tgoop.com/Hanbal_IV/157
Last Update:
• سَألْتُ أبَا عَبْدِاللهِ عَنْ حَلْقِ القَفَا فَقَالَ : هُوَ مِنْ فِعْلِ المَجُوسِ ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ.
[الورع للمروذي].
نقل صاحب الآداب الشرعية عن بعض المنتسبين لفقه الإمام أحمد : لَا يَجُوزُ شُهُودُ أعْيَادِ النَّصَارَى وَاليَهُودِ ، نَصَّ عَلَيْهِ أحْمَدُ فِي رِوَايَةِ مُهَنَّا ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾. وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ قَالُوا : أعْيَادَ الكُفَّارِ. فَإذَا كَانَ هَذَا فِي شُهُودِهَا مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ فَكَيْفَ بِالأفْعَالِ الَّتِي هِيَ مِنْ خَصَائِصِهَا؟! ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِي المُسْنَدِ وَالسُّنَنِ أنَّهُ قَالَ : "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ". وَفِي لَفْظٍ : "لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا". وَهُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ ، فَإذَا كَانَ هَذَا فِي التَّشَبُّهِ بِهِمْ وَإنْ كَانَ مِنَ العَادَاتِ فَكَيْفَ التَّشَبُّهُ بِهِمْ فِيمَا هُوَ أبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ؟ ... ثُمَّ إنَّ المُسْلِمَ لَا يَحِلُّ لَهُ أنْ يُعِينَهُمْ عَلَى شُرْبِ الخُمُورِ بِعَصْرِهَا أوْ نَحْوِ ذَلِكَ فَكَيْفَ عَلَى مَا هُوَ مِنْ شَعَائِرِ الكُفْرِ؟! ، وَإذَا كَانَ لَا يَحِلُّ لَهُ أنْ يُعِينَهُمْ هُوَ فَكَيْفَ إذَا كَانَ هُوَ الفَاعِلَ لِذَلِكَ؟!. وقال في موضع آخر : لَا يَحِلُّ لِلمُسْلِمِينَ أنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ [يعني النصارى] فِي شَيْءٍ مِمَّا يَخْتَصُّ بِأعْيَادِهِمْ لَا مِنْ طَعَامٍ وَلَا لِبَاسٍ وَلَا اغْتِسَالٍ وَلَا إيقَادِ نِيرَانٍ وَلَا تَبْطِيلِ عَادَةٍ مِنْ مَعِيشَةٍ أوْ عِبَادَةٍ أوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَلَا يَحِلُّ فِعْلُ وَلِيمَةٍ وَلَا الإهْدَاءُ وَلَا البَيْعُ بِمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ لِأجْلِ ذَلِكَ وَلَا تَمْكِينُ الصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ مِنَ اللَّعِبِ الَّذِي فِي الأعْيَادِ وَلَا إظْهَارُ زِينَةٍ ، وَبِالجُمْلَةِ لَيْسَ لَهُمْ أنْ يَخُصُّوا أعْيَادَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهِمْ بَلْ يَكُونُ يَوْمُ عِيدِهِمْ عِنْدَ المُسْلِمِينَ كَسَائِرِ الأيَّامِ لَا يَخُصُّهُ المُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِمْ ... بَلْ قَدْ ذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ إلَى كُفْرِ مَنْ يَفْعَلُ هَذِهِ الأُمُورَ ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ الكُفْرِ. وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة : وَأمَّا التَّهْنِئَةُ بِشَعَائِرِ الكُفْرِ المُخْتَصَّةِ بِهِ فَحَرَامٌ بِالاتِّفَاقِ ، مِثْلَ أنْ يُهَنِّئَهُمْ بِأعْيَادِهِمْ وَصَوْمِهِمْ فَيَقُولَ «عِيدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ» أوْ «تَهْنَأُ بِهَذَا العِيدِ» وَنَحْوَهُ ، فَهَذَا إنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الكُفْرِ فَهُوَ مِنَ المُحَرَّمَاتِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ بَلْ ذَلِكَ أعْظَمُ إثْمًا عِنْدَ اللهِ وَأشَدُّ مَقْتًا مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشُرْبِ الخَمْرِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَارْتِكَابِ الفَرْجِ الحَرَامِ وَنَحْوِهِ وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَا قَدْرَ لِلدِّينِ عِنْدَهُ يَقَعُ فِي ذَلِكَ وَلَا يَدْرِي قُبْحَ مَا فَعَلَ!.
BY آثار الإمام أحمد
Share with your friend now:
tgoop.com/Hanbal_IV/157