tgoop.com/Hanbal_IV/194
Last Update:
قيل لما سُجن الإمام أحمد في المحنة :
تَبَارَكَ مَنْ لَا يَعْلَمُ الغَيْبَ غَيْرُهُ
ومَنْ لَمْ يَزَلْ يُثْنَى عَلَيْهِ وَيُذْكَرُ
عَلَا فِي السَّمَاوَاتِ العُلَى فَوْقَ عَرْشِهِ
إلَى خَلْقِهِ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ يَنْظُرُ
سَمِيعٌ بَصِيرٌ لَا نَشُكُّ مُدَبِّرٌ
وَمَنْ دُونَهُ عَبْدٌ ذَلِيلٌ مُدَبَّرُ
يَدَا رَبِّنَا مَبْسُوطَتَانِ كِلَاهُمَا
تَسُحَّانِ وَالأيْدِي مِنَ الخَلْقِ تَقْتُرُ
إذَا فِيهِ فَكَّرْنَا اسْتَحَالَتْ عُقُولُنَا
فَأُبْنَا حَيَارَى وَاضْمَحَلَّ التَّفَكُّرُ
وَإنْ نَقَّرَ المَخْلُوقُ عَنْ عِلْمِ ذَاتِهِ
وَعَنْ كَيْفَ كَانَ الأمْرُ ضَلَّ المُنَقِّرُ
فَلَوْ وَصَفَ النَّاسُ البَعُوضَةَ وَحْدَهَا
بِعِلْمِهِمُ لَمْ يُحْكِمُوهَا وَقَصَّرُوا
فَكَيْفَ بِمَنْ لَا يَقْدُرُ الخَلْقُ قَدْرَهُ
وَمَنْ هُوَ لَا يَبْلَى وَلَا يَتَغَيَّرُ
نُهِينَا عَنِ التَّفْتِيشِ وَالبَحْثِ رَحْمَةً
لَنَا وَطَرِيقُ البَحْثِ يُرْدِي وَيُخْسِرُ
وَقَالُوا لَنَا قُولُوا وَلَا تَتَعَمَّقُوا
بِذَلِكَ أوْصَانَا النَّبِيُّ المُعَزَّرُ
فَقُلْنَا وَقَلَّدْنَا وَلَمْ نَأتِ بِدْعَةً
وَفِي البِدْعَةِ الخُسْرَانُ وَالحَقُّ أنْوَرُ
وَلَمْ نَرَ كَالتَّسْلِيمِ حِرْزًا وَمَوْئِلًا
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو أنْ يُثَابَ وَيَحْذَرُ
شَهِدْنَا بِأنَّ اللهَ لَا رَبَّ غَيْرُهُ
وَأحْمَدَ مَبْعُوثٌ إلَى الخَلْقِ مُنْذِرُ
وَأنَّ كِتَابَ اللهِ فِينَا كَلَامُهُ
وَإنْ شَكَّ فِيهِ المُلْحِدُونَ وَأنْكَرُوا
شَهِدْنَا بِأنَّ اللهَ كَلَّمَ عَبْدَهُ
وَلَمْ يَكُ غَيْرُ اللهِ عَنْهُ يُعَبَّرُ
غَدَاةَ رَأي نَارًا فَقَالَ لِأهْلِهِ
سَآتِي بِنَارٍ أوْ عَنِ النَّارِ أُخْبِرُ
فَنَادَاهُ يَا مُوسَى أنَا اللهُ لَا تَخَفْ
وَأرْسَلَهُ بِالحَقِّ يَدْعُو وَيُنْذِرُ
وَقَالَ انْطَلِقْ إنِّي سَمِيعٌ لِكُلِّ مَا
يَجِيءُ بِهِ فِرْعَونُ ذُو الكُفْرِ مُبْصِرُ
وَكَلَّمَهُ أيْضًا عَلَى الطُّورِ رَبُّهُ
وَقُرِّبَ وَالتَّوْرَاةُ فِي اللَّوْحِ تُسْطَرُ
كَذَلِكَ قَالَ اللهُ فِي مُحْكَمِ الهُدَى
وَإسْنَادُهُ الرُّوحُ الأمِينُ المُطَهَّرُ
وَإنَّ وَلِيَّ اللهِ فِي دَارِ خُلْدِهِ
إلَى رَبِّهِ ذِي الكِبْرِيَاءِ سَيَنْظُرُ
وَلَمْ نَرَ فِي أهْلِ الخُصُومَاتِ كُلِّهَا
زَكِيًّا وَلَا ذَا خَشْيَةٍ يَتَوَقَّرُ
وَلَمْ يَحْمَدِ اللهُ الجِدَالَ وَأهْلَهُ
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ عَنْ ذَاكَ يَزْجُرُ
وَسُنَّتُنَا تَرْكُ الكَلَامِ وَأهْلِهِ
وَمَنْ دِينُهُ تَشْدِيقُهُ وَالتَّقَعُّرُ
وَكُلُّ كَلَامِيٍّ قَلِيلٌ خُشُوعُهُ
لَهُ بَيْعٌ فِيهِ وَسُوقٌ وَمَتْجَرُ
تَفَرَّغَ قَوْمٌ لِلجِدَالِ وَأغْفَلُوا
طَرِيقَ التُّقَى حَتَّى غَلَا المُتَهَوِّرُ
وَقَاسُوا بِآرَاءٍ ضِعَافٍ وَفَرَّطُوا
وَرَأيُ الَّذِي لَا يَتْبَعُ الحَقَّ أبْتَرُ
جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ عَنَّا ابْنَ حَنْبَلٍ
وَصَاحِبَهُ خَيْرًا إذَا النَّاسُ أُحْضِرُوا
سَمِيُّ نَبِيِّ اللهِ أعْنِي مُحَمَّدًا
فَقُلْ فِي ابْنِ نُوحٍ وَالمَقَالَةُ تَقْصُرُ
سَقَى اللهُ قَبْرًا حَلَّهُ مَا ثَوَى بِهِ
مِنَ الغَيْثِ وَسْمِيًّا يَرُوحُ وَيُبْكِرُ
هُمَا صَبَرَا لِلحَقِّ عِنْدَ امْتِحَانِهِمْ
وَقَامَا بِنَصْرِ اللهِ وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ
وَأرْبَعَةٌ جَاءُوا مِنَ الشَّامِ سَادَةٌ
عَلَيْهِمْ كُبُولٌ بِالحَدِيدِ تُسَمَّرُ
دُعُوا فَأبَوْا إلَّا اعْتِصَامًا بِدِينِهِمْ
فَأُجْلُوا عَنِ الأهْلِينَ طُرًّا وَسُيِّرُوا
إلَى البَلَدِ المَشْحُونِ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ
وَفِي السِّجْنِ كَالسُّرَّاقِ أُلْقُوا وَصُيِّرُوا
فَمَا زَادَهُمْ إلَّا رِضًا وَتَمَسُّكًا
بِدِينِهِمُ وَاللهُ بِالخَلْقِ أبْصَرُ
= = = = =
BY آثار الإمام أحمد
Share with your friend now:
tgoop.com/Hanbal_IV/194