tgoop.com/Hanbal_IV/191
Last Update:
• قَالَ الشَّيْخُ أبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِالمَلِكِ الكَرَجِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ «الفُصُولُ فِي الأصُولِ عَنِ الأئِمَّةِ الفُحُولِ إلْزَامًا لِذَوِي البِدَعِ وَالفُضُولِ» وَذَكَرَ اثْنَا عَشَرَ إمَامًا وَهُمُ الشَّافِعِيُّ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَأحْمَدُ وَالبُخَارِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ المُبَارَكِ وَالأوْزَاعِيُّ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَإسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأبُو زُرْعَةَ وَأبُو حَاتِمٍ ، قَالَ فِيهِ : سَمِعْتُ الإمَامَ أبَا مَنْصُورٍ مُحَمَّدَ بْنَ أحْمَدَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الإمَامَ أبَا بَكْرٍ عَبْدَاللهِ بْنَ أحْمَدَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّيْخَ أبَا حَامِدٍ الإسْفَرَايِينِيَّ يَقُولُ : مَذْهَبِي وَمَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَفُقَهَاءِ الأمْصَارِ أنَّ كَلَامَ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ ، وَالقُرْآنُ حَمَلَهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَسْمُوعًا مِنَ اللهِ تَعَالَى وَالنَّبِيُّ ﷺ سَمِعَهُ مِنْ جِبْرِيلَ وَالصَّحَابَةُ سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، وَهُوَ الَّذِي نَقُولُهُ نَحْنُ بِألْسِنَتِنَا وَفِيمَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ وَمَا فِي صُدُورِنَا مَسْمُوعًا وَمَكْتُوبًا وَمَحْفُوظًا وَمَنْقُوشًا ، وَكُلُّ حَرْفٍ مِنْهُ كَالبَاءِ وَالتَّاءِ كُلُّهُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ عَلَيْهِ لَعَائِنُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ. .. قَالَ الشَّيْخُ أبُو الحَسَنِ : وَكَانَ الشَّيْخُ أبُو حَامِدٍ شَدِيدَ الإنْكَارِ عَلَى البَاقِلَّانِيِّ وَأصْحَابِ الكَلَامِ. قَالَ أبُو الحَسَنِ : وَلَمْ يَزَلِ الأئِمَّةُ الشَّافِعِيَّةُ يَأنَفُونَ وَيَسْتَنْكِفُونَ أنْ يُنْسَبُوا إلَى الأشْعَرِيِّ وَيَتَبَرَّءُونَ مِمَّا بَنَى الأشْعَرِيُّ مَذْهَبَهُ عَلَيْهِ وَيَنْهَوْنَ أصْحَابَهُمْ وَأحْبَابَهُمْ عَنِ الحَوْمِ حَوَالَيْهِ عَلَى مَا سَمِعْت عِدَّةً مِنْ المَشَايِخِ وَالأئِمَّةِ مِنْهُمُ الحَافِظُ المُؤْتَمَنُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السَّاجِيُّ يَقُولُونَ : سَمِعْنَا جَمَاعَةً مِنَ المَشَايِخِ الثِّقَاتِ قَالُوا : كَانَ الشَّيْخُ أبُو حَامِدٍ أحْمَدُ بْنُ طَاهِرٍ الإسْفَرَايِينِيُّ إمَامُ الأئِمَّةِ الَّذِي طَبَّقَ الأرْضَ عِلْمًا وَأصْحَابًا إذَا سَعَى إلَى الجُمُعَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الكَرْخِ إلَى جَامِعِ المَنْصُورِ يَدْخُلُ الرِّيَاضَ المَعْرُوفَ بِالرَّوْزِيِّ المُحَاذِي لِلجَامِعِ وَيُقْبِلُ عَلَى مَنْ حَضَرَ وَيَقُولُ : اشْهَدُوا عَلَيَّ بِأنَّ القُرْآنَ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَمَا قَالَ أحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لَا كَمَا يَقُولُ البَاقِلَّانِيُّ. وَتَكَرَّرَ ذَلِكَ مِنْهُ فِي جَمَاعَاتٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : حَتَّى يَنْتَشِرَ فِي النَّاسِ وَفِي أهْلِ الصَّلَاحِ وَيَشِيعَ الخَبَرُ فِي البِلَادِ أنِّي بَرِيءٌ مِمَّا هُمْ عَلَيْهِ -يَعْنِي الأشْعَرِيَّ- وَبَرِيءٌ مِنْ مَذْهَبِ أبِي بَكْرٍ البَاقِلَّانِيِّ ؛ فَإنَّ جَمَاعَةً مِنْ المُتَفَقِّهَةِ الغُرَبَاءِ يَدْخُلُونَ عَلَى البَاقِلَّانِيِّ خُفْيَةً فَيَقْرَءُونَ عَلَيْهِ فَيُفْتَنُونَ بِمَذْهَبِهِ فَإذَا رَجَعُوا إلَى بِلَادِهِمْ أظْهَرُوا بِدْعَتَهُمْ لَا مَحَالَةَ فَيَظُنُّ ظَانٌّ أنَّهُمْ مِنِّي تَعَلَّمُوهُ وَأنَا قُلْتُهُ! ، وَأنَا بَرِيءٌ مِنْ مَذْهَبِ البَاقِلَّانِيِّ وَعَقِيدَتِهِ. ... قَالَ : وَسَمِعْت الفَقِيهَ الإمَامَ أبَا مَنْصُورٍ سَعْدَ بْنَ عَلِيٍّ العِجْلِيَّ يَقُولُ : سَمِعْت عِدَّةً مِنْ المَشَايِخِ وَالأئِمَّةِ بِبَغْدَادَ أظُنُّ الشَّيْخَ أبَا إسْحَاقَ الشِّيرَازِيَّ أحَدَهُمْ قَالُوا : كَانَ أبُو بَكْرٍ البَاقِلَّانِيُّ يَخْرُجُ إلَى الحَمَّامِ مُتَبَرْقِعًا خَوْفًا مِنْ الشَّيْخِ أبِي حَامِدٍ الإسْفَرَايِينِيِّ.
[الفتاوى الكبرى لابن تيمية].
BY آثار الإمام أحمد
Share with your friend now:
tgoop.com/Hanbal_IV/191