HANBAL_IV Telegram 159
قال الإمام أحمد :

لَيْسَ بِالنَّاسِ حَيَاةٌ!.

[السنة للخلال].

قال الآجري في غير واحد من كتبه : «مَا أعْظَمَ مَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ البَلَاءِ مِنْ جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ قَبِيحَةٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ فِي الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ مِمَّا يَطُولُ ذِكْرُهَا ، وَمَا أكْثَرَ مَنْ يُعِينُ البَاطِلَ وَقَدْ جَعَلَهُ مَكْسَبًا» ، «وَلِتَمَكُّنِ الشَّهَوَاتِ مِنْ قُلُوبِهِمْ مَا يُبَالُونَ مَا نَقَصَ مِنْ دِينِكَ وَدِينِهِمْ إذَا سَلِمَتْ لَهُمْ بِكَ دُنْيَاهُمْ» ، «اللهُ المُسْتَعَانُ ، مَا أعْظَمَ زَمَانًا نَحْنُ فِيهِ!». وقال ابن بطة في الإبانة الكبرى : لَوْ أنَّ رَجُلًا عَاقِلًا أمْعَنَ النَّظَرَ اليَوْمَ فِي الإسْلَامِ وَأهْلِهِ لَعَلِمَ أنَّ أُمُورَ النَّاسِ تَمْضِي كُلُّهَا عَلَى سُنَنِ أهْلِ الكِتَابَيْنِ وَطَرِيقَتِهِمْ وَعَلَى سُنَّةِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَعَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الجَاهِلِيَّةُ ، فَمَا طَبَقَةٌ مِنَ النَّاسِ وَمَا صِنْفٌ مِنْهُمْ إلَّا وَهُمْ فِي سَائِرِ أُمُورِهِمْ مُخَالِفُونَ لِشَرَائِعِ الإسْلَامِ وَسُنَّةِ الرَّسُولِ ﷺ مُضَاهُونَ فِيمَا يَفْعَلُونَ أهْلَ الكِتَابَيْنِ وَالجَاهِلِيَّةِ قَبْلَهُمْ ، فَإنْ صَرَفَ بَصَرَهُ إلَى السَّلْطَنَةِ وَأهْلِهَا وَحَاشِيَتِهَا وَمَنْ لَاذَ بِهَا مِنْ حُكَّامِهِمْ وَعُمَّالِهِمْ وَجَدَ الأمْرَ كُلَّهُ فِيهِمْ بِالضِّدِّ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ وَنُصِّبُوا لَهُ فِي أفْعَالِهِمْ وَأحْكَامِهِمْ وَزِيِّهِمْ وَلِبَاسِهِمْ وَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بَعْدَهُمْ مِنَ التُّجَّارِ وَالسُّوقَةِ وَأبْنَاءِ الدُّنْيَا وَطَالِبِيهَا مِنَ الزُّرَّاعِ وَالصُّنَّاعِ وَالأُجَرَاءِ وَالفُقَرَاءِ وَالقُرَّاءِ وَالعُلَمَاءِ إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ ، وَمَتَى فَكَّرْتَ فِي ذَلِكَ وَجَدْتَ الأمْرَ كَمَا أخْبَرْتُكَ فِي المَصَائِبِ وَالأفْرَاحِ وَفِي الزِّيِّ وَاللِّبَاسِ وَالآنِيَةِ وَالأبْنِيَةِ وَالمَسَاكِنِ وَالخُدَّامِ وَالمَرَاكِبِ وَالوَلَائِمِ وَالأعْرَاسِ وَالمَجَالِسِ وَالفُرُشِ وَالمَآكِلِ وَالمَشَارِبِ وَكُلِّ ذَلِكَ فَيَجْرِي خِلَافَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالضِّدِّ مِمَّا أُمِرَ بِهِ المُسْلِمُونَ وَنُدِبَ إلَيْهِ المُؤْمِنُونَ وَكَذَلِكَ مَنْ بَاعَ وَاشْتَرَى وَمَلَكَ وَاقْتَنَى وَاسْتَأجَرَ وَزَرَعَ وَزَارَعَ .. فَمَنْ طَلَبَ السَّلَامَةَ لِدِينِهِ فِي وَقْتِنَا هَذَا مَعَ النَّاسِ عَدِمَهَا وَمَنْ أحَبَّ أنْ يَلْتَمِسَ مَعِيشَةً عَلَى حُكْمِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَقَدَهَا وَكَثُرَ خُصَمَاؤُهُ وَأعْدَاؤُهُ وَمُخَالِفُوهُ وَمُبْغِضُوهُ فِيهَا ، فَاللهُ المُسْتَعَانُ فَمَا أشَدَّ تَعَذُّرَ السَّلَامَةِ فِي الدِّينِ فِي هَذَا الزَّمَانِ فَطُرُقَاتِ الحَقِّ خَالِيَةٌ مُقْفِرَةٌ مُوحِشَةٌ قَدْ عُدِمَ سَالِكُوهَا وَانْدَفَنَتْ مَحَاجُّهَا وَتَهَدَّمَتْ صَوَايَاهَا وَأعْلَامُهَا وَفُقِدَ أدِلَّاؤُهَا وَهُدَاتُهَا قَدْ وَقَفَتْ شَيَاطِينُ الإنْسِ وَالجِنِّ عَلَى فِجَاجِهَا وَسُبُلِهَا تَتَخَطَّفُ النَّاسَ عَنْهَا ، فَاللهُ المُسْتَعَانُ ، فَلَيْسَ يَعْرِفُ هَذَا الأمْرَ وَيَهُمُّهُ إلَّا رَجُلٌ عَاقِلٌ مُمَيِّزٌ قَدْ أدَّبَهُ العِلْمُ وَشَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ بِالإيمَانِ. وقال البربهاري في شرح السنة : وَاحْذَرْ ثُمَّ احْذَرْ أهْلَ زَمَانِكَ خَاصَّةً ، وَانْظُرْ مَنْ تُجَالِسُ وَمِمَّنْ تَسْمَعُ وَمَنْ تَصْحَبُ ؛ فَإنَّ الخَلْقَ كَأنَّهُمْ فِي رِدَّةٍ إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ مِنْهُمْ!.



tgoop.com/Hanbal_IV/159
Create:
Last Update:

قال الإمام أحمد :

لَيْسَ بِالنَّاسِ حَيَاةٌ!.

[السنة للخلال].

قال الآجري في غير واحد من كتبه : «مَا أعْظَمَ مَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ البَلَاءِ مِنْ جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ قَبِيحَةٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ فِي الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ مِمَّا يَطُولُ ذِكْرُهَا ، وَمَا أكْثَرَ مَنْ يُعِينُ البَاطِلَ وَقَدْ جَعَلَهُ مَكْسَبًا» ، «وَلِتَمَكُّنِ الشَّهَوَاتِ مِنْ قُلُوبِهِمْ مَا يُبَالُونَ مَا نَقَصَ مِنْ دِينِكَ وَدِينِهِمْ إذَا سَلِمَتْ لَهُمْ بِكَ دُنْيَاهُمْ» ، «اللهُ المُسْتَعَانُ ، مَا أعْظَمَ زَمَانًا نَحْنُ فِيهِ!». وقال ابن بطة في الإبانة الكبرى : لَوْ أنَّ رَجُلًا عَاقِلًا أمْعَنَ النَّظَرَ اليَوْمَ فِي الإسْلَامِ وَأهْلِهِ لَعَلِمَ أنَّ أُمُورَ النَّاسِ تَمْضِي كُلُّهَا عَلَى سُنَنِ أهْلِ الكِتَابَيْنِ وَطَرِيقَتِهِمْ وَعَلَى سُنَّةِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَعَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الجَاهِلِيَّةُ ، فَمَا طَبَقَةٌ مِنَ النَّاسِ وَمَا صِنْفٌ مِنْهُمْ إلَّا وَهُمْ فِي سَائِرِ أُمُورِهِمْ مُخَالِفُونَ لِشَرَائِعِ الإسْلَامِ وَسُنَّةِ الرَّسُولِ ﷺ مُضَاهُونَ فِيمَا يَفْعَلُونَ أهْلَ الكِتَابَيْنِ وَالجَاهِلِيَّةِ قَبْلَهُمْ ، فَإنْ صَرَفَ بَصَرَهُ إلَى السَّلْطَنَةِ وَأهْلِهَا وَحَاشِيَتِهَا وَمَنْ لَاذَ بِهَا مِنْ حُكَّامِهِمْ وَعُمَّالِهِمْ وَجَدَ الأمْرَ كُلَّهُ فِيهِمْ بِالضِّدِّ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ وَنُصِّبُوا لَهُ فِي أفْعَالِهِمْ وَأحْكَامِهِمْ وَزِيِّهِمْ وَلِبَاسِهِمْ وَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بَعْدَهُمْ مِنَ التُّجَّارِ وَالسُّوقَةِ وَأبْنَاءِ الدُّنْيَا وَطَالِبِيهَا مِنَ الزُّرَّاعِ وَالصُّنَّاعِ وَالأُجَرَاءِ وَالفُقَرَاءِ وَالقُرَّاءِ وَالعُلَمَاءِ إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ ، وَمَتَى فَكَّرْتَ فِي ذَلِكَ وَجَدْتَ الأمْرَ كَمَا أخْبَرْتُكَ فِي المَصَائِبِ وَالأفْرَاحِ وَفِي الزِّيِّ وَاللِّبَاسِ وَالآنِيَةِ وَالأبْنِيَةِ وَالمَسَاكِنِ وَالخُدَّامِ وَالمَرَاكِبِ وَالوَلَائِمِ وَالأعْرَاسِ وَالمَجَالِسِ وَالفُرُشِ وَالمَآكِلِ وَالمَشَارِبِ وَكُلِّ ذَلِكَ فَيَجْرِي خِلَافَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالضِّدِّ مِمَّا أُمِرَ بِهِ المُسْلِمُونَ وَنُدِبَ إلَيْهِ المُؤْمِنُونَ وَكَذَلِكَ مَنْ بَاعَ وَاشْتَرَى وَمَلَكَ وَاقْتَنَى وَاسْتَأجَرَ وَزَرَعَ وَزَارَعَ .. فَمَنْ طَلَبَ السَّلَامَةَ لِدِينِهِ فِي وَقْتِنَا هَذَا مَعَ النَّاسِ عَدِمَهَا وَمَنْ أحَبَّ أنْ يَلْتَمِسَ مَعِيشَةً عَلَى حُكْمِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَقَدَهَا وَكَثُرَ خُصَمَاؤُهُ وَأعْدَاؤُهُ وَمُخَالِفُوهُ وَمُبْغِضُوهُ فِيهَا ، فَاللهُ المُسْتَعَانُ فَمَا أشَدَّ تَعَذُّرَ السَّلَامَةِ فِي الدِّينِ فِي هَذَا الزَّمَانِ فَطُرُقَاتِ الحَقِّ خَالِيَةٌ مُقْفِرَةٌ مُوحِشَةٌ قَدْ عُدِمَ سَالِكُوهَا وَانْدَفَنَتْ مَحَاجُّهَا وَتَهَدَّمَتْ صَوَايَاهَا وَأعْلَامُهَا وَفُقِدَ أدِلَّاؤُهَا وَهُدَاتُهَا قَدْ وَقَفَتْ شَيَاطِينُ الإنْسِ وَالجِنِّ عَلَى فِجَاجِهَا وَسُبُلِهَا تَتَخَطَّفُ النَّاسَ عَنْهَا ، فَاللهُ المُسْتَعَانُ ، فَلَيْسَ يَعْرِفُ هَذَا الأمْرَ وَيَهُمُّهُ إلَّا رَجُلٌ عَاقِلٌ مُمَيِّزٌ قَدْ أدَّبَهُ العِلْمُ وَشَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ بِالإيمَانِ. وقال البربهاري في شرح السنة : وَاحْذَرْ ثُمَّ احْذَرْ أهْلَ زَمَانِكَ خَاصَّةً ، وَانْظُرْ مَنْ تُجَالِسُ وَمِمَّنْ تَسْمَعُ وَمَنْ تَصْحَبُ ؛ فَإنَّ الخَلْقَ كَأنَّهُمْ فِي رِدَّةٍ إلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ مِنْهُمْ!.

BY آثار الإمام أحمد


Share with your friend now:
tgoop.com/Hanbal_IV/159

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment. A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. Activate up to 20 bots Telegram is a leading cloud-based instant messages platform. It became popular in recent years for its privacy, speed, voice and video quality, and other unmatched features over its main competitor Whatsapp. To view your bio, click the Menu icon and select “View channel info.”
from us


Telegram آثار الإمام أحمد
FROM American