tgoop.com/H7Ssfjr/2670
Last Update:
فمن أحبَّ ان يقابل الله إساءته بالإحسان فليقابل هو إساءة الناس إليه بالإحسان ومن علم أنَّ الذُّنوب والإساءة لازمة للإنسان لم تعظم عنده إساءة النَّاس إليه فليتأمل هو حاله مع الله!
كيف هي مع فرط احسانه إليه؛ وحاجته هو إلى ربه! وهو هكذا له، فإذا كان العبد هكذا لربه، فكيف ينكر أن يكون النَّاس له بتلك المنزلة!
ومنها أنه يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم ويتفرج بطانه ويزول عنه ذلك الحصر والضيق والانحراف وأكل بعضه بعضا، ويستريح العصاة من دعائه عليهم وقنوطه منهم، وسؤال الله أن يخسف بهم الأرض ويسلط عليهم البلاء، فإنه حينئذ يرى نفسه واحدًا منهم فهو يسأل الله لهم ما يسأله لنفسه،
وإذا دعا لنفسه بالتوبة والمغفرة أدخلهم معه فيرجو لهم فوق ما يرجو لنفسه ويخاف على نفسه أكثر مما يخاف عليهم؛ فأين هذا من حاله الأولى؟ وهو ناظر إليهم بعين الاحتقار والازدراء لا يجد في قلبه رحمة لهم ولا دعوة ولا يرجو لهم نجاة؛ فالذنب في حق مثل هذا من أعظم أسباب رحمته. مع هذا فيقيم أمر الله فيهم طاعة لله ورحمة بهم وإحسانا اليهم إذ هو عين مصالحتهم لا غلظة ولا قوة ولا فظاظة.
- مفتاح دار السَّعادة لابن القيِّم.
BY حِصّة رِزق الله
Share with your friend now:
tgoop.com/H7Ssfjr/2670