tgoop.com/HJGFYU/2995
Last Update:
في المشهد الممطر السابق،
قبل أسابيع
تحديداً في أعلى نقطة من المشفى،
حيث كنا نعمل ليل نهار،
و أصوات أجهزة العناية المشددة تعزف موسيقا خلفية اعتيادية للحياة
الشارع يبدو ساكناً من الأعلى
إلا من قطرات المطر التي تداعب وجنتيه الخجولتين،
كان ذاك واضحاً لنا من على ارتفاع أربعة طوابق بوجود عمود الإنارة المرتبك،
كان يحاول أن يشتت إرتباكه باختلاق حديث ما، لكن الشارع كان ساكناً أكثر مما ينبغي، في الواقع إنه يخفي دموعه في الزوايا التي لم يصلها نور العمود المنتصب لهذا الغرض،
إنه يمطر،
الشارع يمطر وينهمر على نفسه،
والعمود يلحّ في الأسئلة،
أما نحن، فنراقب بترقب شيئاً مجهولاً ما،
مجهولاً كمستقبلنا وأيامنا المقبلة،
سيفتعله إحداهما لإنهاء المشهد،
مريض ما يصرخ من الداخل،
نهرع إليه و نطمئن أن كل شيء يسير على ما يرام، فتسدل الستائر على المشهد ببساطة
سألتني حينها بينما تحدق في صورة المريض الشعاعية، لم قد ينهمر المرء مع المطر؟
أجبتك دون أن أنظر إليك : ربما لأنه جميل جداً ومؤقت
إنه يسمح لنا أن نسأل أنفسنا أين سنكون في موسم المطر المقبل، و على كتف أي شارع سنقف لنبكي و تحت أي عمود إنارة سنجد النور الذي نحتاج،
اليوم ،
الثالثة فجراً،
مشهد المطر التالي،
الذي كان يبدو مستقبلاً مجهولاً،
اليوم أصبح واضح وجليّ،
وقد تغير منذ ذلك الحين ما تغير،
أنهمر أنا وحدي في غرفتي المظلمة،
مع المطر،
وشيء ما مجهول كمستقبلنا وأيامنا المقبلة، سيفتعله أحد ما لإنهاء المشهد،
لم يصرخ المريض،
لم يلحّ العمود عليي بالأسئلة،
أغلقت النافذة بإحكام،
ورشفت آخر رشفة باردة من القهوة،
أسدلت الستائر التي كنت أرجو أن يسدلها شيء ما،
كما في نهاية المسرحيات والأعمال الفنية،
فعلت كل شيء لأنهي المشهد بطريقة لائقة، لكنه لم ينتهي
على أمل أن يصرخ مريض ما طالباً للمساعدة فأخرج من المشهد العالق على حافة الذاكرة،
متسللة على رؤوس الأصابع،
هاربة إلى مشهد أجف فيه من هذا البلل☁️
#Masa
BY عندما تعشوشب الصخور 💚
Share with your friend now:
tgoop.com/HJGFYU/2995