tgoop.com/Ghondar_Hanabela/719
Last Update:
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
ثم أما بعد؛
١- الاحتفال بالمولد بمعنى إلقاء الشعر أو الإنشاد عن النبيﷺ، التعبير عن الشوق والمحبة والفرح والسرور بمولده ﷺ، عقد دروس السيرة وتذكير الناس بها... إلخ مشروع ولا شيء فيه، إذ هو مشروع كل العام بلا خلاف ولا إشكال، فمن يمنعه في هذا الشهر في حق من لا يفعله طوال العام، أو يمنع زيادته هو في حقيقة الأمر ينهى عن معروف!
🔹تبقى مشكلة التخصيص في الشهر أو في اليوم المعين، وقد نقلت لكم مرارا أن الفقهاء لا يتعاملون مع المسائل بهذه الجمود، لا يوجد شيء اسمه التخصيص بدعة محرمة هكذا بإطلاق عند الفقهاء!
وطريقة الفقهاء في الحكم على الأفعال والأقوال أنها بدعة محرمة ليست هي نفس الأسلوب السلفي المشهور، فاعتبروا وانتبهوا! فكم من مسألة عقدت عليها ألوية الولاء والبراء وقطعت بسببها الأرحام لنكتشف في النهاية أنها كانت مسألة سهلة لا تستحق هذا التعصب، وبعد ما مرت السنوات وأفقنا من هذه الغشاوة ندمنا ندما شديدا على ما فرطنا فيه من الخيرات والبركات والتواصل والتراحم! فاعتبروا واتقوا الله، والسعيد من وعظ بغيره.
🔹 ثبت عن النبيﷺ أنه قال عن صوم يوم الاثنين: "ذاك يوم ولدت فيه" فأصل تذكر يوم ميلاده وعمل شيء من الطاعات فيه ليس مذموما، بل هو مشروع.
وأما الظن أنه لا بد أن يكون النبيﷺ فعل الشيء المعين وإلا صار هذا الشيء بدعة: فهو ظن سوء! ليست تلك طريقة الفقهاء أصلا.
فضلا عن كون مظاهر الشوق والمحبة كان يفعلها الصحابة بلا حرج ولم يكن النبيﷺ ينهاهم عن ذلك.
٢- المحرمات معروفة!
ما بين مجمع عليه واضح وهو الذي فيه الإنكار على من وقع فيه، ومختلف فيه.
ومن لم يميز عليه التعلم لا الإنكار بهواه.
وليحرص كل مسلم على تجنب المحرم المجمع عليه، وعلى من يقلد عالما في تحريم شيء مختلف فيه أن يتوقى هذا المحرم في حقه ولا ينكر على غيره.
وأما ما عدا ذلك من أنواع إظهار المحبة للنبيﷺ فللجميع الساحة يتبارى فيها من شاء بما شاء.
٣- الحلوى حلال، وحلوى المولد حلال، والناس لهم عادات بصنع حلوى معينة أو مميزة في أيام معينة فلا يوجد على وجه الأرض عاقل يتعبد لله بنوع الحلوى!
فلا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين.
٤- قول: كل سنة وأنتم بخير وأشباهها من أنواع التهنئة: دعاء طيب وجميل وخير.
واستغلال هذه الأيام الطيبة للتواصل وصلة الأرحام: عمل جميل.
وتحريم ذلك وتبديعه: عمل سيء!
٥- الكلام في الدين بغير علم: كبيرة!
ومن ذلك:
🔹نقل البوستات عن تحريم الحلوى والتهنئة والفرح بالمولد وإنشاد الشعر عمن لم يدرس مذهبا من المذاهب الأربعة بحق ربنا.
🔹 هؤلاء الذين يقلدون فئة معينة ويتخيرون من البوستات ذوات الكلمات الشديدة التي فيها تبديع وتضليل: يرتكبون منكرا من القول وكبيرة من الكبائر، ويرتكبون بهذا الفعل شناعة حقيقية بتفريق الأمة في أيام تلاحم واجتماع، ونهيهم عن المعروف، وعقد ألوية الولاء والبراء على مسائل لم يشرع لها أن تكون من مسائل الولاء والبراء والعقيدة! فاتقوا الله.
٦- قناعتك بتحريم التهنئة بالمولد أو إنشاد الشعر أو الفرح بالشهر إذا كان نتيجة سماع مقاطع تهويل ممن لم يدرس الفقه، أو نتيجة قراءة بوستات التخويف والتبديع والتضليل أو حتى نتيجة الاستماع إلى محاضرة واحدة أو اثنتين: قناعة لا تنفعك ولا تعتبر علما!
إنما أنتم من عوام المسلمين تأثرتم بالإنشاء والخطابة والعواطف لا أكثر!
ولن يكون كلامك في المسألة كلام بعلم طالما لم تدرس الفقه بحق، فاتقوا الله عز وجل.
٧- اتهام الذين لا يحتفلون بالمولد بأنهم يكرهون النبيﷺ: كذب وتعد ونوع تكفير وغلو! فليس هناك مسلم يبغض النبيﷺ وليس في تلك التهمة ذرة إنصاف أو تقوى.
وقد شاهدت بعض المقاطع المثيرة للغضب والاستفزاز والاشمئزاز تكاد تكفرهم وليس هذا إصلاحا!
هذه الفئة فيها غلو وتطرف.
وعامة التيارات السلفية المعاصرة إنما ينكرون التخصيص لأنهم تعلموا أن التخصيص بدعة بإطلاق، ولأن كبار المتصدرين منهم علموهم أن هذه البدع أشد من الشرك! فهم يظنون أنهم يحبون النبيﷺ أكثر من أي تيار آخر لأنهم تعلموا أن المحبة اتباع وليست مظاهر، هذا مبلغ علمهم! وتعليمهم الصواب خير من اتهامهم فالذي يحاسب العباد هو رب العباد.
💧نصيحة
لنحاول ترك العنان لأنفسنا قليلا لنغترف من بحر المحبة والشوق للنبيﷺ
ليس هذا شركا.
فكثير مما يتوهم كونه شركا ليس كذلك.
والظن أن هذا النوع من المحبة هو الشرك: ظن فاسد.
لهذا لم يتذوق كثير منا حب الله تذوقا حقيقيا لأننا دائما نقارنه بحبنا للبشر..
ولم نعظم الله تعظيما حقيقيا لأننا نظن أن أنواع التعظيم للنبيﷺ هي التي تنبغي لله عز وجل.
فلا نحن تذوقنا حب الله حقا ولا رشفنا من عبير حب رسول اللهﷺ.
┈┅•● 📘📕📗 ●•┉┈
غندر الحنابلة
https://www.tgoop.com/Ghondar_Hanabela
BY غندر الحنابلة
Share with your friend now:
tgoop.com/Ghondar_Hanabela/719