيم } نزل قلبك إلى مسرح الكون، وشاهد آثار صفة الرحمة في الخلق، وعلم حقا أن رحمة الله وسعت كل شيء، فلا يرى شيئا تقع عليه عينه، ولا تفكرَ في شأنٍ من شؤون الخلق والأمر، والتكليف والتقدير، إلا رأى آثار رحمة الله بادية فيها.

فانظر لسعة هذه الآية التي لا تفارقك متعلقاتها كل لحظة، في كل شيئا تراه، وفي كل شيء تفكر به، وتفتح لك أبوابا من العلم بالله وحمده والثناء عليه، ولا عجب أن تعلقت هذه الآية بالحمد في أول السورة.
العاملون للدين في هذا الزمن الصعب يجب أن يمتلؤوا باليقين، ذلك اليقين الذي يجعلهم يرون النور خلف كل تلك الحجب، ويصدقون بوعد الله في أحلك الظروف، ويبصرون ظهور الدين القادم كأنهم رأي عين..

ولا شيء يصل بهم إلى ذلك اليقين كمثل جرعةٍ يوميةٍ مكثفةٍ من كتاب الله، قراءةٌ طويلةٌ متأنيةٌ واعية، فيها تذكرٌ واعتبار، وخوفٌ واستبشار، قراءةٌ مختلطةٌ بالدموع، ومحركةٌ للنهوض، وكاشفةٌ للطريق!
وصلتُ اليوم وأنا أقرأ وردي إلى هذه الآية التي جاءت في حق أهل النار: ﴿ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴾
ولا أدري لم توقفت عندها هذه المرة، فكم أثر في نفسي معنى "الاستعتاب" أو طلب العتبى، الذي يرفعه أهل النار إلى ربهم، ملتمسين أن يزيل سخطه عنهم، وأن يحل محله رضاه عنهم..
يا الله! قد علموا في تلك اللحظة أن الله هو الله، وأن رضاه أعظم الغايات، وسخطه أعظم العقوبات، علموا أنه إذا رضي سبحانه عن العبد وقرَّبه فأي نعيمٍ يناله..
"رضا الله" ما أعذبه من معنى، وما أشرفه من مطلوب، قد علموا كل ذلك الآن، وتكشفت لهم الحقائق، لكن المصيبة كل المصيبة حينئذٍ أنه لن تُتاح لهم الفرصة، ولن يُفتح لهم باب التقرب من القريب الودود، وسيُقال في حقهم إذا استعتبوا: (وما هم من المعتبين)، والله أحسب أن هذه الكلمة من أشد العذاب عليهم في ذلك اليوم، أجارنا الله، ووفقنا لصرف العمر تقربا إليه وطلبا لرضاه، فالفرصة لا زالت متاحة، وها نحن نُدعى إلى السجود والاقتراب، ولا زلنا سالمين يمكننا فعل ذلك.
Forwarded from || غيث الوحي ||
{ كُلُّ نَفْسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوْت
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمۡ یَوْمَ القِیَـٰمَة
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلجَنَّةَ فَقَدْ فَاز
وَمَا الحَیَوٰةُ ٱلدُّنْیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ الغُرُور
}


ألا ما أعظمَ هذه الآية.. وما أشدَّ سلطانها على القلب..

كلماتٌ إذا قرأتها تجد فيها من عزة المتكلم بها -سبحانه- وعلوّه، وتمام علمه وحكمته، ما لا تجده -والله- في كلام أحدٍ من البشر.

كلماتٌ قلائل، لكنها جامعةٌ للحقائق الكبرى المتعلقة بوجود الإنسان ومصيره:
حقيقة الموت وحتميته..
حقيقة الحياة وزينتها..
حقيقة الفوز وطبيعته..
حقيقة الجزاء وموعده..

هذه الآية منهج حياة، ودستورٌ يستحق أن يُكتب، ويُبرز في كل مكان، ويُستحضر في كل حين..
في جلسةٍ إيمانيةٍ لطيفة مع بعض الأحبة كنا نتحدث حول تلك اللحظة العجيبة في حياة الإنسان، التي يكون فيها مستغرقا في معصية الله منشغلا بها، ثم في لحظةٍ مفاجئةٍ ودون مقدماتٍ ينتابه خاطرٌ في قلبه يذكّره بالرجوع إلى ربه والإقلاع عن الذنب، فكنا أثناء حديثنا نتعجب من رحمة الله بالعاصي إذ يمنُّ عليه بقذف ذلك الخاطر في نفسه رغم أنه يبارزه بالمعصية في الوقت ذاته، فما أوسع رحمته سبحانه، وكنا مع ذلك نتساءل عن ذلك الخاطر، كيف جاء؟ ومالشرارة التي أشعلت فتيله حتى وُجد في نفس العبد؟

حتى وقعتُ بعد ذلك على عبارةٍ للأُقْلِيشيُّ يتحدث فيها عن التوبة، يقول: "سَمَّى الله سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ تَوَّابًا؛ لِأَنَّهُ خَالِقُ التَّوْبَةِ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَمُيَسِّرُ أَسْبَابَهَا لَهُم، وَالرَّاجِعُ بِهِم مِنَ الطَّرِيقِ الَّتِي يَكْرَهُ إِلَى الطَّرِيقِ الَّتِي يَرْضَى".

فسبحان خالق الأشياء من العدم، وكم فتح لي هذا المعنى من التأمل في اسم الله الخالق، وسعة النظر إليه، ومحبته.
.
فلا تحسبن.. الله لا يخبرنا بالوعد فحسب، بل يريدنا نحن ألا نحسب تخلفه أو نشك في تحققه، يريدنا نحن أن نتعبده في هذه الأزمات، يريد منا تحت وطأة الشدائد أن نوقن به، ونصدق وعده، ونحسن الظن به، يريد منا أن يكون تصديقنا بأنه صادق الوعد، وأنه (عزيز ذو انتقام)، أكبر من تصديقنا بميزان القوى المادية فحسب، وذلك هو اختبار الإيمان بالغيب.
الغيرة على الحرمات رزق من الله، وهي من آثار محبة العزيز الحميد.

فكما ننهى عن المنكر طلبا للنجاة من العذاب، فإننا نفعله -مع ذلك- محبة لله، وغيرةً على حرماتٍ حرمها بنفسه، وطلبا لأن تزول المعصية التي تغضبه، ورجاء الوقوف في مقامٍ يرضا به عنا عند الدعوة إليه، لا نخاف فيه لومة لائم.
فإذا فقدت حرارة الألم عند انتهاك الحرمات فانظر موطئ قدمك في سلم المحبة.
هذه الآيات التي تقرأها قد قرأها الرسول ﷺ أول مرة، وفرح بمعانيها -التي تتدبرها- وأحبها أول مرة، وتخلق بها وعمل بمقتضاها أول مرة.

فالرسالة تُذكِّر بالرسول، ولا نتلو هذا القرآن ولا نتدارسه ولا نهتدي بأنواره إلا ونتذكر ذلك الرجل الكريم، الذي جعله الله القلب الذي تلقاه من السماء، والسبب الذي وصل به إلى أقاصي الأرض.

فما أجملها من صلاةٍ صادقةٍ تصليها عليه كلما تلوت هذا الكتاب، امتنانا لفضله، وشهادةً له بإبلاغه.
سورة الحشر والتسبيح.

• تبدأ السورة بمطلعٍ عظيمٍ يعرض مشهدا من مشاهد العبودية التي يشترك في أدائها مخلوقات السماوات والأرض، ألا وهي عبودية التسبيح لله العزيز الحكيم.

• ثم تأتي الآية الثانية للحديث عن ذلك الذي استحق تسبيح الخلق كلهم، لتعرِّف بأفعال الله في خلقه، والتي تتجلى فيها عزته وحكمته (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم..)، "هو" الذي أخرجهم لا غيره، ومن عزته أن أنفذ فيهم حكمه رغم أنه كان مستبعدا في مقاييس الخلق (ما ظننتم أن يخرجوا)، ثم (ولولا أن كتب "الله" عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا)، لكن حكمته اقتضت غير ذلك، وتغيرت كل مجريات القصة وفقا لذلك، فالآيات -كما نرى- تحدثنا عن الله وصفاته قبل أن تحدثنا عن قصة بني النضير، ومن الخطأ أن يقع بصرك عند القراءة على تفاصيل الحدث، قبل أن تنظر لمدخل القصة (هو الذي أخرج) وإشارتها الصريحة للتأمل في صفات الله الذي سبح له ما في السماوات وما في الأرض.

• وتستمر الآيات إلى آخر السورة، لا تكاد تجد آيةً إلا وفيها إشارةٌ لصفات الله، وكأن السورة كلها انطوت تحت ذلك المدخل (هو الذي) فجاءت بمزيد تعريفٍ به، فهو الذي أخرج أهل الكتاب، و"هو الذي" كتب عليهم الجلاء، و"هو الذي" عقابه شديد، و"هو الذي" أذن بقطع اللينة، و"هو الذي" يسلط رسله على من يشاء، و"هو" على كل شيء قدير.. وهكذا في كل الآيات، التي تشعر عند قراءتها أنك لا تزال تحت سطوة التسبيح في أول السورة، وأن كل ما تقرأه بعد ذلك شواهد على عظمة الله وكمال صفاته المنزهة عن النقص.

• حتى يأتي ذلك المقطع الأخير المهيب، الذي تنتقل به الآيات من التعريف بأفعال الله إلى التعريف الصريح العظيم بأسماء الله، (هو الله) وهو (الرحمن الرحيم)، و(هو الملك القدوس السلام..)، و(هو الخالق البارئ المصور)... في مقطعٍ هو من أعظم مقاطع القرآن، لا تنهيه إلا وقد امتلأ قلبك تعظيما وتنزيها، ونظرا لكمال الله وحسن صفاته، وفهمت شيئا من استحقاقه لذلك التسبيح الذي لا تزال تستحضره.

• ثم تجد الآيات تقودك في آخرها إلى ساحة التسبيح مرة آخرى، وتذكرك بشهادة من في السماوات والأرض به من جديد.
• وكأن غاية السورة هي التسبيح الذي افتتحت واختتمت به، وما بين ذلك بدءا من (هو الذي أخرج) حتى (هو الله)، إنما هو بيانٌ وتعريفٌ تأخذك السورة بواسطته من تلابيبك لتكون من المسبحين.. فسبح باسم ربك العظيم.
يا جميل الصفات...
لا أغبط أحدا على شيء أكثر من رجلٍ آتاه الله اليقين، فهو يرى وعد الله ماثلا أمام عينيه!
مشروع موفق: يختار القائمون على هذه القناة (موضوعا قرآنيا) يتتبعون الهدايات المتعلقة به في ختمة كاملة، ويمكن للقراء المشاركة معهم في إرسال الفوائد والهدايات.

https://www.tgoop.com/hudaa_1444
|| غيث الوحي ||
لا أغبط أحدا على شيء أكثر من رجلٍ آتاه الله اليقين، فهو يرى وعد الله ماثلا أمام عينيه!
{ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَأُولَـٰۤئكَ یَدخُلُونَ ٱلجَنَّةَ وَلَا یُظلَمُونَ شَیـࣰٔا • جَنَّـٰتِ عَدنٍ ٱلَّتِی وَعَدَ ٱلرَّحمَـٰنُ عِبَادَهُۥ بِٱلغَیبِ إِنَّهُۥ كَانَ وَعدُهُۥ مَأتِیࣰّا }


وعدهم (بالغيب)..
يا لهذه الكلمة التي تتوسط الآية فتعمل كل هذا الأثر..

يقول سبحانه: تلك جنتي التي وعدتها عبادي وعدا غيبيا، لم يدخلوها من قبل، ولم يروها قط، وإنما سمعوا خبري عنها فحسب، فعظموني وصدقوا وعدي، فكل سعيهم وبذلهم وعبادتهم تلك إنما هي تصديقٌ لذلك الوعد، وإيمانٌ بذلك الغيب.
غايتنا عند العناية بالقرآن أن تكون كلمة الله هي العليا، ومراداته ومحبوباته هي العليا، وأوامره ونواهيه هي العليا، وأحكامه هي العليا.. ولا سبيل لإعلائها والعلم بها دون العناية البالغة بحقائق القرآن.
|| غيث الوحي ||
مجالس الاستهداء - غيث الوحي.pdf
.
بعد نشر هذا الملف بتوفيق الله، وصلتني تعليقات لأناس انطلقوا وأقاموا مجالس استهدائية مع من حولهم.

فمن أحب أن يشاركني تجربته في إقامة المجلس هنا ( @tawasul111_bot ) وقد أختار بعض التجارب وأنشرها لعلها تكون مفيدة لمن لم يبدأ بعد.
Forwarded from || غيث الوحي ||
قبل أن تبحث في كتاب الله عن الأسرار الخفية، املأ قلبك بحقائقه الكبرى الجليّة!
هل يُتصور عن موسى عليه السلام الذي اصطفاه ربه، وألقى عليه محبة منه، واصطنعه لنفسه، ألا يعيش في زمنٍ صعبٍ كزمن فرعون، وألا يكون هو الذي يواجهه؟

وهل يُتصور عن محمد ﷺ، وهو خير البرية، إمام المرسلين، الذي آتاه الله المقام المحمود دون الخلق كلهم، ألا يُبعث في زمن قد عمَّ فيه الظلام أهل الأرض، وحلَّ عليهم مقت الله، ليكون هو الذي يشق طريق النور في وسط الظلام، وهو الذي ينبري لدعوة الغارقين في الضلال المبين؟

فأزمنة الضعف والجهل والظلم والطغيان هذه، هي أزمنة المصطفين الأخيار، وهي من المنن التي يمن بها الله على المصلحين حتى يتم اقتداؤهم بالأنبياء، وحتى يرى الله منهم قياما بالحق يحبه في وجه الباطل، فاحمدوا الله على نعمة العيش في هذا الزمن، فلا أحسب العامل فيه بحقٍّ إلا من أراد له الله الدرجات العلى، برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
2024/11/27 17:19:56
Back to Top
HTML Embed Code: