مشكلة الواحد منا ليست مع المستحيل، ولا مع الأمور شديدة الصعوبة. مشكلته مع الأشياء السهلة النافعة، التي لم يقم بها بسبب الفوضى أو الكسل أو عدم ترتيب أولوياته.
أ.د. عبد الكريم بكّار.
أ.د. عبد الكريم بكّار.
"عندنا وفرة في الرجال، ونقص في الموارد المادية".
القائد المؤسِّس الشهيد صلاح شحادة.
القائد المؤسِّس الشهيد صلاح شحادة.
{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُر}
لن يستشعر المؤمن لذة للنصر، حتى يشعر بوطأة اجتماع الجمع عليه، وتحالف الأضداد على إيمانه، وانعدام النصير، عندما يأتون من فوقنا وأسفل منا، وتحصل الزلزلة، وتزيغ الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر، ويحصل ما ترى من الظنون الحائرة والتكهنات السوداوية وتُقلَّب الأنظار في السماء، فرارا من الله إليه، وبراءة من الحول كلّه والتعويل عليه..
عندما يعمّ هذا ويستقر في الأنفس ويحقق غايته وحكمته التي لأجلها قُدِّر: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}؛ فالزموا الخندق، ولا تبرحوا مواضعكم، ولا تيأسوا من ضرب تلك الصخرة وإن أعيتكم فإن وراءها والله الفتح والتيسير، ونغزوهم ولا يغزوننا؛ لكن الله يمتحن عباده بالشدائد ليمحص صفهم، ويتخذ منهم أحبابا، ويباهي بصابريهم؛ فلا تبرحوا، ووطنوا أنفسكم فالريح قادمة ويولّون الدبُر، والساعة أدهى وأمر.
لن يستشعر المؤمن لذة للنصر، حتى يشعر بوطأة اجتماع الجمع عليه، وتحالف الأضداد على إيمانه، وانعدام النصير، عندما يأتون من فوقنا وأسفل منا، وتحصل الزلزلة، وتزيغ الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر، ويحصل ما ترى من الظنون الحائرة والتكهنات السوداوية وتُقلَّب الأنظار في السماء، فرارا من الله إليه، وبراءة من الحول كلّه والتعويل عليه..
عندما يعمّ هذا ويستقر في الأنفس ويحقق غايته وحكمته التي لأجلها قُدِّر: {جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}؛ فالزموا الخندق، ولا تبرحوا مواضعكم، ولا تيأسوا من ضرب تلك الصخرة وإن أعيتكم فإن وراءها والله الفتح والتيسير، ونغزوهم ولا يغزوننا؛ لكن الله يمتحن عباده بالشدائد ليمحص صفهم، ويتخذ منهم أحبابا، ويباهي بصابريهم؛ فلا تبرحوا، ووطنوا أنفسكم فالريح قادمة ويولّون الدبُر، والساعة أدهى وأمر.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِين}
عبادة التحريض في زمن التخذيل من عزم الأمور؛ فاحتسبوا الأجر في التثبيت والتعبئة وتحريك أنفس المؤمنين للنُّصرة، ولا تلينوا للمخذِّلين ولا تُسلِموا عقول الناس وقلوبهم لهم، وليجدوا في أقلامكم وألسنتكم غلظة، واقعدوا لهم في الواقع والمواقع كلّ مرصَد.
عبادة التحريض في زمن التخذيل من عزم الأمور؛ فاحتسبوا الأجر في التثبيت والتعبئة وتحريك أنفس المؤمنين للنُّصرة، ولا تلينوا للمخذِّلين ولا تُسلِموا عقول الناس وقلوبهم لهم، وليجدوا في أقلامكم وألسنتكم غلظة، واقعدوا لهم في الواقع والمواقع كلّ مرصَد.
الناظر لهذا العلو الفج للباطل وانبطاح مؤسسات الأمّة أمامه في سلوكها، حتى بعد بروزه الحاد والخشِن؛ يجعلهُ متحسِّسا للانبطاحات الأخرى النظرية والمعرفية والثقافية، التي تفوق هذا خطورة لعدم خشونتها ولاعتمادها على التزيين والبهرجة والتعمية؛ فينهض لتأسيس نفسه ووقاية خاصّته وتنبيه أمّته، ولا يستهين بمعامل التربية ومؤسساتها ومصادر المعرفة ونظرياتها، ويكتحل بإثمد المدينة تشرُّعا واعتصاما بالأصول حتى لا يُعشي بصرَه ولا يغويه قارون بزينته ولا فرعون ببطشته ولا السامري بتعميته ولا الدجال بفتنته، والأمر كما ترى جد، والفسطاط يتشكل، قد علم كل أناس مشربَهم؛ فاعلم مشربَك، والزمه وحصّنه وتحصن به، حتى لا تخطفك الفتن الفاضحات، ولا تحتاج يوما لتوضيح الواضحات؛ لتنصر حقا وتنكر منكرا.
أنا عالقٌ غارق في خزيي النفسي الخاص، أدفعه جاهدا بما تيسر لي من عمل، في استحياءٍ لو أطعته ما رفعت وجهي بعد هذا العام للسماء، وأخجل من نفسي أن أزيد على تقصيري الذاتي الفادح فيما أراه واجبا، تثبيطا وتخذيلا لغيري فيما يرونه نافعا وواجبا..
قد لا أرى جدوى فيما يدعو له بعض إخواني نصرة لإخواننا في بلدي أو غيره، ولا يرى بعض أصحابي جدوى فيما أصنع، ولسنا متفقين في كثير من مسارات السعي ومدى صحتها أو جدواها في هذا البلد أو ذاك، أو هذا التوقيت أو ذلك؛ لكننا نجتهد لنكون متفقين في فكرة (السعي) وإن تعددت مساراته العملية.
لن أقف بتوفيق الله يوما إلا وقفة الاحترام وإكثار السواد مع من يصنع أي شيء، ويتقدم أي خطوة، ويتزحزح أي شبر، أو ينبس بأي كلمة لتغيير هذا المنكر..
ولن أكون بتوفيق الله ممن قال فيهم ربنا سبحانه: {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ}، فأجمع بين نقدٍ وقعود، وأعوذ بالله من أن أرجو لتلك المساعي فشلا وإخفاقا؛ لأقول لإخواني: "قلتُ لكم، ولو أنكم سمعتم لي" أو كما جاء في القرآن {لَوْ أَطَاعُونَا}.
أرجو لكل ساع أن يفتح الله علي يده، ولكل سعي أن يسدده الله ويكثّر عدده ومدده، وأن يغفر الله لنا تقصيرنا، ويهدينا سبل العمل النافع المقبول.
قد لا أرى جدوى فيما يدعو له بعض إخواني نصرة لإخواننا في بلدي أو غيره، ولا يرى بعض أصحابي جدوى فيما أصنع، ولسنا متفقين في كثير من مسارات السعي ومدى صحتها أو جدواها في هذا البلد أو ذاك، أو هذا التوقيت أو ذلك؛ لكننا نجتهد لنكون متفقين في فكرة (السعي) وإن تعددت مساراته العملية.
لن أقف بتوفيق الله يوما إلا وقفة الاحترام وإكثار السواد مع من يصنع أي شيء، ويتقدم أي خطوة، ويتزحزح أي شبر، أو ينبس بأي كلمة لتغيير هذا المنكر..
ولن أكون بتوفيق الله ممن قال فيهم ربنا سبحانه: {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ}، فأجمع بين نقدٍ وقعود، وأعوذ بالله من أن أرجو لتلك المساعي فشلا وإخفاقا؛ لأقول لإخواني: "قلتُ لكم، ولو أنكم سمعتم لي" أو كما جاء في القرآن {لَوْ أَطَاعُونَا}.
أرجو لكل ساع أن يفتح الله علي يده، ولكل سعي أن يسدده الله ويكثّر عدده ومدده، وأن يغفر الله لنا تقصيرنا، ويهدينا سبل العمل النافع المقبول.
أنت في هذه الأيام تعمل في مشروع "البراءة الفردية"؛ لأنك تعلم أنك ستُسأل؛ فالأولى بك أن تحرص على ما ينفعك وما يعينك على الجواب.
ما أحسن إليك أحد إحسانَ من ساقك لمجلس ذِكر ونفسك ثقيلة، أو ألزمك بإلحاحه إتيانَ مشهد خير وأنت مُسوِّف، أو أخذ بمجامع ثوبك ونزعك من موقف شر وأنت غافل،أو قال لك أنت في دعائي.
ما أسهل التباكي على تغول الفيلق التغريبي، وما أصعب النزول إلى ميدان المزاحمة، في واقع قد تخلو منه بعض الولايات من أي مؤسسة تربوية، ولا تجد فيها أثرا لمخيم أطفال، أو مجالس للماكثات، أو حِلَق للعاملات، أو برامج شرعية تأهيلية للزواج، أو دورات توعوية للآباء، ولا محسنين يكفلون طلبة علم، ولا أوقاف تمول مؤسسات التعليم الموازي، لنستفيق على واقع نحن فيه كثرة خاملة متواكلة تستفزنا فيه قلة استراتيجية فاعلة، تخلو فيه بعض مدننا "الكبيرة" من مدرسة قرآنية نموذجية واحدة، كفانا تشخيصا فقد تشبّعنا، واقعنا أجلى وأوضح من أن يحتاج عبقرية تشخيص وتوصيف فالحال بيِّن، زير صباطك، وحُك جيبك، وبحح صوتك، واحرث، خلونا مالبكي.
كانت جدتي رحمها الله إذا حدثتني عن صنيع فرنسا وأذيالها بها وبأهلها، تهمس، وتلتفت، وتقول لي: أغلِق الباب.
لو لم يكن بيني وبينهم إلا هذه المظلمة، وتلك الرجفة الخائفة لذلك القلب الرهيف، وذلك الجرح الغائر لتلك الروح اللطيفة؛ لكفاني لأبقى ناقما غاضبا على فرنسا ومن والاها، إلى يوم الدين، مواليا لنوفمبر، حاملا لروحه ومبادئه، سائرا على درب رجاله، حتى ألقى ربي.
"يا محمد مبروك عليك، الجزاير رجعت ليك".
لو لم يكن بيني وبينهم إلا هذه المظلمة، وتلك الرجفة الخائفة لذلك القلب الرهيف، وذلك الجرح الغائر لتلك الروح اللطيفة؛ لكفاني لأبقى ناقما غاضبا على فرنسا ومن والاها، إلى يوم الدين، مواليا لنوفمبر، حاملا لروحه ومبادئه، سائرا على درب رجاله، حتى ألقى ربي.
"يا محمد مبروك عليك، الجزاير رجعت ليك".
رغم كل شيء، لا يجب الاستهانة بمشاهد الاحتفال بذكرى نوفمبر لأن فيها معاني تربوي جمعة؛ إذ ما زلت أذكر انتظار منتصف الليل وأنا طفل صغير، ليصطحبني والدي للاحتفال بساعة الصفر، وكنت أنتظر بشوق تلك الرصاصة التي يطلقها الجنود احتفالا رمزيا بالرصاصة الأولى، كنت طفلا لكنني فهمت المعنى وارتبطت به؛ ثم صار نوفمبر مسطرتي التي أقيس بها كل شيء، وأكثر ذلك بفضل أبي الذي كان يصبر على برد الليل، وعلى شغبي الليلي وإمساك يدي المتفلّتة، وأسئلتي الساذجة، لا لشيء فقط ليورثني التعلق بذلك المعنى، والارتباط بتلك الرصاصة، وهو ما كان.
نحن امتداد للأهالي الذين دفعوا الضريبة، جداتنا وعمّاتنا خبزن الرغيف، وصنعن الكعبوش، وسابقن شروق الشمس لخدمة الخاوة وتحضير قُوتِهم، جُرحت أيديهن وهم يخطن الجلّابات ونعال الجلد، وحُفرت خدودهن وهن ينتظرن الأزواج المتوسدين صخور الجبال، كن يخبئن البوطلعة تحت الوسائد تحسبا للمظليين، وينكمشن خوفا على شرفهن الرفيع من الانتقام الرخيص، كن ينقلن الرسائل والرمّان في عماير البغال، يعبرن الحواجز ويرتقين الجبال، كم خفن وكم عطشن وكم زغرتن في وداع، رحم الله جدتي إذ تصف برد الزنزانة فأصاب بالرشح، وإذ تحكي لي عن قرصة الجوع فأستحي من نفسي، وحفظ عماتي اللاتي كن يخدمن من لا يعرفن ويصنعن ما لا يفهمن ويتكلفن ما لا يتحملن؛ ليأتي يوم يترافقن فيه لمصلى النساء في صلاة التراويح، ويغنين فيه على الأسطح "يا عيشة لا ترقدي، الليلة زاد النبي".