tgoop.com/HananFoad/2168
Last Update:
"أيُّها القمرُ المُنير
إنّك أنرتَ الأرضَ وِهادها ونِجادها، وسَهلها ووَعرها، وعامرها وغامرها،
فهل لكَ أن تُشرق في نفسي فتُنير ظُلمتها، وتُبَدِّد ما أظلَّها من سُحُبِ الهمومِ والأحزانِ؟!
أيُّها القمرُ المُنير
إنَّ بيني وبينك شَبهًا واتصالًا، أنتَ وحيدٌ في سمائك، وأنا وحيدٌ في أرضي، كلانا يقطع شوطه صامتًا هادئًا، مُنكسرًا حزينًا، لا يلوي على أحدٍ ولا يلوي عليه أحدٌ، وكلانا يبرز لصاحبه في ظُلمة الليل فيسايره ويناجيه،
يراني الرائي فيحسبني سعيدًا؛ لأنه يغترُّ بابتسامةٍ في ثَغري وطَلاقةٍ في وجهي، ولو كُشف له عن نفسي ورأى ما تنطوي عليه من الهمومَ والأحزانِ، لبكى لي بُكاء الحزينِ إثر الحزين،
ويراكَ الرائي فيحسبك مُغتبطًا مسرورًا؛ لأنّه يغترُّ بجمالِ وجهك، ولمعانِ جبينك، وصفاءِ أديمك، ولو كُشِف له عن عالمك لرآه عالمًا خرابًا، وكونًا يبابًا، لا تهبُّ فيه ريحٌ، ولا يتحرَّك شجرٌ، ولا ينطق إنسانٌ، ولا يَبْغَمُ حيوانٌ!".
-النظرات للمنفلوطي.
https://www.tgoop.com/HananFoad
BY حــــنـــان فـــــؤاد
Share with your friend now:
tgoop.com/HananFoad/2168