HANBALI44 Telegram 400
الشيخ دبيان الدبيان (٢):

يقول الشيخ أبو عمر دبيان بن محمد الدبيان - متعه الله بالصحة والعافية - متحدثاً عن مشروع حياته والمتمثل في وضع موسوعة تتضمن أبواب الفقه كاملة، والذي شرع فيه قبل أكثر من سبعة وعشرين عاماً، وذلك في مقدمته لموسوعة أحكام الصلوات الخمس والتي ستصدر قريباً بإذن الله:

" أُنجز من المشروع الفقهي (٤٨ مجلداً)، تفصيلها كالتالي:

⁃ بلغت مسائل مشروع الصلاة: ١١٥٠ مسألة في (١٠٤٤٦ صفحة)، في ثمانية عشر مجلداً .

⁃ بلغت مسائل مشروع المعاملات المالية: ۲۱۳۳ مسألة في( ١١٨٥٥ صفحة)، في عشرين مجلداً .

⁃ بلغت مسائل مشروع الطهارة: ٩٣٢ مسألة في (٥٥٧٠ صفحة)، في عشرة مجلدات.

ليكون المجموع: ٤٢١٥ مسألة في( ۲۷۸۷۱ صفحة )، ولله الحمد، وهذا القدر من المشروع ربما يبلغ نصف المشروع الفقهي .

وإنما حرصت على ذكر عدد المسائل والصفحات ليعذر المطلع فإذا وقع على وهم، أو على خطأ هنا أو هناك، فإن مشروعًا بهذا العدد يقوم به شخص واحد بحثًا وصفًا وطباعة لعمل مكلف جدا ويصعب معه التحفظ من عدم السهو والخطأ إن لم يكن ذلك مستحيلا مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُ وأَ فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: ۸۲]. فمع تنوع مادة المشروع من فقه وحديث وأصول وقواعد وتراجم في عمر يمتد (لسبعة وعشرين عامًا) فلا بد من الوقوع في السهو والخطأ .

وليس كل من أحسن التنقير لو تعرض للتأليف أحسن التدبير والناقد بصير، فإذا كان المضمون سميناً، فلا يضيرك الشكل، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .

ولو دفعت بالكتب إلى دور النشر لجوَّدوه، ولحملوا عني مؤنة صفه وتدقيقه ولكنهم ليسوا جمعية خيرية، وأنا أتطلب بيع الكتاب بأقل من سعر التكلفة عن طريق بعض المحسنين، وأبادر بنشر الكتاب على الشبكة، وعلى البرامج الحاسوبية؛ ليصل إلى من يستفيد منه ممن لا يصل إليهم الكتاب، وقد أوقفت جميع حقوقي في جميع كتبي .

وعلى من ضيع وقته أن يستدركه فيما بقي فالأيام وعاء، ولا عزاء للنوم، ولا لمن آثر السمر في الاستراحات، وقطع بالثرثرة أعز الأوقات، حتى مضى عمره عليه حسرات، فلما سُقِطَ في يديه أصبح يقلب من الحسرة كفيه، وهيهات هيهات أن يتدارك ما فات .

وإياك والنصائح المضللة أن تفت في عضدك، فهناك من يقول لك: لا تكتب إلا بعد الخمسين حتى تبلغ في العلم مبلغ الراسخين، فتكون كتابتك أنفع، وعلمك أشمل، ووهمك أقل، وليس للرسوخ في العلم مكيال يعرف به مقداره، ولا تقدم العمر وحده هو من يبلغك مناله، بل هذا الناصح لم ينتبه أنه ربما تربص بك إلى بداية الضعف والوهن وما عساك أن تنجز فيما بقي من عمرك، بل اكتب في شبابك وقوتك فالكتابة دربة كلما أكثرت منها رسخ قلمك، وتراكمت خبرتك، ولا مانع من عدم التسرع في الطبع، ولكن لا تترك الكتابة إن كانت الكتابة من همك ما استطعت إلى ذلك سبيلا .

وقد بدا الوهن يدب إلى عظامي، ويوشك زيت التجلد أن ينفد، فالظهر والركب كلها تشتكي من طول الجلوس على البحث، وأصبحت العوائق مخوفة، وأصبحت لا أهوي جالسًا ولا أقوم منه واقفًا إلا ويقوم منه شاهد على ضعف البدن، وكلها إشارات بتصرم القوة، وخور العزم، وهذا أمر متوقع وما حدث في أوانه لا يستغرب، وأسأل الله لي وللقارئ الكريم حسن الخاتمة .

وعلى كل حال فاعلم أيها الشاب: أنه لا عمل كامل، وكل خطأ ارتكبته فهو وسيلة لمعرفة الصواب، وسينفع الله بك العباد، فلا تحقرن نفسك، وكل كبارنا اليوم كانوا بالأمس في سن الشباب يرجون ما ترجوه، ويحذرون ما تحذره، وصبروا على النصب والتعب، وأخلصوا لله في الطلب، وكان سعيهم بين نجاح وإخفاق حتى أصبحوا بيننا اليوم علامات كالنجوم يهتدي بها السائرون، يقول هشام بن عروة بن الزبير : كان أبي يجمعنا فيقول: يا بني ، كنا صغار قوم وإنا اليوم كباره ، وإنكم اليوم صغار ، وستكونون كباره إن بقيتم، وإنه لا خير في كبير لا علم له. والله أعلم " .

#الحنابلة_المعاصرون
#دبيان_الدبيان


https://www.tgoop.com/Hanbali44



tgoop.com/Hanbali44/400
Create:
Last Update:

الشيخ دبيان الدبيان (٢):

يقول الشيخ أبو عمر دبيان بن محمد الدبيان - متعه الله بالصحة والعافية - متحدثاً عن مشروع حياته والمتمثل في وضع موسوعة تتضمن أبواب الفقه كاملة، والذي شرع فيه قبل أكثر من سبعة وعشرين عاماً، وذلك في مقدمته لموسوعة أحكام الصلوات الخمس والتي ستصدر قريباً بإذن الله:

" أُنجز من المشروع الفقهي (٤٨ مجلداً)، تفصيلها كالتالي:

⁃ بلغت مسائل مشروع الصلاة: ١١٥٠ مسألة في (١٠٤٤٦ صفحة)، في ثمانية عشر مجلداً .

⁃ بلغت مسائل مشروع المعاملات المالية: ۲۱۳۳ مسألة في( ١١٨٥٥ صفحة)، في عشرين مجلداً .

⁃ بلغت مسائل مشروع الطهارة: ٩٣٢ مسألة في (٥٥٧٠ صفحة)، في عشرة مجلدات.

ليكون المجموع: ٤٢١٥ مسألة في( ۲۷۸۷۱ صفحة )، ولله الحمد، وهذا القدر من المشروع ربما يبلغ نصف المشروع الفقهي .

وإنما حرصت على ذكر عدد المسائل والصفحات ليعذر المطلع فإذا وقع على وهم، أو على خطأ هنا أو هناك، فإن مشروعًا بهذا العدد يقوم به شخص واحد بحثًا وصفًا وطباعة لعمل مكلف جدا ويصعب معه التحفظ من عدم السهو والخطأ إن لم يكن ذلك مستحيلا مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُ وأَ فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: ۸۲]. فمع تنوع مادة المشروع من فقه وحديث وأصول وقواعد وتراجم في عمر يمتد (لسبعة وعشرين عامًا) فلا بد من الوقوع في السهو والخطأ .

وليس كل من أحسن التنقير لو تعرض للتأليف أحسن التدبير والناقد بصير، فإذا كان المضمون سميناً، فلا يضيرك الشكل، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .

ولو دفعت بالكتب إلى دور النشر لجوَّدوه، ولحملوا عني مؤنة صفه وتدقيقه ولكنهم ليسوا جمعية خيرية، وأنا أتطلب بيع الكتاب بأقل من سعر التكلفة عن طريق بعض المحسنين، وأبادر بنشر الكتاب على الشبكة، وعلى البرامج الحاسوبية؛ ليصل إلى من يستفيد منه ممن لا يصل إليهم الكتاب، وقد أوقفت جميع حقوقي في جميع كتبي .

وعلى من ضيع وقته أن يستدركه فيما بقي فالأيام وعاء، ولا عزاء للنوم، ولا لمن آثر السمر في الاستراحات، وقطع بالثرثرة أعز الأوقات، حتى مضى عمره عليه حسرات، فلما سُقِطَ في يديه أصبح يقلب من الحسرة كفيه، وهيهات هيهات أن يتدارك ما فات .

وإياك والنصائح المضللة أن تفت في عضدك، فهناك من يقول لك: لا تكتب إلا بعد الخمسين حتى تبلغ في العلم مبلغ الراسخين، فتكون كتابتك أنفع، وعلمك أشمل، ووهمك أقل، وليس للرسوخ في العلم مكيال يعرف به مقداره، ولا تقدم العمر وحده هو من يبلغك مناله، بل هذا الناصح لم ينتبه أنه ربما تربص بك إلى بداية الضعف والوهن وما عساك أن تنجز فيما بقي من عمرك، بل اكتب في شبابك وقوتك فالكتابة دربة كلما أكثرت منها رسخ قلمك، وتراكمت خبرتك، ولا مانع من عدم التسرع في الطبع، ولكن لا تترك الكتابة إن كانت الكتابة من همك ما استطعت إلى ذلك سبيلا .

وقد بدا الوهن يدب إلى عظامي، ويوشك زيت التجلد أن ينفد، فالظهر والركب كلها تشتكي من طول الجلوس على البحث، وأصبحت العوائق مخوفة، وأصبحت لا أهوي جالسًا ولا أقوم منه واقفًا إلا ويقوم منه شاهد على ضعف البدن، وكلها إشارات بتصرم القوة، وخور العزم، وهذا أمر متوقع وما حدث في أوانه لا يستغرب، وأسأل الله لي وللقارئ الكريم حسن الخاتمة .

وعلى كل حال فاعلم أيها الشاب: أنه لا عمل كامل، وكل خطأ ارتكبته فهو وسيلة لمعرفة الصواب، وسينفع الله بك العباد، فلا تحقرن نفسك، وكل كبارنا اليوم كانوا بالأمس في سن الشباب يرجون ما ترجوه، ويحذرون ما تحذره، وصبروا على النصب والتعب، وأخلصوا لله في الطلب، وكان سعيهم بين نجاح وإخفاق حتى أصبحوا بيننا اليوم علامات كالنجوم يهتدي بها السائرون، يقول هشام بن عروة بن الزبير : كان أبي يجمعنا فيقول: يا بني ، كنا صغار قوم وإنا اليوم كباره ، وإنكم اليوم صغار ، وستكونون كباره إن بقيتم، وإنه لا خير في كبير لا علم له. والله أعلم " .

#الحنابلة_المعاصرون
#دبيان_الدبيان


https://www.tgoop.com/Hanbali44

BY شوارد حنبلية




Share with your friend now:
tgoop.com/Hanbali44/400

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information. A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.” Informative
from us


Telegram شوارد حنبلية
FROM American